استمرارا لمسلسل الأحكام الانتقامية وفي حكم مسيس جديد، أيدت محكمة النقض المصرية، اليوم، حكماً بالسجن المؤبد على فضيلة المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمون" الدكتور محمد بديع و87 من أحرار مصر في القضية التي اشتهرت إعلاميًا بـ"أحداث العدوة" بالمنيا ذلك إضافة إلى 279 آخرين بأحكام متباينة.

هذا الحكم بالمؤبد هو الثاني خلال أربعة أيام فقط! ومن المفارقات العجيبة في دولة اللاعدل واللاقانون أن نفس المحكمة أصدرت اليوم حكماَ بتأييد براءة وزير داخلية مصر الأسبق حبيب العادلي وتغريمه 500 جنيه!.

وبحكم اليوم يكون قضاة السيسي قد كبّلوا فضيلة المرشد العام بـ 7 أحكام نهائية يبلغ مجموعها 138 عاما، كما ينتظر فضيلته من نفس المحكمة الحكم النهائي في 47 قضية أخرى ملفقة، موزعة على 8 محافظات مصرية.

وقد دأبت "النقض" في أحكامها الأخيرة -بعد أن طوّعها السيسي لإرادته بتغيير قوانين المنظومة القضائية- على تأييد أحكام محاكم الجنايات مباشرة، والبصم عليها دون النظر في حقيقة وجدية الأدلة التي يبنى عليها قضاة العسكر أحكامهم، وذلك مؤشر خطير ودليل دامغ على أن الأحكام التي تصدر تباعا، فوق كونها باطلة، تتعدى تصفية الحسابات السياسية مع جماعة الإخوان، إلى كونها أصبحت أداة قتل ممنهج ومتعمد لقيادات الجماعة مع سبق الإصرار والترصد.

إن "الإخوان المسلمون" يحمّلون سلطة الانقلاب مسئولية هذه الجرائم القضائية التي باتت عنوانا للفُجر في الخصومة، وسببا في إزهاق الأرواح بالحبس المستمر والإهمال الطبي المتعمد، مثلها تماما مثل التصفية الجسدية في الشوارع دون سند من قانون.

وتؤكد الجماعة أن حق المرشد العام وإخوانه وكل أحرار مصر لن يضيع، ولن يسقط بالتقادم، فبعد عدل السماء، ستظل هذه الأحكام مسجلة كأدلة دامغة على جُرم المنقلب ومنظومته العسكرية وقضاته، وإن ثقتنا بالله لا تتردد بأن يوم القصاص آتٍ لا محالة -إن شاء الله- إن عاجلاً أو آجلا.. وإن غدًا لناظره قريب.

والله أكبر ولله الحمد.

د. طلعت فهمي، المتحدث الإعلامي باسم جماعة "الإخوان المسلمون"

الثلاثاء، 23 من ذي القعدة 1441هـ - 14 يوليو 2020م