أحد لواءات جيش الكفتة والتخلف والغباء، اللواء محمد منصور، من خلال إحدى فضائيات مسيلمة الكذاب، وضع حلا جذريا وناجعا لمشكلة سد النهضة، هذا الحل ليس مثل الحلول السابقة، التى تعتمد على مسكنات ومفاوضات ومؤتمرات، فقد قال سيادة اللواء محمد منصور: “إذا كانت إثيوبيا تحلم بأننا نروح نضرب لهم سد النهضة لا.. إحنا حنسيب لهم السد لحد ما يجيه زلزال أو السد ينهار وتغرق مصر والسودان وبعدين نطالبهم بحقوقنا إلى يوم القيامة من هذا الغرق”.

مذيع الغبرة، أصيب بصدمة من الحل العبقرى فسأل سيادة اللواء: “إحنا حنستنا لحد ما نغرق عشان نطالب بحقنا؟!”.

فرد عليه سيادة اللواء: “الضغط العسكري بتاعتنا عارفين حدوده فين وإمتى، واحنا مش حنستنى نغرق، وفي موضوعات لا يجب الحديث فيها على الهواء، حتى لا نكرر أخطاء اللي مات- في إشارة إلى الرئيس الشهيد محمد مرسى رحمه الله- الذى قال: “إن النيل هبة الله لمصر، وذلك فيه خير ضمان لكي ننظر لمستقبل أفضل لمصر، وعلينا الحفاظ على مياه النيل، وإذا نقصت قطرة واحدة من ماء النيل فإن دماءنا هي البديل”.

ومن شدة إعجابى بالحل العبقرى الذى طرحه سيادة اللواء، لا أملك إلا أن أقول له ما قاله العمدة “الغزولى” في فيلم “المليونير الفقير”؛ في حوار بينه وبين “إسماعيل ياسين”: “يا سلام سلم على مخك البلالنط، يا بحر العلم، يا ترعة المفهومية، يا فيلسوف الحمير”، ورد عليه إسماعيل ياسين: “ده أنا فيلسوفك يا حضرة العمدة”.

ولم يكن الحل العبقرى الذى قدمه سيادة اللواء هو الحل الوحيد لعلاج مشكلة سد النهضة، فقد سبقه أحد اللواءات العباقرة، حسام سويلم، الخبير الاستراتيجي والعسكرى، الذى قال: “إن سد النهضة الإثيوبى سيتعرض للسقوط بسبب التربة المتهاوية، وثقل البناء، والضغط الشديد للمياه، وأن هذا سيؤدى إلى غرق إثيوبيا والسودان، لتأتى المياه إلى مصر وتملأ بحيرة السد، ومن ثم تستطيع مصر استصلاح توشكى والوادى الجديد. هذا الكلام على مسئوليتى، وأبقوا حاسبونى”.

وحتى لا نذهب بعيدا، فإن أحد وزراء حكومة الانقلاب بالرغم من حالة الفقر والعوز التى يحياها الشعب المصرى، منذ الانقلاب المشؤوم، قال: “الشعب المصري سيكون من أسعد شعوب العالم عام 2030″، ذلك التصريح الذى أطلقه “أشرف العربي” وزير التخطيط، في 2015، وهو العام الذى وقع فيه قائد الانقلاب اتفاق سد النهضة، وقال وزير الغبرة: إن حكومة الانقلاب أعدت خطة تجعل المصريين من أسعد شعوب العالم عام 2030.

مع العلم أن مؤشر السعادة العالمي، الصادر من الأمم المتحدة في مارس في ذلك العام، صنف مصر بالمركز 120 عالميا، خلف ليبيا والصومال وفلسطين والعراق “المهم منبقاش زى سوريا والعراق”.

وبالطبع هناك فرق شاسع بين العلم والجهل، فعندما نقارن بين عبقرية لواء العسكر، وبين ما قدمته المستشارة “هايدى فاروق” خبيرة ترسيم الحدود، وقضايا السيادة الدولية والثروات العابرة للحدود، التى فضحت برلمان العسكر في قضية بيع “تيران وصنافير” للسعودية، بما قدمته من وثائق وخرائط لنواب العسكر المتواطئين.

 فقد كشفت المستشارة “هايدي فاروق”، عن تحصلها على أصل اتفاق وعقود شراء مصر لأرض سد النهضة الإثيوبي.

وكتبت تدوينة على فيس بوك، قالت فيها: “أتساءل عن جملة المسئول الأثيوبي “المياه بالنسبة لنا بمنزلة نفط وموارد أعطانا الله إياها”، فهل أعطاهم الله الحق في مياه النيل وحدهم أم أن اتفاق ١٥ مايو ١٩٠٢ الذي تنازلنا فيه نحن المصريين، تحت وطأة الاستعمار، عن أرض خديوية مصرية خالصة منها منطقة بني شنجول التي يقام عليها السد نظير تعهد أزلي بعدم قيام الأحباش بأي عمل على مجرى النهر دون موافقة مصر صاحبة حق الارتفاق؟!”.

وهى الاتفاقية، التى لا يمكن للجانب الإثيوبى التملص منها، كما فعل فى اتفاقيتى 1929 و1959 بحجة أنه لم يوقع عليها.

لكن للأسف الشديد “النظام الانقلابي لم يستغل هذه الوثائق لردع الجانب الإثيوبى، بل على العكس أظهر العجز والفشل في إدارة الملف، وظل يبحث عن شماعة يعلق عليها فشله في إدارة هذا الملف، فقد اعتبر قائد الانقلاب ثورة يناير، هى السبب في مشكلة سد النهضة، فقال: “لولا ما حدث في 2011، لتم التوصل إلى اتفاق فيما يخص سد النهضة، بالتوافق بين مصر وإثيوبيا وبما يحقق مصالح البلدين”.

وزيرة الهجرة الدموية “نبيلة مكرم عبد الشهيد” التى ظهرت في مقطع فيديو، وهي تهدد بتقطيع أي شخص يتحدث بسوء عن مصر في الخارج، نشرت فيلما بسبع لغات يتحدث عن حقوق مصر التاريخية التى ضيعها السيسى!.

ودعت الوزيرة الدموية أبناء الجاليات المصرية في الخارج إلى مشاركة الفيلم ونشره على أوسع نطاق.

وهكذا النظم العسكرية الديكتاتورية لا تظهر قوتها إلا على شعوبها المغلوبة على أمرها، ولكنها تكون عاجزة أمام الأخطار التى تتهدد الوطن، بالرغم من أسطوانة الأمن القومي، والخط الأحمر وخط الجمبرى!.