أعرب قادة رأي من مسلمي الولايات المتحدة الأمريكية عن رضاهم بفوز مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 3 نوفمبر الجاري.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية بعنوان "استطلاع آراء الناخبين المسلمين في نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020"، رضا الناخبين المسلمين عن فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية.

وكشفت نتائج الاستطلاع أن المسلمين الأمريكيين قدموا دعمًا واسعًا لبايدن، فقد صوت أكثر من مليون ناخب مسلم في الانتخابات الرئاسية، وحصل بايدن على 69% من أصوات الجاليات المسلمة، فيما حصل ترمب على 17% من تلك الأصوات.

رفع الحظر عن المسلمين
أسامة جمال، الأمين العام للمجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية، أحد أكبر المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة، قال: إن الجالية المسلمة في البلاد "تفضل الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن بدلًا من الرئيس دونالد ترمب".
وأضاف: "تعهد بايدن برفع الحظر المفروض على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، بعد وصوله إلى سدة الحكم في البيت الأبيض بدلًا من ترمب".

وزاد: "بايدن تعهد أنه سيعمل أولًا على رفع الحظر المفروض على المسلمين من 7 دول بدخول الولايات المتحدة، والتنديد بـ"الإسلاموفوبيا" والعنصرية ضد المسلمين في البلاد".
وأكد أنه "يأمل أن يكون بايدن أكثر حساسية تجاه الأقليات والحقوق المدنية في البلاد، أعتقد أن البيئة الاجتماعية ستكون أكثر استقرارًا في عهد بايدن".

مواصلة الضغط
جمال استدرك بالقول: "سنواصل الضغط على بايدن كمجتمع مدني لاتباع سياسات أفضل بشأن العنصرية والتمييز، وهي مشكلات عميقة الجذور في البلاد، كما هي الحال في كل فترة رئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية".
وأشار إلى أن قضية السياسة الخارجية ستكون ورقة مهمة في يد بايدن، وأن الجاليات المسلمة تمتلك جملة من المخاوف تجاه السياسات التي قد ينتهجها بايدن ضد الدول الإسلامية.

وشرح ذلك بالقول: "على سبيل المثال، ما السياسة التي سينتهجها بايدن ضد تركيا التي تبرز باعتبارها الدولة الديمقراطية الوحيدة بين الدول الإسلامية؟ هل ستدعم الإدارة الأمريكية في عهد بايدن تركيا أم أنها ستستهين بالديمقراطية الوحيدة الموجودة في الشرق الأوسط؟ نحن قلقون بشأن هذه القضايا".
وأضاف: "فتحت تركيا أبوابها أمام قرابة 4 ملايين من اللاجئين السوريين، وهي الآن تتعرض لهجمات إرهابية على حدودها الجنوبية، نحن قلقون بشأن تصريحات بايدن ضد تركيا، وإذا كانت تلك التصريحات عبارة عن وعود ما قبل الانتخابات أو أنها تشكل الخطوط الرئيسة للسياسة الخارجية الأمريكية".

وشدد على أن "تركيا تعتبر حليفًا مهمًا للولايات المتحدة، وأن على بايدن النظر باحترام للمساعي التركية تجاه مد يد العون للدول الإسلامية المنكوبة والمدمرة مثل سورية واليمن وليبيا، وبناء علاقات ودّية مع هذا البلد بدلًا من خلق علاقات عدائية، وأن الجالية المسلمة الأمريكية، ستواصل الضغط تجاه تحقيق هذه القضية.

صنع السياسة
بدوره، قال مدير لجنة العدالة الاجتماعية في الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية، د. زاهد بخاري: إن ترمب اتبع الكثير من السياسات الضارة تجاه المجتمع المسلم خلال فترة حكمه.
وأضاف: "لهذا السبب، فإن المسلمين الأمريكيين دعموا بايدن بحماسة خلال الانتخابات الرئاسية، التي شارك فيها مرشحون مسلمون أيضًا على المستوى المحلي والوطني والولايات".

وأشار بخاري إلى أن "الجالية المسلمة راضية عن نتائج الانتخابات الرئاسية، معربًا عن أمله في أن يسهم المرشحون المسلمون المنتخبون في عهد بايدن في صنع قرارات سياسية مهمة".
وشدد على أنه "يجب أن تكون الجالية المسلمة الأمريكية جزءًا من نقاشات صنع السياسة في البلاد، إن المسلمين في الولايات المتحدة لديهم القدرة على بناء الجسور مع الدول الإسلامية، ويعيش هنا العديد من الأشخاص من دول إسلامية مختلفة وهم مؤهلون بما يكفي لبناء تلك الجسور".

لكن بخاري أعرب عن تخوفه من أن تتسبب سياسات بايدن الخارجية في "مشاكل سياسة للولايات المتحدة والدول الإسلامية"، وقال: لم تشهد الولايات المتحدة خوض حروب في عهد ترمب، هذا مهم للغاية.

التمييز العنصري والديني
أما مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، وهو أحد أكبر المنظمات غير الحكومية الإسلامية في البلاد التي تعمل في مجال الدفاع عن الحقوق المدنية، فقد هنأ بايدن، على نجاحه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقال المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، نهاد عوض: إن بايدن، وفي أول يوم له في منصبه، "تعهد بإنهاء الحظر الذي فرضه ترمب على مواطني بعض البلدان المسلمة من دخول الولايات المتحدة، وإدماج المسلمين في جميع مستويات إدارته ومعالجة قضايا التمييز العنصري والديني".

وأشار عوض إلى أنهم "يخططون للعمل مع قادة ومنظمات تتبع للجالية المسلمة في الولايات المتحدة، للتأكد من أن إدارة بايدن تفي بوعودها وستواصل محاسبة الحكومة عندما ترتكب أخطاء".

ومساء السبت الماضي، أعلنت وسائل إعلام أمريكية بينها "سي إن إن"، و"أسوشيتد برس"، و"فوكس نيوز"، فوز بايدن بالانتخابات، ليصبح بذلك الرئيس الـ46 للولايات المتحدة.
غير أن الرئيس الحالي دونالد ترمب، رفض نتائج الانتخابات، معتبرًا إياها "انتخابات مسروقة"، في تغريدة عبر "تويتر".