خرج مؤتمر "علماء في مواجهة التطبيع"، الذي نظمته فصائل المقاومة الفلسطينية، وكان جزء منه عبر الاتصال الهاتفي، وعقد في غزة على مدى اليومين الماضيين بنحو 14 توصية كان أبرزها "وجوب تحقيق الوحدة الإسلامية، ووقف الخلافات والصراعات على الساحات الإسلامية وتشكيل حلف عربي إسلامي لمواجهة الحلف الصهيوأمريكي في المنطقة". لتكون تصديقا لكتاب الله "وإِنَّ هَذِهِۦۤأُمَّتُكُمۡ أُمَّة وَاحِدَة وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ".

ودعا البيان الختامي إلى اعتبار أن "المقاومة بكافة أشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة حقٌ مشروع للشعب الفلسطيني والأمة لتحرير فلسطين والدفاع عن مقدرات الأمة في مواجهة الأطماع الصهيونية".

حرمة التطبيع
وأضاف في أول بنود التوصيات تأكيدا بـ"حرمة التطبيع مع الاحتلال الصهيوني لأنه خيانةٌ للقضية ويشكل طعنةً غادرةً للشعب الفلسطيني يشجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم، وخطراً على هوية الأمة " یَأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ عَدُوِّی وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِیَاۤءَ تُلۡقُونَ إِلَیۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُوا۟ بِمَا جَاۤءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ".

ولفت البيان إلى أن جمهور العلماء المعاصرين أجمع على حرمة التطبيع استناداً إلى العديد من الفتاوي منها:
- فتوى علماء فلسطين الصادرة عن "مؤتمر علماء فلسطين الأول" المنعقد في يناير 1935.
- فتوى الجامع الأزهر في عام 1965 .
- فتوى علماء الأمة الاسلامية في المؤتمر الإسلامي الدُّولي في عام 1989 .
- وفتاوي وهيئات علمائية معاصرة.

قضية فلسطين
واعتبر "علماء في مواجهة التطبيع" أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة ولن تُفلح كل المحاولات الإجرامية في كي وعي الأمة لأنها مرتبطة بعقيدتهم فهي آية من سورة الإسراء وأولى القبلتين وثاني المسجدين ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم. " سُبۡحَانَ ٱلَّذِیۤ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَیۡلا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَى ٱلَّذِی بَارَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِیَهُۥ مِنۡ آیَاتِنَاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ".

وأكد أيضا على أن فلسطين من بحرها إلى نهرها عربية إسلامية، ولا شرعية للاحتلال على أرض فلسطين. ودعا الأنظمة العربية والإسلامية إلى نبذ التطبيع مع الاحتلال لأنه يمثل خيانة للقضية والأمة.
ودعا أيضا جماهير الأمة العربية والإسلامية إلى ضرورة رفض وإدانة التطبيع بكافة أشكاله السياسية والإقتصادية والأمنية والرياضية والثقافية والفنية والعلمية والإعلامية.

كما طالب المؤتمر الشعوب العربية والمنظمات والأحزاب والهيئات غيرالحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والشباب إلى تنظيم حملات مقاطعة للاحتلال والبضائع الأمريكية لأن أمريكا شريكٌ للاحتلال في عدوانه على فلسطين والأمة.

العدو الأوحد
وقال البيان الختامي إن الاحتلال الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين والمقدسات هو العدو الأوحد للأمة الإسلامية وإن ما تسمى بإسرائيل لن تكون جارة.
وشدد على أن واجب قادة الأمة وشعوبها العمل على إسناد الشعب الفلسطيني ودعمه مادياً وسياسياً ومعنوياً في معركة التحرير.

واجب العلماء
وأكد البيان الختامي على أن العلماء مطالبون بإعادة الاعتبار لدور المسجد لما له من أهمية في تعزيز الوعي الديني والثقافي والوطني والأخلاقي لدى الأجيال والأمة، وبيان مخاطر التطبيع مع الاحتلال ودور الأمة في تحرير فلسطين والمسجد الأقصى.
وشدد على أن واجب "العلماء الذين جاملوا بعض الأنظمة وتنكبوا الطريق الصحيح" بالعودة إلى رشدهم، وأن يتقوا الله في فتواهم ومواقفهم الشرعية، لأنهم سيُسألون عن ذلك يوم القيامة. "وَقِفُوهُمۡۖ إِنَّهُم مَّسۡئُولُونَ".

وحذر البيان من الاستسلام للهرولة والخيانة وقال "على العلماء ألا يستسلموا في ظِل هرولة بعض الأنظمة للتطبيع مع الاحتلال، فهم عصب الأمة وقوةٌ لا يُستهان بها، ودورهم العمل على نُصرة الأمة والشعوب المستضعفة ومواجهة المخاطر الفكرية بالفكر والحكمة والبيان".

الوحدة الفلسطينية
ودعا البيان إلى ضرورة الإسراع في تحقيق المصالحة الفلسطينية والوحدة الوطنية فهي فريضة شرعية وضرورة بشرية لمواجهة مشاريع تصفية القضية من صفقة القرن وقرارات الضم والهرولة والتطبيع مع الاحتلال، والتوافق على استراتيجية فلسطينية للمواجهة الشاملة مع الاحتلال.

وشارك في المؤتمر كوكبة من علماء فلسطين والأمة وهم:
أ. د. إسماعيل رضوان وزير الأوقاف السابق والقيادي في حركة حماس.
د. عبد الحي يوسف- نائب رئيس هيئة علماء السودان وعضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
د. أسعد أبو شريعة - رئيس مجمع الخلفاء الراشدين الدعوي والأمين العام لحركة المجاهدين الفلسطينية.
د. نواف تكروري- رئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج وعضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
د. نمر أبو عون - مفتى المسجد العمرى والمحاضر فى كلية الدعوة الإسلامية.