قالت مصادر صحفية إن المئات من مواطني قرى مدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، شرق مصر، التي سيطر عليها تنظيم ولاية سيناء الموالي لتنظيم "داعش" قبل أسبوعين، قرروا المغادرة نتيجة الظروف الصعبة التي يعيشونها لعدم توافر مسكن بديل، أو مساعدات حكومية.

ورفض الأهالي المساعدة المالية التي قدمتها المحافظة لهم، التي بلغت 500 جنيه (31 دولاراً أمريكياً) فقط، في حين أنّ الاحتياج الأولي لهم يفوق ذلك بأضعاف، ما دفعهم لتجديد مطلبهم بضرورة سعي الدولة إلى إعادتهم إلى قراهم من خلال طرد تنظيم "داعش" منها، بواسطة قوات الجيش المصري التي لم تحاول دخول القرى سوى مرة واحدة ولم تحقق الهدف.

ونقلت "العربي الجديد" عن أحد أعيان قرية قاطية التي نزحت غالبية سكانها قوله: إنّ الدولة، بعد غياب دام أكثر من أسبوع، عن معاناة مئات المصريين، جاءت من خلال المحافظة لتوزيع مبلغ مالي زهيد لا يكفي أجرة نقل الحاجيات الأساسية، واعتبار ذلك دعماً كافياً للأسر التي نزحت، بينما مطلب الأهالي في ظل هذا التقصير الحكومي لم يعد سوى إعادتهم إلى منازلهم وقراهم، وطرد تنظيم "داعش" الإرهابي منها، و"هذا ما لم تفعله الدولة حتى الآن.
وأضاف أنه لا يبدو أنّها تسعى لذلك، تخوفاً من ردة فعل التنظيم الذي بدأ يؤسس لتواجده الدائم في قرانا التي اضطررنا للنزوح  منها، ويمارس نشاطاته فيها بكل راحة، ما يدفع المواطنين للقلق على مصيرهم، والتفكير في مصير النازحين من مدن رفح والشيخ زويد والعريش ووسط سيناء، والذين تبين أنّ نزوحهم الاضطراري سابقاً استمر طويلاً، ما يعني أنّ هذا النزوح سيكون بلا عودة أيضاً".

وكان تنظيم "ولاية سيناء"، التابع لـ"داعش"، قبل أسبوعين، هجم معسكراً وعدة كمائن للجيش المصري بقرية رابعة، غربي مدينة بئر العبد، في شمال سيناء، ما أدى لمقتل وإصابة عسكريين، ثم سيطر على قرى جنوب رابعة، وهي أقطية وقاطية والمريح والجناين، ورفع علمه، وشنّ حملة اعتقالات بحق المواطنين للبحث عن المتعاونين مع الأمن، ما اضطر عشرات الأسر للنزوح خارج القرى، بحثاً عن الأمان.