قال الدكتور طلعت فهمي "المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين" إن الجميع يتابع جماعة الإخوان المسلمين، ويدرك أن هذه الجماعة ذات تأثير محلي وإقليمي وعالمي، وهذا ما يجب أن يدركه الإخوان وهم اليوم في ذكرى ميلادهم وذكرى تأسيس الإمام الشهيد حسن البنا للجماعة والذي علمنا أن الإسلام دين ينتظم مظاهر الحياة جميعا.

وأضاف فهمي في حواره مع برنامج من الآخر على قناة "وطن" أن هذه الرسائل التي كشف اللثام عنها تحتاج إلى دراسة ومعالجة موضوعية لأن وسائل الإعلام بدأت تتسابق إلى نشر هذه الرسائل وسرعة ترجمتها والتعليق عليها، ونحن بحاجة إلى ترجمة دقيقة لهذه الرسائل ثم تحليل مفرداتها وما ورد فيها لأن الكلام الوارد بها مستقى من وسائل الإعلام المصرية في هذا التوقيت وكان بيد الانقلابيين أو من مصادر معلوماتية أمنية مصرية أو أمريكية أو أجنبية أو عن طريق مقابلات أو استقصاءات أو من الناس الذين يصدرون أنفسهم أنهم مطلعون على بواطن الأمور.

وأوضح فهمي أن الملاحظ في الرسائل أن بعضها مكتوب عليه اسم المرسل وبعضها مجهل غير مكتوب عليه اسم أو تم محوه، مضيفا أن الإفراج عن هذه الرسائل بهذا التوقيت لتحقيق مصالح انتخابية كبيرة لصالح ترامب. مشيرا إلى أن الرسائل كشفت أن الرئيس الدكتور محمد مرسي كان شخصية مستقلة وكان يحظى باحترام جميع الإخوان، وكان الدكتور محمد بديع يقدر الرئيس مرسي ويعرف قدره وكذلك كل الإخوان، ولم يكن الدكتور مرسي بالشخص الذي يساق أو الذي يتلقى تعليمات أو توجيهات من أحد، ومن تعامل مع الرئيس مرسي مباشرة يدرك ذلك تماما، وقد أدركنا خلال فترة عملنا معه في الإخوان وفي الحزب أنه شخصية مستقلة ولا يمكن لأحد أن يملي عليه إرادته.

ولفت إلى أن هذه الرسائل كشفت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب طلب من وزير الخارجية مايك بومبيو إخراج رسائل هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة للعلن في هذا التوقيت من المعركة الانتخابية كجزء من المكايدة السياسية بين ترمب ومنافسيه الديمقراطيين في الانتخابات.

وتابع المتحدث الإعلامي: "الرئيس محمد مرسي تحلل من بيعته للدكتور محمد بديع في بداية حملته الانتخابية لكي يكون رئيسا لكل المصريين، والعسكر حين أرادوا أن يفاوضوا الإخوان في داخل السجون رفض الدكتور بديع والأستاذ محمد عاكف والمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد، وقالوا إن مصر لها رئيس فاذهبوا إليه وتكلموا معه، ونحن ندرك في جماعة الإخوان أن الرئيس مرسي كان رئيسا لكل المصريين، والرئيس مرسي لم يعمل على أخونة المحافظين أو الوزارات ولم يعمل على إقصاء كل الأفراد العاملين في جهاز الدول، بل أراد أن يقود مصر بكل فئاتها بمسلميها ومسيحييها لبدء مرحلة جديدة".

وأردف: "من المعلوم أن المحكمة الدستورية شاركت العسكر في الانقلاب على المبكر على الدكتور محمد مرسي لأن الانقلاب على إرادة 30 مليون مصري صوتوا في هذه الانتخابات البرلمانية التي كانت أول انتخابات حقيقية في تاريخ مصر بدعوى بعض جوانب العوار في الانتخابات دون الالتفات للمصلحة العامة، وتم استخدامها لحل البرلمان كما قال الدكتور كمال الجنزوري للدكتور سعد الكتاتني، وقد ورد في رسائل كلينتون أنهم رأوا قرار حل البرلمان بانقلاب ناعم على الرئيس مرسي".

واستطرد "المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين": "رسائل كلينتون كشفت أن الإخوان المسلمين كانوا يعبرون عن ضمير الشعب، فهم يريدون أن تكون هناك سلطة حقيقية للرئيس، وإرادة حقيقية للبرلمان، وأن يكون الجيش في خدمة الشعب وألا يكون مؤسسة فوق الدستور أو القانون، نعم مؤسسة محترمة لها كيانها لكن تحت إطار الرقابة التشريعية في البرلمان والمالية، فهو ليس مؤسسة مستقلة، وهذا ما أراده الإخوان من وجود سلطات حقيقية وألا يكون الجيش هو الحاكم الحقيقي".

وفيما يتعلق بوجود حكومة إسلامية أشار فهمي إلى أن "الحكومة الإسلامية هي الحكومة التي تعمل وفق مبادئ وأخلاق اتفقت عليها الشرائع القانونية والسماوية ومصر بلد متدين وله فطرة جيدة، وهم كمسلمين ومسيحيين عاشوا في ظل الإسلام لقرون طويلة، وغير المسلمين ليست لهم مشكلة مع التشريع الإسلامي، ثم أن الإمام البنا وصف هذه الحكومة بأن أعضاءها يؤدون فرائض الإسلام يعملون كخادم وأجير عند الأمة وتعمل على إنفاذ القانون والحفاظ على الأمن، وهذا ما قام به الرئيس مرسي وأعضاء حكومته حين كانوا يأكلون من بيوتهم وعندما كان الرئيس مرسي لا يتقاضى راتبا من الدولة هو ومستشاروه لأن الإسلام يعلمنا التعفف عن المال العام والحفاظ على الأمانات وأداء حقوق الآخرين والتواصل مع الناس وخدمة الجميع، وأن يدرك الرئيس أنه واقف بين يدي الله ومحاسب قبل أن يحاسب أمام البرلمان".