أكد القيادي بحركة حماس خالد مشعل، أنه يمكن تبني برنامج فلسطيني وطني، يقوم على إطلاق المقاومة، والمواجهة الشاملة مع الاحتلال الصهيوني.

وطرح رئيس المكتب السياسي السابق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل، في حوار أجراه معه، منتدى التفكير العربي، مطلع يوليو الحالي، رؤية سياسية من أجل مواجهة مشروع الضم الصهيوني و"صفقة القرن"، وبناء المشروع الوطني الفلسطيني.

وتقوم الرؤية السياسية كما طرحها مشعل، على فكرة إعادة تشكيل وظيفة السلطة الفلسطينية بما يجعلها قادرة على مواجهة إجراءات الاحتلال الصهيوني، بحسب "قدس برس".

واستدرك: "اتخاذ أي قرار بشأن مستقبل السلطة الفلسطينية يكون بعد دراسة شاملة للخيارات كافة، وبتوافق وطني". وأوضح مشعل أن الوضع الفلسطيني الراهن يحمل فرصًا حقيقية واعدة، مثلما ينطوي على بعض التهديدات والمخاطر.

وأوضح أن دعوته إعـادة بناء المؤسسات السياسـية ومرجعية القـرار الوطني ممثلـة بمنظمة التحرير الفلسـطينية، على أسـس ديمقراطية حقيقية، بحيث تمثل جميع أبناء الشـعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وتشارك فيها مختلف القوى والفصائل والشـخصيات الوطنية.

وعرض مشعل تبني برنامج نضالي، ينطلق من كون الشـعب الفلسـطيني ما زال واقعًا تحت الاحتلال، بحيث يشمل البرنامج كل أشكال النضال والمقاومة، على رأسها النضال المسلح، وبما فيها المقاومة الشعبية بكل أشكالها.

مواجهة الضم
ودعا خالد مشعل، السلطة الفلسطينية إلى تغيير وظيفتها، والتحلل من التزاماتها الأمنية مع الاحتلال. وبسط مشعل، توضيحا في ورقة نشرها منتدى التفكير العربي في لندن، قائلا: "إن تغيير السلطة وظيفتها، هو طرح جديد؛ كخيار تقتضيه الضرورة والمسؤولية الوطنية".

ولخص مشعل تحديات المشهد الفلسطيني بتسارع المشاريع الأمريكية الصهيونية على الأرض، ومحاولتها فرض وقائع جديدة ضمن سياسية الأمر الواقع، وغياب الفعل الفلسطيني المؤثر لمواجهة هذه الإجراءات في ظل الانقسام الفلسطيني، وغياب "القيادة الفلسطينية الجامعة التي تملك الرؤية والقدرة والجاهزية للمخاطرة".

والتحدي الثالث هو الاختلال الذي أصاب الحاضنة العربية الإسلامية؛ بانكفائها على ذاتها وانشغالها بقضاياها المحلية، بحسب مشعل.

الفرص والتحديات
وعن الفرص السانحة، قال "مشعل" إن توحيد الصف الوطني الفلسطيني على أرضية وطنية؛ لمواجهة قرار الضم و"صفقة القرن"، وتحويل إجراءات الاحتلال على الأرض إلى أداة استنزاف له، فرصة واعدة لمواجهة "الضم".

وأضاف "اللحظة التاريخية سانحة لتصويب صورة القضية الفلسطينية أمام العالم، وإعادتها إلى صورتها الحقيقية؛ كـ"قضية تحرر وطني من الاحتلال، لا قضية تسويات ومفاوضات وخلاف على بعض التفاصيل". وأوضح أن الكيان يعاني من عزلة دولية إنسانية، في ظل الغضب الدولي من انتهاكاته وجرائمه ومخالفته لأعراف القوانين الدولية.

وجاء الحوار مع مشعل في أعقاب حوار مماثل أجراه "منتدى التفكير العربي" في لندن مع أمين سر منظمة التحرير وكبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات.

الأرضية المشتركة
ودعا رئيس المكتب السياسي السابق لأكبر حركة مقاومة إسلامية في فلسطين، إلى إعادة تعريف الثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية بما يضمن إجماع الكل الفلسطيني عليها، والحيلولة دون التنازل عن أي منها.

وأعلن منتدى التفكير العربي عن عزمه عقد ندوة نقاشية خاصة مع مشعل على طاولة مستديرة تناقش الرؤية التي طرحها للمشروع الوطني الفلسطيني ومواجهة خطة الضم، وسيدعو لها عددًا من المثقفين والأكاديميين والصحفيين والسياسيين.

ويواصل المنتدى استضافة قيادات فلسطينية من مختلف الاتجاهات وطرح سؤال: "ما العمل؟" ضمن سلسلة ندوات ومناقشات، لاقت استجابة واسعة، للتحاور حول برنامج وطني فلسطيني موحد لمواجهة "صفقة القرن" ومشروع الضم، وإتاحة الفرصة لسماع جميع الآراء.