الحاج لاشين أبو شنب واحدٌ من رحالة الإخوان الذين جابوا العالم شرقًا وغربًا، اعتقل خمس مراتٍ منذ عصر الملك فاروق، وحتى عصر مبارك، ولم يسلم بالرغم من شلله ومرضه، وعمره الذى تجاوز الـ 87 عامًا من مطاردة قوات قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي.

كان من أكبر أعضاء مكتب الإرشاد سنًّا حتى يناير 2010، ورغم معاناته الصحية إلا أنه كان حريصاً على حضور كل اجتماعات مكتب الإرشاد، وكان يمتاز بروحه الشبابية وخفّة دمه وذاكرته القوية.

حصل على لقب المدرس المثالى من وزارة التربية والتعليم على مستوى الجمهورية، وزار أمريكا أكثر من 7 مرات وفرنسا مرتين وإنجلترا والنمسا وألبانيا وكرواتيا واليونان مرة وألمانيا وتركيا مرتين وكل الأقطار العربية، وجميعها في كانت زيارات دعوية.

وكان "أبو شنب" مسئول الجوالة في كلية دار العلوم، خلال أربع سنوات، وعضو النظام الخاص، كما شارك في الأعمال الفدائية بقنال 1951 م، كما شارك في الإعداد وجمع الأسلحة في حرب فلسطين 1948م.

ارتباطه بالإخوان

ارتبط إسم الحاج لاشين أبو شنب، الذي ولد في 25 يونيو 1927م في شبين الكوم- محافظة المنوفية بالإخوان في عام 1940م، وذلك عندما كان في الصف الثالث الابتدائي؛ حيث قابل الإمام الشهيد حسن البنا ضمن جولاته التي كان يطوف فيها المدن في المناسبات المتعددة، واستمع إليه، وكان ذلك في ذكرى هجرة الرسول- صلى الله عليه وسلم- وأعجب بأدائه ولباقته وقوته في العرض، وكان حريصًا بعد أن ينتهي من كلامه أن يستمع إلى كل شخص يسلِّم عليه وأن يتعرَّف به، وتعرفت عليه وذكرت له اسمي.

وفي العام التالي مباشرةً أعلن في معهد شبين الكوم الذي كنت أدرس فيه وقتها أن هناك محاضرةً للإمام حسن البنا ستكون في مدينة طنطا بجوار محطة القطار، فذهب الحاج واستمع إليه، وبعد ذلك استضاف الإخوان الإمام حسن البنا في مقر شعبة قسم ثاني بطنطا، وهناك التقى بالإمام مرة أخرى ووجده يسلِّم عليَّه ويذكر اسمه، وغلبه البكاء.

وكان معهد شبين الكوم يُعتبر شعبةً إخوانيةً قائمةً بذاتها، وكان أغلب من فيه من الإخوان المسلمين، فكان كل النشاط فيه إخوانيًّا، مثل الأسر الإخوانية والكتائب والمحاضرات، وكل الأنشطة الدعوية والرياضية، وكان مسئولاً عن المعهد الأزهري في شبين الكوم، إلى أن تم تحويله- وهو في السنة الخامسة الثانوية- إجباريًّا إلى المعهد الأزهري بالزقازيق؛ بسبب انتمائه إلى الإخوان المسلمين، وأخذ شهادة الثانوية من معهد الزقازيق.

اعتقالاته

سجن "أبو شنب" خمس مرات، إحداها في عهد الملك فاروق عقب حرب 1948، وثانيها في عهد جمال عبد الناصر، وثالثتهما عندما سافر إلى الكويت عام 1960م، للعمل كمدرس لمادة اللغة العربية لمدة ثلاث سنوات، ثم إلى السعودية للعمل في جامعة (محمد بن سعود) لمدة أربع سنوات، فقبض عليه بعد عودتة في سبتمبر 1981م متهمًا بالهروب من حكم غيابي بـ 15 سنة، وسُجِن ثم أُطلِق سراحه بعفوٍ عامٍ من الرئيس "مبارك" عن كل الشخصيات السياسية، ثم قبض عليه مرتين، حُوكم في إحداهما بالمحكمة العسكرية التي حكمت ببراءته.

رحَّالة الإخوان

سافر الحاج  "أبو شنب" إلى الكويت والسعودية والإمارات وقطر واليمن، وكانت زياراته لهذه الدول مندوبًا عن الإخوان المسلمين، وقد زار الكويت قبل أن تتميَّز بما هي عليه الآن مما يدعونه بالحضارة، وكان أهلها من الذين يقومون بواجب الضيافة والإحساس بأخوَّة إخوانهم المسلمين كثيرًا؛ ولذلك كانت الدعوة هناك ثريةً، والإقبال عليها كثيفًا، وكان هناك الكثير من أعيان الكويت وكبار سكانها ينتمون إلى هذا الدعوة المباركة.

كما زار اليمن كثيرًا كموفد من الإخوان، وزار معظم مدنها، وكان له بها لقاءاتٌ مع مجموعات كبيرة من الإخوان، وكان نشاط الإخوان هناك يتسم بأنه كبيرٌ وقويٌّ ومتعدد المراحل، وكان التجاوب مع قيم الدعوة ونظامها وترتيبها ميسرًا وسهلاً.

وزار رحمه الله أمريكا وكندا وألمانيا والنمسا وفرنسا وإنجلترا واليونان وألبانيا وتركيا، حيث كان موفدًا  لهذه المدن أيضًا من الإخوان، وتكرَّرت خلال هذه المرحلة زياراته لأمريكا، وخلال زياراته لهذه البلاد كانت معظمها لقاءات بالإخوان.

وفاته

توفي إلي رحمة الله تعالى مساء الخميس الموافق 2014/9/25 فارس الكلمة رحَّالة الإخوان المسلمين والمربي الفاضل الحاج لاشين أبوشنب عضو مكتب الإرشاد عن عمر تجاوز الـ 87 عاما بعد صراع طويل مع المرض.