وقّع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مرسوما يقضي بتحويل متحف آيا صوفيا -الذي شُيد ليكون كاتدرائية- إلى مسجد، وكانت الأجواء على مواقع التواصل الاجتماعي الناطقة بالعربي بشكل خاص، لا تقل فرحا عما يجري في إسطنبول بعد سماع المسلمين صوت أذان العصر ينطلق من مسجد أيا صوفيا، بعد انقطاع دام لنحو 86 عاما.
وأضاف الصحفي مصطفى عاشور أن الرئيس أردوغان ضمن قراره أعاد المسجد إلى الشئون الدينية ليعود مسجدا بعد أن ظل 481 عاما مسجدا وتم تحويله إلى متحف عام ١٩٣٥. ووصف "عاشور" المذيع بقناة الجزيرة قرار الرئيس التركي بأنه أعاد حقا لأصحابه وألغى قرارا خاطئا بتحويل المسجد لمتحف ليعود الأذان كما كان.
https://twitter.com/moashoor/status/1281605404745584640
وقال الصحفي السعودي تركي الشلهوب معلقا "الحكومات الغربيّة التي حوّلت المساجد الكبيرة في الأندلس إلى كنائس، هي التي تنتقد قرار إعادة آيا صوفيا إلى مسجد. وصهاينة العرب الذين يُهاجمون تركيا بسبب هذا القرار، هم  الذين صمتوا على إعلان ترامب القدس عاصمةً للصهاينة!".
أما الصحفي التركي محمد كانبكلي فأشار إلى أن دلالة "قرار إعادة آياصوفيا لجامع" السياسية "هي أن أردوغان نصب نفسه كأول زعيم تاريخي في تركيا يتجرأ ويعيد فتح أبواب آيا صوفيا كجامع".
وأضاف أن "العجيب أن القرار تزامن مع ذكرى الانقلاب الفاشل في تركيا"، معتبرا أن ذلك رساله في حد ذاتها.

https://twitter.com/Mehmetcanbekli1/status/1281582812320145408
ومن قطر علق "جنـرال الخليج" قائلا: "أردوغان يحقق إنجازاً جديداً يحسب له ولا أظن أن مثل هذا الإنجاز الكبير سيذهب هباء، بل سيزيد من شعبيته في أوساط الشعب التركي المحافظين والشباب منهم الذين رأوا هذا استحقاقاً مهماً لشهدائهم وشهداء الأمة الإسلامية التي فتحت آيا صوفيا.

نبارك لكم الجامع
وأعلن الرئيس التركي على حسابه على تويتر مباركته للمسلمين الجامع وكتب عبر حسابه بالعربي "نبارك لكم جامع آيا صوفيا"، وعلق الصحفي أحمد عبد العزيز، عضو الفريق الرئاسي للرئيس الشهيد محمد مرسي قائلا: "إن رفع الأذان لأول مرة في "آيا صوفيا" بعد توقف دام 86 عاما، يعني أن ما تراه مستحيلا اليوم، قد يكون حقيقة واقعة غدا.. فلا تفرح أيها اللص الجبان بما خطفته، ولا تحزن أيها الفارس الجريح لما فقدته!!".
وأضاف المستشار وليد شرابي، "أتفهم أسباب مشاعر الغضب المسيطرة على المسيحيين الأرثوذكس نتيجة تحول كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد وخاصة في الشعبين الروسي واليوناني فأغلبهم مسيحيون أرثوذكس.. لكن الغريب عندي هو السعار الذي أصاب العلمانيين العرب فالأصل أن أي صراع ديني لا يعنيهم والدوافع القومية بعيدة عنهم في هذه القضية!

https://twitter.com/salahbabgi/status/1281631467421011970
ومن علماء الكويت كتب الشيخ حامد العلي شعرا إهداء منه للرئيس التركي وحكومته في قصيدة أسماها "آيا صوفيا":
فديتكَ ياحفيدَ ملوك عزِّ .. جحاجحـةٍ من النسلِ النجيبِ / سلاطينٍ ، غطارفةٍ ، عظامٍ .. مرازبـةٍ ، منـــارات الدروبِ/ بـ"أرطغرلْ" تأسّسَ مابنوهُ .. لنصرة أمّة الهادي الحبيبِ/ تسلسل بعد ذلك في قرُومٍ.. ملوك العزِّ ، والمجدِ المهيب.
https://twitter.com/Hamed_Alali/status/1281593680210661377
وكتب الحقوقي المصري د.أسامة رشدي عبر حسابه إن آيا صوفيا ليس كأي مسجد.. بل هو رمز لتاريخ طويل من الأمجاد التي أرادوا لها أن تُطمس.. وكانت إعادته كمسجد حلما يراود أجيالا في تركيا والعالم الإسلامي.. وهو ما تحقق اليوم من خلال حكم قضائي لأعلى محكمة أقرت فيه بأنه وقف إسلامي وكان مسجدا لأكثر من 400 عام.. نبارك لتركيا وللمسلمين كافة استعادته.

https://twitter.com/OsamaRushdi/status/1281634218406219779

وأثيرت قضية إعادة أيا صوفيا لمسجد منذ خمسينيات القرن الماضي، بحسب الإعلام التركي. وأثار العديدت من الدول التي هاجمت واستنكرت على تركيا قرارها فتح قضية إعادتها لمسجد، وكان الأشد مهاجمة بعد فرنسا والولايات المتحدة اليونان وروسيا.
وقال البطريرك المسكوني بارثولوميو وهو الزعيم الروحي لنحو 300 مليون مسيحي أرثوذكسي حول العالم، ومقره في إسطنبول: إنّ تحويل آيا صوفيا إلى مسجد سيثير غضب ملايين المسيحيين حول العالم.
أمّا أكثر الدول حدّة في تصريحاتها فكانت اليونان التي تراقب دائماً الإرث البيزنطي في تركيا، وتعتبر نفسها وارثة بيزنطة وحامية تراثها، فقد استنكرت وزارة خارجيتها في 30 مايو بث برنامج تلفزيوني نقل تلاوة القرآن من داخل آيا صوفيا في ذكرى فتح القسطنطينية.
وردّت تركيا على كل هذه الاعتراضات بأنّ قرار إعادة آيا صوفيا هو قرار سيادي تركي بحت، وليس لأيّ دولة تدخل فيه. وها قد خرج القرار من القضاء التركي، بعد تحوُّل آيا صوفيا لمتحف بـ86 عاماً.