أعدت وكالة الاناضول تقريرا عن مسئول جماعة الإخوان المسلمين الأول الأستاذ إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وأكدت في "بروفايل" أنه وجه للتصالح والإصلاح.

وجاء التقرير ليؤكد أن "منير" صار مسئولا أولا للجماعة والقائم بأعمال مرشدها بعد نحو أسبوعين من اعتقال د.محمود عزت، وأنه بهذا المنصب يعد منير أول من يدير جماعة الإخوان المسلمين الأم من خارج بلد النشأة، منذ نشأتها كجماعة إصلاحية منذ تأسيسها عام 1928.
وأضاف التقرير أنه على مدى عقود عُرف منير بشخصية هادئة قادرة على الإصغاء ولا تميل للمعارك والمناكفات.
وأشارت إلى أول تصريح له بعد توليه المنصب حيث دعا أ. إبراهيم منير كوادر الجماعة للتماسك ووحدة الصف.
ونبهت إلى أن "منير" أحد أكبر دعائم الجماعة على الساحة الدولية بعد سنوات القيود والملاحقات منذ 2013، وأنه لا يزال متمسكا برفض الاعتراف بالسيسي، مؤكدا أن الجماعة لن تعقد صفقة معه مهما حصل.

بيان منير
وأشار التقرير إلى بيان أصدره "منير" مستبقا الإعلان الرسمي عن توليه مهمة قيادة الجماعة بإصدار بيان أعلن خلاله "بدء مرحلة جديدة" في عمل الإخوان.
وقال في بيانه: "بعد الاستعانة بالله سبحانه وتعالى، وأخذ المشورة، فقد تم ترتيب عمل الجماعة بما يكافئ متطلبات المرحلة القادمة".

وأضافت أنه خاطب أيضا قواعد الجماعة، التي تعيش أعتى أزماتها منذ التأسيس، داعيا إياها إلى التماسك ووحدة الصف، في مؤشر على نهجه التصالحي الرامي إلى رأب الصدوع في صفوف الجماعة، وعزمه اتخاذ بعض الإجراءات العملية في هذا الصدد.

وقال: "أخاطبكم جميعا بما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى (دستورنا) في سورة الأنفال، وما حملته من توجيهات ربانية ومعان سامية كانت وما زالت منهلا لبرامج تربية الصف (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)".
ولفت إلى أن الجماعة "كانت بفضل الله متسمة بالتجرد ووحدة الصف والالتزام الكامل بمنهاجها وثوابت فكرها، وكانت العاصم من كيد الظالمين ومن أي شقاق وتنازع يتمناه الشانئون".

اقرأ بيان إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين

اللائحة والمرشد
وأشارت "الأناضول" إلى أنه طبقًا للائحة الجماعة "يتولى المرشد العام عددًا من المهام؛ إذ يُعد المسئول الأول عن الجماعة، ويقوم بالإشراف على كل إدارات الجماعة وتوجيهها، ومراقبة القائمين على التنفيذ ومحاسبتهم على كل تقصير وفقا لنظام الجماعة".

ويأتي بيان "منير" الحاسم، لينفى ما تواتر من أحاديث معارضة للجماعة قبل أسابيع عن وجود انشقاقات بين قيادات الجماعة عقب اعتقال "عزت"، ويؤكد ما ذكره مراقبون من أن شخصية منير التصالحية قادرة على رأب أي صدع محتمل، فضلا عن ميزة حرية الحركة لكونه خارج مصر.

المسئول الهادئ
وأشار التقرير إلى أن "أ.ابراهيم منير" ذو شخصية هادئة قادرة على الإصغاء ولا تميل للمعارك والمناكفات، فضلا عن ملامح جادة وصوت خفيض، قللا بدورهما مساحات الجدل والتجاذبات حوله على مدى عقود.

وعن محاولاته الإصلاحية داخل الجماعة لفتت إلى تصريح له في أغسطس الماضي، قال بهذا الصدد إن "الجماعة لا تزال بخير وبابها مفتوح لمن يريد العودة إليها"، مُقرا بوجود "بعض المشاكل" لدى أبنائها في الخارج يتم الاجتهاد في حلها، مؤكدا "لسنا مجتمع ملائكة".
واعتبر التقرير أن القائم الجديد بأعمال المرشد، أحد أكبر دعائم جماعة الإخوان على الساحة الدولية بعد سنوات القيود والملاحقات الأمنية منذ عام 2013؛ وأنه ظهر مدافعا وعارضا وجهة نظر الجماعة وتمسكها بالسلمية في محافل غربية رسمية، ومنها "مجلس العموم البريطاني"، قبل عامين، في إطار "ندوة عن فكرة الجماعة" حضرها عدد من الباحثين والسياسيين العرب والأجانب.

لا اعتراف بالانقلاب
وأكد التقرير جزئية مهمة، وهي إصرار الإخوان المسلمين ومنهم "منير" وقيادات الجماعة برفض الاعتراف بعبد الفتاح السيسي إلا انقلابيا، مؤكدا في أكثر من تصريح أن الجماعة لن تعقد صفقة معه مهما حصل، لا سيما بعد أن ألقى الأخير خطاب عزل "مرسي" صيف 2013.

بالمقابل يعتقل الانقلابي السيسي أعدادا كبيرة من قيادات وكوادر الجماعة بينهم مرشد الإخوان محمد بديع، بتهم تنفيها الجماعة تتعلق بالإرهاب، ما أدى إلى خروج أعداد منها أيضا خارج البلاد خشية الملاحقات الأمنية.

وولد إبراهيم منير في 1937، وتخرج في جامعة القاهرة عام 1952، وهو عضو مكتب الإرشاد، وأمين التنظيم الدولي للجماعة، والمتحدث باسم الإخوان المسلمين في أوروبا؛ ويقيم منذ سنوات في العاصمة البريطانية.
وتلاحق سلطات العسكر إبراهيم منير منذ عام 1955 عندما حكم عليه بالسجن 5 سنوات عندما كان في عمر 18 عاما.
وفي عام 1965، أُلقي القبض عليه مرة أخرى، وحُكم عليه بالسجن 10 سنوات في قضية عرفت إعلاميا بـ"إحياء التنظيم".

وقالت إن الرئيس الشهيد د.محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيا بمصر أصدر عفوا على منير وآخرين في عام 2012.