طالب 222 نائبا أوروبيا، الأربعاء، بالإفراج عن سجناء الرأي في مصر، ودعوا السيسي إلى الإفراج عن الناشطين والصحفيين والمحامين وغيرهم من سجناء الرأي "المحتجزين ظلما في ظروف غير آمنة وغير إنسانية"، بحسب الرسالة.

وتصدرت الرسالة الأوروبية الأخيرة أسماء نواب من فرنسا وبلجيكا، ووقّع عليها أيضا أعضاء في البرلمان الأوروبي من 7 دول، بما في ذلك دول حليفة رئيسية لمصر، مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا.
وأعربت الرسالة عن انزعاج النواب الشديد من تزايد أعداد السجناء المحتجزين لفترات طويلة دون تهمة أو محاكمة أو التواصل مع عائلاتهم ومحاميهم والمحتجزين في ظروف مزدحمة، ما يعرضهم لخطر الإصابة المؤكدة بفيروس "كوفيد-19".

وقالت تقارير أمريكية إن الرسالة التي أعلنها نواب بالكونجرس الأمريكي إلى "السيسي"، والتي وصلت إليه، الإثنين، "حملت لهجة حازمة"، حيث أكد المشرعون أن "انتهاكات حقوق الإنسان لم يتم التسامح معها إذا فاز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة".

وتأتي الرسالة بعد أن نشر 56 عضوا في الكونجرس الأمريكي، غالبيتهم من الديمقراطيين، رسالة مماثلة، الإثنين، في تطور يعكس تعبئة غير مسبوقة تظهر إحباطا دوليا من تزايد انتهاكات حقوق الإنسان في مصر.

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا عن (رسالة وجهها للسيسي ) 56 ديمقراطيا بالكونجرس، أعربوا فيها عن إدانتهم للانتهاكات الصارخة من النظام داخل السجون، وسط مخاوف من انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وأشارت الصحيفة إلى أن الرسالة وصلت السيسي الاثنين، وورد فيها أن "انتهاكات حقوق الإنسان لن يتسامح معها، إذا فاز جو بايدن بالرئاسة الشهر المقبل"، داعية السيسي إلى إطلاق سراح المعتقلين ظلما، لممارسة حقوقهم الإنسانية الأساسية.

قضية محمد سلطان

وتضمنت الرسالة التنبيه لإطلاق سراح أقارب الناشط الحقوقي محمد سلطان، السجين السابق المقيم بالولايات المتحدة، مشيرة إلى أن اعتقالهم جاء للضغط على سلطان لإسقاط دعوى قضائية رفعها ضد الببلاوي رئيس حكومة الانقلاب الأولى، اتهمه بالقيام بدور في سجنه وتعذيبه.
ومطلع الأسبوع الجاري كتب الناشط محمد سلطان عبر حسابه "@soltan" عن تغيب والده وإخفائه قسريا في محبسه بسجن العقرب وقال "١٢٣ يوم مسمعناش من بابا!.. ١٢٣ يوم مش عارفين نتأكد من أي معلومة عن مكانه... ١٢٣ يوم وهو مقطوع عن الدنيا انتقاما مني علشان استجريت اطلب حقي بالقانون.. ١٢٣ يوم ظلم متراكم.. لنا الله يا حكومة فاجرة، والأيام بيننا..".

واعتبر النواب في رسالتهم أن أخذ الرهائن غير قانوني وغير مقبول تحت أي ظرف من الظروف، وأنهم فزعوا من مقتل المخرج المصري شادي حبش والمواطن الأمريكي مصطفى قاسم في السجن.
وحثّ المشرعون حكومة السيسي على إطلاق سراح السجناء "قبل أن يصبح سجنهم غير المشروع حكما بالإعدام، بسبب جائحة فيروس كورونا"، وأشاروا إلى أن الصحفي المعروف محمد منير أصيب بالفيروس في الحبس الاحتياطي، وتوفي لاحقا في أحد مستشفيات القاهرة.
واشارت الرسالة إلى أنه "من الواضح أن الاكتظاظ الشديد وسوء النظافة وعدم الحصول على الرعاية الصحية الملائمة في نظام السجون المصرية يعرض صحة وحياة جميع المعتقلين للخطر"، موضحين أن الخطر يتفاقم الآن بعد ظهور "تقارير جديدة عن حالات كوفيد -19 بين العاملين في السجون والمحتجزين".

ولفتت الصحيفة إلى اعتقال السلطات المصرية أكثر من 900 شخص منذ 20 سبتمبر، في أعقاب احتجاجات مناهضة للسيسي، وفقا للمفوضية المصرية للحقوق والحريات.

وتشمل قائمة المعتقلين –التي تضمنتها الرسالة- تعسفيا من قبل الانقلاب أسماء أكثر من 20 ناشطا ومحاميا ومعارضا سياسيا وصحفيا منهم؛ رامي شعث، الناشط السياسي، وشقيق المدرسة المصرية ريم الدسوقي من بنسلفانيا، والتي تم الإفراج عنها في مايو الماضي، وعادت إلى الولايات المتحدة، لكن شقيقها لا يزال محتجزا منذ ذهب لزيارتها في السجن.
وطالب المشرعون الأمريكيون بمحاكمة علنية وعادلة أو إطلاق سراح خالد حسن، سائق سيارة مصري أمريكي من نيويورك، ومسجون منذ يناير 2018، بتهم الانضمام إلى تنظيم الدولة، وهو ينفي هذه المزاعم.

وتوعد المرشح الديمقراطي "جو بايدن" توعد في يوليو الماضي، "السيسي" بوقف الدعم الأمريكي الممنوح له بلا حدود، قائلا إنه لا توجد "شيكات على بياض" مجددا لـ"ديكتاتور ترامب المفضل"، على حد وصفه.

وأطلق الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" على "السيسي" لقب "ديكتاتوري المفضل"، خلال انتظاره للقائه على هامش قمة العشرين 2019 في فرنسا.