تواصل قوات "بركان الغضب"، التابعة لحكومة "الوفاق" الليبية، استهداف تمركزات المليشيات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، في محاور جنوب طرابلس وترهونة بهدف استعادتها، في الوقت الذي تواصل فيه المناطق والقبائل في غرب البلاد انشقاقها عن حفتر.

وأكد المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، محمد قنونو، في بيانات متتالية خلال الساعات الماضية، نشرتها الصفحة الرسمية لعملية "بركان الغضب"، تدمير ست منظومات دفاع جوي روسية الصنع من نوع "بانتسير"، موضحاً أن سلاح الجو استهدف ثلاثة منها في ترهونة وواحدة في منطقة سوق الأحد، الواقعة بين طرابلس وترهونة، بالإضافة لاثنتين في محيط منطقة الوشكة.

وحتى الآن، تمكّن سلاح الجو من تدمير تسع منظومات دفاع جوي من ذات النوع، خلال ثلاثة أيام، في قاعدة الوطية ومحيطها، وفي ترهونة وسوق الأحد والوشكة وجنوب سرت.

وفي وقت طالب فيه قنونو، المدنيين داخل مدينتي ترهونة والأصابعة، بـ"الابتعاد عن مواقع تواجد مليشيات حفتر الارهابية والمواقع العسكرية، والخروج من هذه المواقع"، قال إن سلاح الجو وجّه ضربات، فجر اليوم الخميس، "في منطقة مراح بين الوشكة وسرت، استهدفت آليات مسلحة، ونجح في تحييد 12 عنصراً بين قتيل وجريح".

 


من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب" عبد المالك المدني، أن سلاح الجو لم يتوقف عن عمليات الرصد والاستطلاع في مناطق ترهونة والأصابعة والوشكة، مضيفاً أن الضربات الجوية استهدفت أيضاً، فجر اليوم الخميس، مقراً عسكرياً مهماً تابعاً لمليشيا اللواء التاسع في قلب ترهونة.

وعن المستجدات في محاور جنوب طرابلس، قال المدني، لـ"العربي الجديد"، إن سرية "الكورنيت" دمرت منظومة رادار لمرتزقة "فاغنر" الروسية كانت تستخدمها في الكشف عن إحداثيات المركبات والمدرعات والهواتف المحمولة في محور صلاح الدين" جنوب طرابلس، مضيفاً أن المدفعية تمكنت، فجر اليوم، من استهداف مقرّ للذخائر في طريق المطار، جنوب طرابلس.

وعلى صعيد متصل، توالت انشقاقات مناطق القبائل التي كانت تحتضن مليشيات حفتر، فبعد نقض "قبائل الصيعان" لحلفها مع حفتر وإعلان مدينتيها، تيجي وبدر الواقعتين في باطن الجبل الغربي قريباً من مدينة الزنتان، خاضعة لسلطة حكومة "الوفاق"، أكد المجلس الأعلى لأعيان وحكماء مدينة الزنتان (182 كيلومتراً غرب طرابلس)، في بيان جديد، ليل أمس الأربعاء، ترحيبه بتحرير قاعدة الوطية.

ووصف البيان المتلفز للمجلس، القاعدة، بأنها "كانت وكراً للنظام السابق وحاضنةً للمعتدين"، مؤكداً أن القاعدة انطلقت منها الطائرات لقصف المدنيين في مدينة الزاوية وطرابلس، بل و"هددت السلم الاجتماعي في المنطقة الغربية".


من جانبه، أعلن المجلس الاجتماعي لـ"قبائل الأصابعة" انضمام المدينة لحكومة "الوفاق"، "بناءً على اجتماع قبائل مدينة الأصابعة" الواقعة جنوب طرابلس بنحو 120 كيلومترا، وفق الصفحة الرسمية للمجلس عبر "فيسبوك".
 

وبالتزامن، أعلن المجلس المحلي لمدينة مزدة (180 كيلومترا جنوب طرابلس) دعمه لحكومة "الوفاق"، وترحيبه بتحرير قاعدة الوطية، مبديا دعمه لـ"عملية بركان الغضب، من خلال تواصلنا المستمر مع غرفة العمليات المشتركة بقيادة اللواء أسامة الجويلي".

وأضاف المجلس، بحسب بيانه مساء أمس الأربعاء: "نعلن أننا ضد الهجوم الباغي الذي تقوده دويلات قزمة بقيادة المتمرد حفتر على مناطق ليبيا، خصوصاً طرابلس، متضامنين معها حتى القضاء على هذه النبتة الخبيثة من أرض ليبيا الطاهرة".

وقال: "نقف ضد من يحاول تقويض أمانينا وأحلامنا بدولة حرة مستقلة ذات سيادة، في ظل دستور دائم وسيادة القانون من خلال مؤسساتها العسكرية والشرطية والمدنية".

واللافت في سلسلة الانشقاقات في صفوف حفتر، إعلان أنصار النظام السابق رفضهم قرار حفتر بسحب قواته إلى خارج طرابلس، وتأكيد استمرارهم في القتال.