في ذكرى نكسة 30 يونيو، أريد أن أعرف اسم شهيد واحد فقط من شهداء هذه الثورة البائسة، وإذا عثر أحد على شهيد، فليخبرنا من الذى قتله، هل هو أحد ضحايا جيش الإخوان، أو شرطتهم، أو حتى مخابراتهم؟!

أم أن شهداء التحرش الجنسى وكوبونات العسكر التى ألقتها الطائرات، للسحب على الثلاجات والغسالات والأجهزة الكهربائية في ميدان التحرير، لبسوا طاقية الإخفاء، احتساباً للأجر والثواب؟!
ثورة عجيبة، بلا شهداء ولا معتقلين، إنها ثورة الفوتوشوب، والخدع السينمائية لمخرج الدعارة، ولأن من يسقط الشهداء ويعتقل الشرفاء، هى الجهة المنفذة لمقاولة الثورة!

وفى الذكرى السابعة لسهرة 30 يونيو(أو سونيا)، لم نحصد إلا الأوهام، بدءًا من جهاز الكفتة، وخزان المياه الجوفية باحتياطي 100 سنة، والمليون فدان، والمليون شقة ومليارات المؤتمر الاقتصادى، وترعة الفريق مميش.
كانت مؤامرة لإسقاط أول رئيس منتخب، والقضاء على التجربة الديمقراطية، وعودة حكم العسكر.

إنها ثورة الفاشلين، الذين فشلوا في الشارع، فباعوا أنفسهم للعسكر، ظناً منهم أن العسكر سيسلمهم السلطة بعد الخلاص من حكم الإخوان! قال شوقي في مصرع كليوباترا، على لسان (حابي):

أسمع الشعب (ديون)كيف يوحون إليه
ملأ الجو هتافا بحياة قاتليه
أثر البهتان فيه وانطلى الزور عليه
يا له من ببغاء عقله في أذنيه.

إنها ثورة لعودة حكم العسكر بالتعاون مع العلمانيين والمطبلاتية والمشخصاتية والراقصين والراقصات والإعلام المأجور، حيث قال قائلهم: "طول ما الدم المصرى رخيص يسقط أى رئيس" وقد سال الدم المصرى بحورا على يد عصابة الانقلاب، وما زالوا يطبلون للقاتل!

فماذا جنى الشعب المسكين من حماقات هؤلاء، سوى زيادة معدلات الفقر التى وصلت إلى نسبة 60% من سكان مصر، ووصول الديون إلى مستويات غير مسبوقة، وارتفاع مستويات البطالة، فضلاً عن بيع الأرض والتنازل عن ثروات ومقدرات الشعب، والتفريط في حصة مصر التاريخية من مياه النيل.

فهل وجد الشعب الأمن والأمان، بعد التفويض لمحاربة الإرهاب المحتمل؟ أم أن الشعب وجد من يحنو عليه؟.
بل صارت مصر فى ذيل قائمة الدول في كل شيء، اللهم إلا في الإعدامات بالجملة والقطاعى، والقتل خارج إطار القانون، والإلحاد، والفساد المالى والإدارى، واستهلاك المخدرات، والقروض.
إنها ثورة الفاشلين، التى أعادت نظام المخلوع مبارك الذى حكم لمدة 30 سنة، وأعادت العسكر على ظهور الدبابات، وحتى الذين أيدوا الانقلاب وبشروا به، اليوم يقبعون في السجون والمعتقلات، وأمثلهم طريقة لايستطيع أن يتنفس!

إنها مؤامرة مكتملة الأركان، كما شهد أحد رموز تمرد، المدعو "محب دوس" الذى قال في حوار شامل لموقع Buzzfeed فى 2015: "كنا نأخذ الأوامر من الجيش، لقد سمحنا لهم بتوجيهنا".
ولم تكن شهادة دوس هى الوحيدة على عمالة تمرد وخيانة القائمين عليها، فقد أظهرت تسريبات لتسجيلات صوتية بثّتها وسائل الإعلام المختلفة، بأن ضباطا كبارا من داخل الجيش والشرطة، حصلوا على أموال طائلة من عيال زايد، لتأسيس حركة تمرد للتمهيد لانقلاب عسكرى على الرئيس المنتخب، وعودة حكم العسكر!

وقال "عماد جاد": "ولكن علينا في الوقت نفسه أن نضع المصلحة الوطنية المصرية في المقدمة ونتحلى بالموضوعية، ونعترف بأن إسرائيل لعبت دوراً مهماً في دعم ثورة الشعب المصري في الثلاثين من يونيو". وقد "مارست الوفود التي أرسلها نتنياهو ضغوطاً كبيرة على أعضاء في الكونجرس من أجل تبنى رؤى موضوعية تجاه الأحداث في مصر".
كما كشف "عماد جاد" أن "آنا باترسون" السفيرة الأمريكية بالقاهرة، كانت تعتقد أن القوى المدنية في مصر، ليست لها قدرة على الحشد، مثل الإسلاميين.

وفى تصريحات لقناة دريم، قال جاد: "إن باترسون قالت لأحد رموز القوى الليبرالية، إن قدرتهم على الحشد هى 10 آلاف شخص فقط، وأرسلت تقريرا بذلك إلى الإدارة الأمريكية.
وأضاف أن السفيرة الأمريكية، فوجئت بالحشد الكبير فى ميدان التحرير، فى مليونية الثلاثاء الأسبوع الماضي، لذلك طلبت لقاء جبهة الإنقاذ، وإن شئت فقل (الخراب) الوطني التي تضم الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي، وغيرهما.

كما أن الدكتور "محمد البرادعي" كان قد دعا أمريكا وأوروبا للتدخل في الشأن المصري والضغط على الرئيس مرسي (رحمه الله)، وكذلك طلب من الحكومة الألمانية الضغط على مصر ورفض الدستور المصري الجديد وجمعيته التأسيسية، بحجة أنها ذات صبغة إسلامية، وأنها ترفض الاعتراف بالهولوكوست اليهودي، تم هذا، في حوار له مع جريدة ألمانية.
كما أكد عماد جاد، أن السفيرة الأمريكية في القاهرة "آن باترسون" طلبت من البابا تواضروس منع خروج الأقباط ضد حكم مرسي في 30 يونيو.
قائلة: "مش عايزاكم تعادوا المجتمع المصري، وبعد أن أعطى أوامره للمسيحيين بالخروج في 30 يونيو"، قال لها البابا: "إن المسيحيين جزء من المجتمع المصري وخروجهم في 30 يونيو قرارهم ولا أملك توجيه أحد".

وإلى المغفلين الذين ما زالوا ينتظرون مصر الجديدة، بعد سبع سنوات عجاف منذ الانقلاب المشؤوم، فانقلاب 30 يونيو مثلها مثل نكسة 30 يونيو، التى أخّرت مصر لقرن من الزمان.
فقد قال أحمد وصفى: "لو ترشّح السيسي للرئاسة.. قولوا على 3 يوليو انقلاب". وبالفعل قد ترشح مرتين وعدل الدستور ليحكم حتى 2030. يبقى ثورة دى ولا انقلاب... وأين أنت الآن يا جنرال وصفي؟!