قال الدكتور طلعت فهمي، المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، إنه لا يوجد أي إشكالية في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها حتى اليوم تجاه الأقباط.

وأضاف فهمي خلال حواره لفضائية "وطن" أن اللجنة السياسية التي كوّنها الإمام الشهيد حسن البنا كانت تضم في عضويتها وليد دوس، ولويس فانوس، وكريم فاتي، وكان مندوب الإمام البنا في لجنة "سانت كاترين" في انتخابات عام 1945 هو الخواجة "خريستو"، أحد المسيحيين، وهي اللجنة الوحيدة التي سلمت من التزوير وفاز فيها الإمام البنا بنسبة 100%.

وأوضح فهمي أنه لا يخفى على أحدٍ الجهود العظيمة التي قام بها الأستاذ عمر التلمساني، لوأد الفتنة الطائفية في الزاوية الحمراء بين المسلمين والمسيحيين. ووجه فهمي خطابه إلى رأس الكنيسة قائلا: "ما جاء الإنجيل إلا لتقوية روح المحبة والسلام والتعاطف بين الناس، حتى إنه يدعو إلى أن يحبوا أعداءهم ويباركوا لاعِنيهم ويصلوا من أجل الذين يبغضونهم، وبذلك تقوم على الأرض المسرة وفي البيت السلام"، وهذا ما سمعناه من ممثلي الكنيسة حين جاءوا إلى إفطارات مرشدي جماعة الإخوان المسلمين في الحقبة الماضية.

وتابع: "نحن بحاجة إلى مراجعة تاريخ الأسلاف للإخوان المسلمين والقيادات المسيحية، فالإمام البنا خاطب الأنبا يؤنس، بطريرك الأقباط الأرثوذكس، بشأن فلسطين بمسلميها ومسيحييها، كما راسل بطريرك الأقباط الأرثوذكس وقال له عن الوحدة إنها الوحدة التي فرضتها الأديان السماوية وقدستها العواطف الوطنية وخلدتها المصلحة القومية، ولن تستطيع يد أو لسان أن يمتد إليها، فرد عليه بكلام عظيم قائلا، إن الأمة عنصر واحد، وإننا ندرك قيمة هذه الوحدة ونحرص عليها، وليس لنا من غرض إلا أن نعيش في وطننا مع إخواننا المسلمين".

واستطرد: "الدكتور إبراهيم فهمي المنياوي وكيل المجلس الملي نشر رسالة في جريدة الأهرام عام 1947، قال فيها إن السيادة الأجنبية أو التحكم الدولي عرض سيزول، والشيء الذي سيبقى أن أبناء مصر على اختلاف عقيدتهم سيحيون ويجاهدون جنبا إلى جنب، ثم يرقدون في النهاية في التربة المصرية".

كما أن الأستاذ لويس فانوس قال كلاما يكتب بماء الذهب في حق جماعة الإخوان المسلمين، عندما وقف في مجلس الشيوخ وطلب من الحكومة التعاون مع الإخوان المسلمين؛ لأنها الهيئة الوحيدة التي تعمل على تنوير الأذهان وإيقاظ الوعي الشعبي في النفوس ونشر المبادئ السليمة والدين الصحيح والأخلاق الفاضلة.      

ووجه فهمي سؤالا لقيادات الكنيسة قائلا: "كيف تصفون الدكتور محمد بديع الذي قال عندما تولى رئاسة مكتب الإرشاد: إن المسيحيين هما شركاؤنا في الدفاع عن الوطن وبناء الحضارة بالخيانة؟ والذي قال سليتنا أقوى من الرصاص، وهو الذي أسس حزبا سياسيا لكل المصريين مسلمين ومسيحيين، وكان نائب رئيس الحزب الدكتور رفيق حبيب مفكرا مسيحيا، وهو الذي صُنف ضمن أفضل مائة عالم عربي، وتخرج على يديه الآلاف من المسلمين والمسيحيين في تخصصه".

وأكد فهمي أن الكنيسة لا يمكنها أن تمنح نفسها الحق في توزيع صكوك الوطنية على المصريين، وهم بذلك يمزقون الوطن، مضيفا أن جماعة الإخوان المسلمين لها أعضاء وأنصار في كل حي وقرية ومركز في مصر، مضيفا أن مركز بيو الأمريكي للأبحاث قدر عدد المسيحيين في مصر بـ4.5 مليون نسمة عندما كان تعداد المصريين 83 مليونا، فكيف تعادي الكنيسة شخصية ينتمي إليها ويتعاطف معها أكثر من منتسبي الكنيسة مجتمعين؟ موضحا أن مركز واشنطن للأبحاث ذكر أن 34% من المصريين يتعاطفون مع جماعة الإخوان المسلمين.