أدت السيول والأمطار في اليمن إلى مقتل 17 شخصا بينهم ثمانية أطفال، في حين بلغت وفيات فيروس كورونا المستجد 500، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية الناجمة عن الصراع المسلح المستمر منذ ست سنوات.

وقال بيان رسمي صادر عن مكتب وزارة الصحة في مأرب، إن 16 شخصا توفوا غرقا بينهم ثمانية أطفال بينما توفيت حالة واحدة نتيجة صاعقة رعدية.

وشهد اليمن خلال الأيام الأخيرة أمطارا وسيولا ضربت عددا من المحافظات من بينها العاصمة صنعاء وعمران ومأرب والحديدة وكذلك تعز وصعدة وحضرموت.

وتسببت السيول في تدمير عشرات المنازل، بحسب تقديرات السلطات اليمنية، كما تسببت الأمطار المدارية في تدمير مئات الخيم ومراكز إيواء النازحين.

وأدت الأمطار إلى ارتفاع منسوب مياه سد مأرب وفيضانها باتجاه الممرات الطبيعية المخصصة للمفيض للمرة الأولى منذ إنشاء السد عام 1986، بحسب وكالة سبأ للأنباء. وتنامت المخاوف من امكانية انهيار السد.

وطلبت الحكومة اليمنية تنفيذ "حلول عاجلة للمخاطر المحتملة جراء استمرار تدفق السيول الخارجة من سد مأرب، وتكثيف الجهود لإغاثة المتضررين"، بحسب بيان.

كورونا في منطقة الحرب
في سياق متصل، أشار إحصاء لرويترز إلى أن عدد حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد في اليمن بلغ 500 حالة، على الرغم من أن منظمات الإغاثة تقول إن حصيلة الوفيات قد تكون أعلى من ذلك بكثير.
وحسب الحكومة فإن عدد المصابين بفيروس كورونا بلغ 1740 شخصا بينهم 499 حالة وفاة.

ولم يقدم الحوثيون، الذين يسيطرون على معظم المراكز الحضرية الكبيرة، أي أرقام بخصوص المصابين والوفيات منذ 16 مايو/أيار الماضي عندما قالت السلطات إن هناك أربع حالات إصابة وحالة وفاة واحدة.

وتقول الأمم المتحدة إن الفيروس ينتشر بسرعة في أنحاء البلاد دون رصد، وإن حالات الإصابة والوفيات أعلى بكثير على الأرجح.

ويشهد اليمن حربا داخلية وتدخلات خارجية، أدت لنزوح أعداد هائلة من السكان وجعلت غالبية المواطنين بحاجة للمساعدات الإنسانية.

وتعتبر الأمم المتحدة أن الوضع في اليمن يشكل أسوأ أزمة إنسانية في العالم حيث يحتاج أكثر من 80% من السكان -أي 24 مليون شخص- إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية.

وكان النزاع قد تصاعد مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 لدعم القوات الحكومية في مواجهة المتمردين المتهمين بتلقي دعم من إيران. ومنذ ذلك الحين، قتل آلاف المدنيين بينهم مئات الأطفال في ضربات جوية وعمليات قصف.

وبعد ست سنوات من الاقتتال، يشهد اليمن انهيارا في قطاعه الصحي، بينما يعيش أكثر من 3.3 ملايين نازح في مدارس ومخيمات تتفشى فيها الأمراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة.