قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن حركة معاداة السامية منحت جائزة لوزير العدل السعودي السابق الشيخ د.محمد العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي، ووزير العدل السعودي الأسبق مستشار أمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، بعد أن تحدث علناً أنه ضد إنكار المحرقة ومزاعم كاذبة ضد اليهود، وهي الرواية التي اعتمدها اليهود ضد النازية. وزار الشيخ العيسى في يناير الماضي معسكرات الموت في "أوشفيتز-بيركيناو" ببولندا وصرح تصريحات تنكر "الهولوكوست ومعاداة السامية، ودعا إلى "تقريب الأديان".

وقالت رئيسة الحركة ساشا رويتمان دارتوا: إن الشيخ محمد العيسى صوت فريد ومهم في القتال. في الأيام التي يدعو فيها الزعيم الروحي لإيران إلى القضاء على الدولة اليهودية، فإن تصريحات الشيخ التي تثبت أنه يقف بحزم ضد كراهية اليهود لها أهمية كبيرة على الرغم من الهجمات التي يمتصها في مواقعه".
وأضافت الصحيفة أن الجائزة هي الأولى من نوعها التي تقدمها الحركة، في حدث افتراضي بعنوان "كيف يمكن للمسلمين واليهود مكافحة معاداة السامية معًا" الذي أقامته عدد من المراكز حول العالم بالتعاون مع الاتحاد الأمريكي الإسباني.

https://twitter.com/salehelnaami/status/1276800318378881029

وتناولت الصحيفة خطابا ألقاه "الشيخ العيسى" من المملكة العربية السعودية ضد ارتفاع معاداة السامية، من بين أمور أخرى خلال تحدثه عن كورونا، وهاجم منكري المحرقة في العالم الإسلامي، قائلا إن "اليهود والمسلمين عاشوا معًا منذ آلاف السنين، ولكن للأسف في العقود الأخيرة ابتعدوا عن بعضهم البعض، نحتاج إلى إعادة بناء الجسور للحوار وإقامة تعاون بين الطائفتين، لقد كانت مهمتي منذ أن توليت منصبي كأمين عام لرابطة العالم الإسلامي، وأنا ملتزم بمحاربة قوى الكراهية والعنف".

وأضاف "العيسى".. "في وقت سابق من هذا العام، كجزء من التزامي بمكافحة معاداة السامية، قمت بزيارة معسكرات إبادة أوشفيتز – بيركيناو، ووقفت هناك إلى جانب إخوتي اليهود، قلت إن المحرقة كانت أكبر رعب في التاريخ وتعهدت بأن "لن يحدث ذلك مرة أخرى". وتابع في خطابه "وعلى الرغم من مرور 75 عامًا منذ ذلك الحين، ما زلنا نكافح من أجل خلق عالم أفضل للأجيال القادمة، يجب ألا نستسلم".

وهاجم الشيخ العيسى منكري المحرقة وقال: "مازال البعض منا يحاول تشويه التاريخ ويدعي أن المحرقة، التي تعد أبشع جريمة في تاريخ البشرية، لم تحدث.. نقف ضد هؤلاء الكاذبين، بغض النظر عن مكان وجودهم. إنكار التاريخ يخدم المتطرفين الذين يروجون للكراهية والعنصرية. بصفتنا مسلمين، من واجبنا دراسة التاريخ والوقوف إلى جانب المجتمع الدولي في ظل التزام "لن يحدث ذلك مرة أخرى".

وفي توافق منه مع التطبيع الإماراتي الصهيوني ذكرت "معاريف" أن "العيسى" اعتبر أن فيروس كورونا عدو مشترك لنا جميعاً.. يجب أن نتحد في الحرب ضد الفيروس إذا أردنا أن يكون لدينا أمل في مواجهة هذا التهديد غير المسبوق".
نحن بحاجة إلى أن نكون يقظين في الكفاح ضد أولئك الذين ينشرون الكراهية. نحن نعلم أن المتطرفين يستغلون الأزمة الحالية للترويج لأيديولوجية الكراهية والانفصال.

الغريب أن العيسى تعهد –بحسب "معاريف"- بمواصلة العمل باستمرار رابطة العمل الإسلامي التي يرأسها لتقوية العلاقات بين اليهود والمسلمين، التي سماها "الإخوة"، وتعزيز التفاهم والاحترام والصبر والمحبة بين المجتمعات.
وعلى وقع كلمات العيسى انطلقت في فبراير الماضي، ما يسمى بـ"حملة مكافحة معاداة السامية" (CAM)، كحركة عالمية بين الأديان برزت كمنصة للمنظمات والأفراد الذين يقاتلون معاداة السامية بجميع أشكالها.

وبحسب معاريف الصهيونية؛ انضمت إلى الحملة 245 منظمة من جميع أنحاء العالم وربع مليون شخص وامرأة وقّعوا عريضة ضد معاداة السامية التي تروج لها المنظمة. وسبق لصحيفة "معاريف" إثارة الجدل بعدما سمحت السعودية له بإجراء حوار معه في نوفمبر 2017، إبان شغله لمنصب وزير العدل السعودي، قال فيه إنه "لا مبرر لأي أعمال عنف باسم الإسلام في أي مكان بالعالم حتى في إسرائيل". وأعلن أنه يرفض "العنف ضد إسرائيل" وعبر عن استعداده للقاء كبير حاخامات اليهود في فرنسا للحوار معه.
وسبق لمراسل هيئة الإذاعة الصهيونية "شمعون آران" نشر صورة لقاء تم بين وزير العدل السعودي السابق محمد العيسى وحاخام الكنيس اليهودي في باريس موشيه صباغ، وأجرى العيسى خلال الزيارة لقاء صحفي مع صحيفة معاريف.

https://twitter.com/mohamed_mdn/status/933713702888583179
واعتبر البعض على وسائل التواصل الاجتماعي تصريحات "العيسى" انتهاج عملي للتطبيع مع الصهاينة من خلال الجانب الإعلامي بتوظيف الأمير محمد بن سلمان للمؤسسة الدينية (البديلة) المتمثلة برابطة العالم الإسلامي لتشريع التطبيع مع إسرائيل وإظهاره بمظهر سياسي ليس له علاقة بالعقيدة، ومن ذلك لقاء محمد بن عبد الكريم العيسى مع "معاريف" العبرية بتصريحاته السالفة.
فضلا عن رفع الحرج عن الصحف السعودية لإجراء لقاءات صحفية مع مسئولين صهاينة بعدما أجرى موقع "صحيفة إيلاف الالكتروني" لقاءً مع رئيس أركان جيش الإحتلال الجنرال غادي إيزينكوت في لندن، والذي لمح الى إمكانية قيام تنسيق مع السعودية.