بسم الله الرحمن الرحيم

يواصل العدو الصهيوني عدوانه الهمجي الإجرامي على قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي مستخدمًا كل أدواتِ آلته العسكرية الفتاكة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، منكلاً بالرجالِ والنساء والشيوخ والأطفال، وقد أُصيب بالسعارِ وتملَّكته نشوة القتل والتخريب والتشريد، فعاث في الأرضِ فسادًا فقتل العشرات من الفلسطينيين وجرح المئات وخرَّب ودمَّر ولم تسلم من عدوانه المساجد؛ بيوت الله في الأرض، ولا النساء العزلاوات اللائي خرجن لإنقاذِ أبنائهن وإخوانهن المحاصرين في مسجد النصر بمدينة بيت حانون شمال شرق قطاع غزة.

 

وإذا كنا نُدين بكلِّ شدةٍ هذا الإجرام الصهيوني الذي يضرب بكل القيم الأخلاقية والقوانين والأعراف الدولية عرض الحائط، فإننا ندين وبالقدر نفسه الدعم الأمريكي الفاجر والتخاذل العربي المخزي والصمت الدولي المعيب الذي مكَّن للصهاينة أن يرتبكوا جرائمهم دون ردٍّ أو ردع.

 

وإنا لنستغرب أن تتحدث الأمم المتحدة ويتحدث المجتمع الدولي عن "التدخل الإنساني" في الأزمات والذي يتخذ ذريعةَ لاحتلال الدول وإسقاط النظم، بينما تخرس الألسنة وتكمم الأفواه وتكبل الأيدي حين يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني وما يمارسه الصهاينة عليه من عدوان إجرامي، وكأنَّ الشعب الفلسطيني خارج نطاق الإنسانية، وكأنَّ الصهاينةَ لا يُسألون عما يفعلون!

 

إنَّ التمييزَ الذي يحظى به الصهاينة والتحيز ضد الفلسطينيين، المستمرين منذ أكثر من نصف قرن ينبغي أن يتوقفا، وعلى المجتمع الدولي أن يضطلع بمسئولياته لوقف العدوانِ الصهيوني ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وتمكينه من إقامةِ دولته الحرة المستقلة على أرضه المغتصبة وعاصمتها القدس الشريف.

 

وعلى الحكوماتِ العربيةِ والإسلاميةِ أن تضطلع بمسئولياتها تجاه شعبٍ عربي مسلم يتعرض للظلم والعدوان منذ أكثر من نصف قرن، كما أنَّ على الشعوبِ العربيةِ والإسلامية أن تبادر بإغاثة الشعب الفلسطيني وتقديم كافة أوجه الدعم المادي والمعنوي له للتخفيف من معاناته حتى يأذن الله لفجر الحريةِ أن يشرق على الشعب الفلسطيني، وللعدوان الصهيون أن يندحر ولقطعان المستوطنين أن ترحل عن ديار المسلمين ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا﴾ (الإسراء: من الآية 51).

محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين

القاهرة في:  13 من شوال 1427هـ الموافق 4  من نوفمبر 2006م