توغلت صباح الإثنين، جرافات عسكرية صهيونية لمسافةٍ محدودة، شرقي محافظة رفح جنوبي قطاع غزة. وأفاد، شهود عيان، بتوغل ست جرافات عسكرية صهيونية انطلاقًا من بوابة "المطبق" العسكرية شرق حي النهضة، شرق رفح؛ لنحو 100 متر داخل أراضي القطاع.

وأوضح الشهود أن جرافات الاحتلال باشرت بعمليات تجريف، بإسناد من عدّة آليات وجيبات عسكرية، تتمركز داخل السياج. وتتوغل قوات الاحتلال بشكل محدود في بعض المناطق شرقي القطاع وشماله، وتجرّف أراضٍ زراعية محاذية للسياج الأمني بذريعة أمنية.

وفي ذات السياق اقتحم عشرات من قطعان الهمج الصهاينة يتقدمهم المتطرف "يهودا غليك" صباح الاثنين المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال. وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة أن 119 بينهم 65 طالبًا يهوديًا اقتحموا المسجد الأقصى خلال الفترة الصباحية، ونظموا جولات استفزازية في باحاته. وأوضحت أنهم تلقوا خلال الاقتحام شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وحاول بعضهم أداء طقوس تلمودية في المسجد، وتحديدًا في الجهة الشرقية منه.

ولا تزال شرطة الاحتلال تفرض قيودها على دخول المصلين الفلسطينيين للمسجد الأقصى، وتحتجز بطاقاتهم الشخصية عند بواباته الخارجية.

وفي سياق متصل، قررت شرطة الاحتلال اليوم إبعاد الفتاة المقدسية آية أبو ناب عن المسجد الأقصى لمدة ستة أشهر. وكانت شرطة الاحتلال أبعدت الأحد المحامي خالد زبارقة من مدينة اللد بالداخل الفلسطيني المحتل، عن الأقصى لمدة أسبوع، بعد استدعائه للتحقيق في مركز "القشلة" بالبلدة القديمة.

ويتعرض المسجد الأقصى يوميًا (عدا يومي الجمعة والسبت) لسلسلة اقتحامات وانتهاكات من المستوطنين، بحيث يتخللها استفزازات للمصلين وعمليات اعتقال وإبعاد عن المسجد، لإتاحة المجال للمتطرفين لتنفيذ اقتحاماتهم بدون أي قيود.

وفيما يخص الأسرى، أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن الاحتلال يمعن في التنكيل والتضييق على الأسرى بالاستمرار في منع إدخال الملابس لهم، الأمر الذي أدى إلى نقص شديد في الملابس نتيجة وقف الزيارات منذ شهور، وعدم توفيرها من قبل إدارة السجون، وخاصة مع اعتقال أعداد جديدة من المواطنين.

وأوضح الناطق الإعلامي للمركز الباحث رياض الأشقر أن الاحتلال استغل جائحه "كورونا" في التضييق على الأسرى، بوقف برنامج الزيارات بشكل كامل في مارس الماضي بحجة حمايتهم من "كورونا"، دون أن يتخذ إجراءات الحماية والوقاية الأخرى لمنع تسلل الفيروس إلى السجون.

وأضاف أن الأسرى كانوا يحصلون على الملابس بالحد الأدنى بما تسمح به إدارة السجون من خلال زيارات الأهل، التي تعتبر السبيل الوحيد لتوفير الملابس، حيث لا توفر لهم الإدارة أي نوع من الملابس سواء الصيفية أو الشتوية، كما لا تسمح لهم بشرائها من الكنتين. وأشار إلى أن استمرار الاعتقالات في الشهور الأخيرة أدى إلى ارتفاع أعداد الأسرى الجدد، والذين يفتقرون إلى كافة الإحتياجات الشخصية التي تفي بمتطلبات حياتهم اليومية، وفى مقدمتها الملابس، ويضطروا إلى استخدام ملابس زملائهم القديمة. ولفت إلى أن الأسرى ومع دخول فصل الصيف يحتاجون إلى ملابس خفيفة تناسب هذا الفصل والحر الشديد داخل السجون، وكذلك ملابس داخليه جديدة، وهم يستخدمون نفس الملابس منذ فترة طويلة نتيجة عدم دخول ملابس جديدة لهم مما يسبب لهم معاناة مستمرة.

وبيّن الأشقر أن هذه المعاناة تتضاعف في سجون بعينها أكثر من سجون أخرى نتيجة وجود أعداد كبيرة من الأسرى، وعلى رأسها سجني "عوفر والنقب" الصحراوي، والتي تزيد فيهما الأعداد عن ألف أسير في كل سجن، وكذلك سجن "مجدو" والذي ينقل إليه عدد من الأسرى الذين يعتقلوا حديثًا. ونوه إلى أن الأسرى في السجون خاضوا خلال الأيام الماضية عدة خطوات تصعيدية في أكثر من سجن احتجاجًا على تلكؤ إدارة سجون الاحتلال في تلبية مطالبهم العادلة والإنسانية، بإعادة برنامج الزيارات كالسابق، وتوفير الملابس وخاصة للأسرى الجدد.

واعتبر الأشقر أن عدم استجابة الاحتلال لمطالب الأسرى العادلة لفرض مزيد من التنكيل والتضييق والقهر بحقهم، وخاصة في هذه الظروف الاستثنائية حيث لا زالوا يعيشون أجواء القلق والخوف من وصول "كورونا" إلى السجون.

وأشار إلى أن تجاوزات الاحتلال بحق الأسرى هي استهتار بالأعراف الإنسانية والمواثيق الدولية التي تنص على توفير الحياة الكريمة للأسرى. وطالب الأشقر المؤسسات الدولية وخاصة الصليب الأحمر بتفعيل دوره في تأمين زيارات ذوي الأسرى وإدخال الملابس الخاصة بهم، والضغط على الاحتلال لإنهاء كافة العقوبات المفروضة بحقهم، والتي تهدف لرفع رصيد معاناتهم وذويهم.