إخوان ويكي

الإخوان المسلمون جماعة إسلامية، إصلاحية شاملة، تهدف إلى الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي من منظور إسلامي شامل في مصر وكذلك في الدول العربية والإسلامية، بل في الدول الغربية وفق القوانين ودساتير البلاد.

نشأت جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928م على يد أحد الشباب الغيورين على دينه وهو الأستاذ حسن البنا الذي نشأ في بيت علم وتتلمذ على لفيف من العلماء الأجلاء في عصره – ومع ذلك اتهمه علماء وأرباب الأنظمة المستبدة بكل نقيصة إرضاء لولاة أمورهم – وعلى الرغم من سنوات حياته القليلة إلا أنه استطاع أن يترك زخما وأثرا كبير في الكثير من المجتمعات والأفراد وظل ذكره يردد حتى هذه اللحظات.

أما هيئة كبار العلماء السعودية فهي هيئة دينية إسلامية حكومية في المملكة العربية السعودية تأسست عام 1391هـ/1971م - وتظل حبيسة النظام السعودي فليس لها امتداد علمي أو اجتماعي خارج السعودية - اختير أعضاؤها بأمر ملكي، ويرأسها مفتي السعودية، وتكون مهمتها إعداد البحوث وتهيئتها للمناقشة من قبل الهيئة، وإصدار الفتاوى في الشؤون الفردية.

في 1980 وبأمر ملكي تم تعيين الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ عضوا في هيئة كبار العلماء، وفي 1995 صدر أمر ملكي بتعيين عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ بوظيفة نائب المفتي العام لشؤون الإفتاء بمرتبة وزير. وفي 1999 صدر أمر ملكي بتعيين عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتيا عاما للمملكة العربية السعودية ورئيسا لهيئة كبار العلماء، وكان أخر تشكيل لهذه الهيئة بأمر ملكي في 18 أكتوبر 2020م.

ثلاثة وأربعون عاما هي الفرق بين نشأة جماعة الإخوان المسلمين ونشأة هيئة كبار علماء السعودية المختار دائما من الملك السعودي، قدمت جماعة الإخوان المسلمين خلال هذه السنوات الكثير من التضحيات وكان لها الكثير من المواقف في قضايا الأمة.

فعلى أرض فلسطين مات كثير من شباب الإخوان في الدفاع عن مقدسات المسلمين، وعلى أرض القنال عام 1951 ضحى كثير من شباب الجماعة بأرواحهم في سبيل وطنهم حتى أن كانوا شوكة في ظهر المستعمر البريطاني التي كشفت وثائقه دور شباب الإخوان في حرب القنال.

وفي هذه السنوات ضحى الالاف من الإخوان بشبابهم وأعمارهم في مواجهة الاستبداد العسكري الذي اجتاح الوطن العربي بالاستيلاء على الحكم والعمل للقضاء على المعارضين له في جميع البلاد.

مواقف متغيرة لصالح الحكام

نشأت هيئة كبار العلماء في السعودية عام 1971م وقت أن كانت جماعة الإخوان المسلمين تعيش فترات محنة داخل سجون عبدالناصر، غير أن بعض أفرادها وعلمائها فروا خارج مصر هربا من الظلم والطغيان، حيث انتشروا في كثير من بقاع الأرض وكان لكل واحد منهم بصمة وأثر في مكانه الذي حل به.

ومن بين الدول التي هاجر إليها كثير من الإخوان دول الخليج – التي كان بعضها في طور النشأة والتطوير – ومنها المملكة السعودية – والتي لها علاقة قديمة بالإخوان المسلمين - حيث استعان بهم الملك فيصل في نهضة البلاد العلمية والتعليمية لخبرتهم الكبيرة في هذا المجال حيث يعود أول مدرسة ومعهد أنشأته جماعة الإخوان في مصر لعام 1930 وهي معهد حراء للبنين ومدرسة أمهات المؤمنين للفتيات، غير أن إخوان مصر الذين عملوا على نهضة المملكة علميا راعوا اختلاف الثقافات بين البيئة المصرية والبيئة السعودية، وهو ما سطرها البنا في كتاباته من قبل حينما قال: «وإن لكل أمة وشعب إسلامي سياسة في التعليم وتخريج الناشئة وبناء رجال المستقبل، الذين تتوقف عليهم حياة الأمة الجديدة، فيجب أن تبنى هذه السياسة على أصول حكيمة تضمن للناشئين مناعة دينية، وحصانة خلقية، ومعرفة بأحكام دينهم، واعتدادًا بمجده الغابر، وحضارته الواسعة»().

لم تفتح السعودية أراضيها للفارين من الإخوان أو قامت بنشر كتب سيد قطب نكاية في عبدالناصر على مواقفه نحو المملكة وحرب اليمن، لكنها كانت انطلاقا من سياسة الملك فيصل نحو الحركات الإسلامية المعتدلة، حيث نظر لسيد قطب على كونه واحد من المفكرين المؤثرين في الحياة الفكرية لدى الكثيرين.

بالإضافة كانت السعودية تواجه الفكر السلفي التقليدي والذي كان كثيرا ما يعرقل سياستها، مما دفعها لفتح الباب للفكر الإخواني المعتدل والذي كان يتعامل بفقه الواقع والموازنات، بالإضافة لرغبة السعودية في إحداث نهضة تعليمية في البلاد وهى ما لمسته في الكثيرين ممن فروا إليه من الإخوان.

يقول خالد عباس طاشكندي – مساعد رئيس تحرير جريدة عكاظ – جاء الإخوان إلى السعودية في عهدي الملك سعود والملك فيصل، وتم قبول وجودهم في ظل الظروف السياسية والخلافات التي أحدثتها النزعة القومية والنظام الاشتراكي في مصر خلال تلك الحقبة، ولم يكن هناك عائق أمام استقبال المنتمين للجماعة بشرط أن لا يمس أي منهم بالهوية الدينية والسيادة الاجتماعية، وتم استقطابهم بكثرة في عهد الملك فيصل للعمل بالمؤسسات التعليمية في السعودية، وكذلك تم إعطاء بعض الكفاءات مناصب تعليمية.

وازدادت الهوة اتساعاً بين الإخوان والسلطات المصرية بعد تنفيذ حكم الإعدام على منظر الجماعة سيد قطب، الذي كانت سبباً في هروب المزيد من أعضاء الجماعة إلى المملكة، ومنح بعضهم الجنسية السعودية، ومن أبرزهم مناع القطان الذي كان أحد قيادات التنظيم في المنوفية بمصر قبل أن يهاجر إلى السعودية عام 1953، ووصف في عدة مراجع بأنه الأب الروحي وأهم قيادات الإخوان في المملكة().

بل إن وزارة التعليم بالسعودية قامت بطبع العديد – بشكل رسمي – من كتب الشيخ حسن البنا وسيد قطب، ومن بينها «العقيدة الإسلامية» و«الوصايا العشر» لحسن البنا و«معالم في الطريق» لسيد قطب، «الإنسان بين المادية والإسلام» لمحمد قطب، وكتاب «الجهاد في سبيل الله» لأبو الأعلى المودودي وحسن البنا وسيد قطب، و«قبسات من الرسول» لمحمد قطب.

وليس ذلك فحسب بل سعت المملكة لمواجهة المد الناصري الثوري خصوصا أن عبد الناصر ناصب الملكيات العربية العداء، وكان يصمها بالرجعية، وسعى إلى الإطاحة بها، بالإضافة لتنامي خطاب التطرف داخل الخطاب التقليدي، ولذا تبنت السعودية دعم التضامن الإسلامي في وجه المد الناصري. وكان أقوى خصوم عبد الناصر في الداخل حينها هم جماعة الإخوان المسلمين.

أيضا سعي المملكة إلى تطوير الخطاب الديني المحلي، بعد الممانعة المستمرة من قبل قادة هذا الخطاب لأغلب قرارات تطوير الدولة وتحديثها، وكان «الإخوان المسلمون» يقدمون حلولا إسلامية وبحوثا شرعية معمقة لتمرير مشاريع الدولة التي أعاقها الخطاب التقليدي().

كان للإخوان دور كبيرا أيضا في الجامعات حيث سمح لهم النظام السعودي بالتدريس في الجامعة الإسلامية بالمدينة والمنورة وجامعتي الملك عبدالعزيز وأم القرى وغيرهما، وكان ذلك بعلم السلطات السعودية التي شجعتهم على ذلك، والذي لم يعجب النظام السعودي الحالي ولا أقلامه وإعلامه وأنصاره من العلمانيين، الذين يحاولون أن يصوروا المشهد على أنه اختطاف وتغلغل من الإخوان وفكرهم في غفلة من السلطات السعودية في السبعينيات والثمانينيات حتى اندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011م.

وهو ما دفع النظام السعودي الحالي – سلمان وابنه - لاستخدام هيئة علماء السعودية لتشوية تاريخ جماعة الإخوان المسلمين رغم فتاويهم السابقة في مدح والثناء على جماعة الإخوان المسلمين، حيث جاء في السؤال الأول من الفتوي رقم 6250 والتي أصدرته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ونائبه عبدالرازق عفيفي وكان من ضمن الأعضاء عبدالله بن غديان وعبدالله بن قعود حينما سألوا عن أقرب جماعة لتطبيق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فجاءت الإجابة {أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق وأحرصها على تطبيقة: أهل السنة: وهم أهل الحديث وجماعة أنصار السنة ثم الإخوان المسلمون} المجلد 34 الصفحة 91.

يقول الشيخ ابن باز رحمه الله: "وإِنما الفرقة الناجية: دعاة الكتاب والسنة، وإِن كانت منهم جماعة هنا وجماعة هناك ما دام الهدف والعقيدة واحدة، فلا يضر كون هذه تسمى: أنصار السنة، وهذه تسمى: الإِخوان المسلمين، وهذه تسمى: كذا، المهم عقيدتهم وعملهم، فإِذا استقاموا على الحق وعلى توحيد الله والإِخلاص له واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً وعقيدةً، فالأسماء لا تضرهم ) فتاوى ابن باز المجلد 8، الصفحة 183().

ويقول في فتوى أخرى على موقعه الرسمي: الإخوان المسلمون وأنصار السنة كلاهما من الدعاة إلى الله، وكلاهما نرجو لهما الخير .. والإخوان المسلمون يمدحون على نشاطهم في الدعوة الإسلامية العامة، ويرجى لهم المزيد من التوفيق، لكن يؤخذ عليهم فيما بلغني وفيما أعلم يؤخذ عليهم عدم العناية بالتفصيل فيما يتعلق بالعقيدة وفيما يتعلق بالبدع التي يتعاطاها بعض الناس().

أما  الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله فقال: "وأما تعدد تلك الجماعات فلا نرى أن الجميع من الفرق الضالة لمجرد اختلاف الأسماء إذا كان الهدف واحدًا، فهناك جماعة التبليغ في المملكة وما حولها أغلبهم من خريجي الجامعات الإسلامية وعلى عقيدة أهل السنة لكنهم رأوا الدعوة إلى الله بالأفعال والرحلات أكثر تأثيرًا وهناك السلفيون من أهل السنة والجماعة رأوا تفضيل التعلُّم والتوسع في المعلومات العقدية، وهناك الإخوان المسلمون رأوا الاشتغال بالدعوة والتصريح بالمنكرات، وهناك من رأى الهجر والبعد عن العصاة ولو كانوا رؤساء، وهناك من أجاز التدخل مع الولاة لتخفيف شرهم، والأصل أن الجميع على معتقد أهل السنة فلا يعدون من الفرق الضالة فإن وجد من بينهم من هو على عقيدة مخالفة كالتعطيل والتشبيه وإباحة الشركيات والقول بالإرجاء أو قول الخوارج، أو إنكار قدرة الله فإنه يحكم على من اعتقد ذلك بأنه من الفرق الضالة ويحذر من الانخداع بدعوته. والله أعلم". موقع الشيخ ابن جبرين فتوى رقم (11622).

وعندما سُئل الشيخ ابن جبرين رحمه الله  عن محاربة الأنظمة العربية وأعوانها اليوم الإخوان المسلمين قال: "الإخوان المسلمون" الذين ظهروا في مصر قصدوا الإصلاح والدعوة إلى الله وحصل بحركتهم أن هدى الله خلقًا كثيرًا تابوا من ترك الصلاة ومن شرب المسكرات ومن فعل الفواحش والمحرمات، ولكن بقي معهم بعض العادات الجاهلية لم يتمكن الدعاة من إزالتها فسعوا في تخفيفها وحيث إنهم أفراد من جملة الشعب ليس في أيديهم قوة وليس لهم سلطة فلذا لم يتمكنوا من هدم القباب على القبور ومن منع الظواهر الشركية وحيث لم يكن لهم منعة فقد تسلط عليهم رؤساء الدول وأودعوهم في السجون وقتلوا الكثير منهم لاعتقادهم أنهم يثيرون عليهم جماهير المواطنين ويبرزون مثالب الرؤساء ومخالفاتهم وما يحكمون به من القوانين الوضعية والعادات السيئة وإسقاط الحدود وإباحة الزنى والخمور فلا جرم حرص أولئك الرؤساء على تفريقهم واضطهادهم وكسر قوتهم. ) موقع الشيخ ابن جبرين فتوى رقم (11622)>

وكان للعلامة ابن باز موقف مشهود من قتل الإخوان المسلمين في سوريا قبل أكثر من 30 سنة؛ يقول الشيخ ابن باز رحمه الله في رسالة مفتوحة وجهها إلى الرئيس السوري حافظ الأسد: "لقد هال المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية المنعقد بالمدينة المنورة، والذي يحضره ممثلون من علماء المسلمين وقادة الفكر في العالم الإسلامي ما جرى ويجري في سوريا المسلمة من إعدام وتعذيب وتنكيل بالمسلمين الذين يطالبون بتحكيم شريعة الله في المجتمع.. وذلك تحت ستار حادثة حلب، التي نقلت وكالات الأنباء والصحف العربية والعالمية أنها تمّت بين أجنحة الحزب الداخلية، بسبب ما تشعر به أكثرية المواطنين من عنت وإرهاق وإهدار للقيم في كل الميادين.. على صعيد الممارسات اليومية، ونتيجة الاختلاف في نوع الانتماء والولاء الطائفي، والمفروض أن يقضى على الأسباب الجذرية للفتنة.. لا أن يسار في تعميق تلك الأسباب.. كما أن الواجب أن يشجع الشباب المخلصون لدينهم ولأمتهم، ويوقف ما يتخذ ضدهم وضد أسرهم من إجراءات منكرة.

إن المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية يأسف أشد الأسف لما يجري في هذا البلد الغالي من سفك دماء الذين ينشدون ما هو واجب على كل حكومة تؤمن بالله ورسوله، من تحكيم شرع الله - تعالى - والعودة إلى ما كانت به عزيزة قوية مرهوبة الجانب.. حين قامت للدنيا أسمى حضارة عرفها الإنسان.. ويستغرب المجلس الأعلى أشد الاستغراب أن تكون هذه الدعوة في بلد إسلامي عريق جرما يستوجب أهله الاعتقال والإيذاء والقتل.. دون أن يسمح للمتهم بأدنى قدر من الحرية لجلاء الحقيقة" (نشر في مجلة الاعتصام المصرية في كانون الثاني/ يناير 1980م).

بل إن الأمير فيصل شهد بجهادهم ودفاعهم عن الأمة حينما قال: الإخوان أبطال جاهدوا في سبيل بأنفسهم وأموالهم.

لكن الهجوم الواقع الان من السلطة السعودية وأذنابها هو لتخوف السلطة والعلمانيين من أسلمة الإخوان للمجتمعات العربية والإسلامية بالطابع الإسلامي الحقيقي، وهو ما ذكره قائد الانقلاب في مصر عبدالفتاح السيسي، ويذكره الباحث يوسف الديني في كتب مركز المسبار الإماراتي بقوله: عرفت الجامعات السعودية أسماء لامعة من التيارات السلفية التقليدية كالشيخ محمد ناصر الدين الألباني وغيره، إلا أن دور هؤلاء كان مقتصراً على الفعالية العلمية والتدريس فيما يخص العلوم الإسلامية، مع بزوغ ثورة العودة إلى الحديث ونبذ التمذهب بعيداً عن الشمولية التي طرحها الإخوان، والتي انتقلت من العلوم الإسلامية والأنشطة الدعوية إلى مشروع أكبر، وهو أسلمة العلوم بمعناها العام»().

ومن غرائب الأمور أن الإخوان العاملين بالمملكة السعودية كانوا أول من طالبوا بتعليم الفتاة في السعودية واعطائها حقها، في الوقت التي اعتبرها كثير من علماء السعودية نداء منكر يجب محاربته.

وكان من رواد الإخوان في العملية التعليمية بالسعودية الشيخ مناع القطان والذي تولى أرفع المناصب في المملكة حتى أن الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وزير العدل السعودي ذكره بقوله: "لقد تتلمذت على الشيخ مناع القطان في المعهد العلمي، وفي كلية الشريعة، وقد كان له أكبر الأثر في نفوسنا، عندما كنا طلاباً للعلم، وقد غرس فضيلة الشيخ القطان في قلوبنا حب الخير والمعرفة والاطلاع والسعي دائماً بحثاً عن العلم".

كما قال عنه مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ: "إن الشيخ مناع القطان داعية إسلامي معروف، وقد درست عليه مادة التفسير عندما كنت طالباً في جامعة الإمام محمد بن سعود لعامين في السنتين الثالثة والرابعة، وكان يرحمه الله من الدعاة المعروفين، وله عناية كبيرة بتفسير القرآن(). الغريب أن هذين الرجلين هم من يعملون على لإصدار التصريحات والفتاوي بتكفير الإخوان وضلالهم حاليا وأخرها تصريح الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي السعودية يوم 15 نوفمبر 2020م المسجل والذي نشرته هيئة كبار العلماء عبر "تويتر"، بأن "جماعة الإخوان المسلمين"  لا تمت للإسلام "بصلة وضالة، واستباحوا الدماء وانتهكوا الأعراض ونهبوا الأموال وأفسدوا في الأمر"().

بل إن الهيئة أصدرت بيان جاء فيه: جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب".

أن الإخوان "جماعة منحرفة، قائمة على منازعة ولاة الأمر والخروج على الحكام، وإثارة الفتن في الدول، وزعزعة التعايش في الوطن الواحد، ووصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية، ومنذ تأسيس هذه الجماعة لم يظهر منها عناية بالعقيدة الإسلامية، ولا بعلوم الكتاب والسنة، وإنما غايتها الوصول إلى الحكم، ومن ثم كان تاريخ هذه الجماعة مليئاً بالشرور والفتن، ومن رَحِمها خرجت جماعاتٌ إرهابية متطرفة عاثت في البلاد والعباد فساداً مما هو معلوم ومشاهد من جرائم العنف والإرهاب حول العالم"().

الغريب – والذي يؤكد أن هيئة علماء السعودية تأتمر بأمر الملك وتفتي وفق هواه – أن  56 عالمًا سعوديًّا اعتبروا قيام ‏الجيش المصري، بعزل الرئيس السابق محمد ‫مرسي، يوم 3 يوليو 2013م، "انقلابًا عسكريًّا مكتمل الأركان، وعملا محرما ومجرما"، ودعوا إلى "الاحتكام للحوار في علاج المشكلات وإلى الصناديق في حسم النزاع".

وأضاف العلماء، في بيان لهم: "إن ما وقع في ‏مصر من عزل الرئيس المنتخب من قبل ‏وزير الدفاع (عبد الفتاح ‏السيسي) هو انقلاب مكتمل الأركان، وهذا عمل محرّم مجرّم، نرفضه باعتباره خروجًا صريحًا على حاكم شرعي منتخب، وتجاوزًا واضحًا لإرادة الشعب".

ورأى العلماء أن الانقلاب تم الإعداد له من اللحظة التي تم فيها انتخاب محمد مرسي رئيسًا لمصر (أواخر عام 2012) عبر تعمد إفشال حكومته، وبتواطؤ بين أطراف إقليمية ودولية، وبتنفيذ أحزاب مصنوعة لهذا الهدف كجبهة الإنقاذ (الوطني المعارضة) وحركة ‫تمرد"، الذي وصفها البيان بـ"الجناح المدني للانقلاب".

الموقعون على البيان:

 1.     فضيلة الشيخ/ د.محمد بن ناصر السحيباني

2.     فضيلة الشيخ/ أ.د.علي بن سعيد الغامدي

3.     فضيلة الشيخ/ أحمد بن عبدالله آل شيبان

4.     فضيلة الشيخ/ د.أحمد بن عبدالله الزهراني

5.     فضيلة الشيخ/ د.عبدالعزيز بن عبدالمحسن التركي

6.     فضيلة الشيخ/ د.خالد بن عبدالرحمن العجيمي

7.     فضيلة الشيخ/ د.حسن بن صالح الحميد

8.     فضيلة الشيخ/ د.محمد بن عبدالعزيز الخضيري

9.     فضيلة الشيخ/ د.مسفر بن عبدالله البواردي

10.   فضيلة الشيخ/ د.سعيد بن ناصر الغامدي

11.   فضيلة الشيخ/ فهد بن محمد بن عساكر

12.   فضيلة الشيخ/ بدر بن إبراهيم الراجحي

13.   فضيلة الشيخ/ عبدالله بن فهد السلوم

14.   فضيلة الشيخ/ د.عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي

15.   فضيلة الشيخ/ علي بن إبراهيم المحيش

16.   فضيلة الشيخ/ العباس بن أحمد الحازمي

17.   فضيلة الشيخ/ د.عبدالله بن ناصر الصبيح

18.   فضيلة الشيخ/ د.محمد بن سليمان البراك

19.   فضيلة الشيخ/ سعد بن ناصر الغنام

20.   فضيلة الشيخ/ علي بن يحيى القرفي

21.   فضيلة الشيخ/ محمد بن سليمان المسعود

22.   فضيلة الشيخ/ د.محمد بن عبدالعزيز الماجد

23.   فضيلة الشيخ/ د.عبداللطيف بن عبدالله الوابل

24.   فضيلة الشيخ/ حمود بن ظافر الشهري

25.   فضيلة الشيخ/ منديل بن محمد الفقيه

26.   فضيلة الشيخ/ محمود بن إبراهيم الزهراني

27.   فضيلة الشيخ/ د محمد بن عبدالعزيز اللاحم

28.   فضيلة الشيخ/ أحمد بن محمد باطهف

29.   فضيلة الشيخ/ إبراهيم بن عبدالرحمن التركي

30.   فضيلة الشيخ/ حمد بن عبدالله الجمعة

31.   فضيلة الشيخ/  عبدالرحمن بن علي المشيقح

32.   فضيلة الشيخ/ إبراهيم بن عبدالرحمن القرعاوي

33.   فضيلة الشيخ/ عبدالوهاب بن عبدالمغني بن محمد

34.   فضيلة الشيخ/ يحيى ين حسين الشريفي

35.   فضيلة الشيخ/ محمد مبارك بن جربوع

36.   فضيلة الشيخ/ أحمد بن عبدالرحمن الزومان

37.   فضيلة الشيخ/  خالد بن محمد البريدي

38.   فضيلة الشيخ/ صالح بن عبدالله الفايزي

39.   فضيلة الشيخ/  عبدالله بن محمد البريدي

40.   فضيلة الشيخ/ علي بن صالح آل مخفور

41.   فضيلة الشيخ/  محمد بن عبد العزيز الغفيلي

42.   فضيلة الشيخ/  د. صالح بن عبدالله الهذلول

43.   فضيلة الشيخ/ أحمد بن حربان المالكي

44.   فضيلة الشيخ/  راشد بن عبدالعزيز الراشد آل حميد

45.   فضيلة الشيخ/  عبدالعزيز بن محمد النغيمشي

46.   فضيلة الشيخ/ محمد بن إبراهيم سلطان

47.   فضيلة الشيخ/  حمدان بن عبدالرحمن الشرقي

48.   فضيلة الشيخ/  عبدالعزيز محمد الفوزان

49.   فضيلة الشيخ/  أحمد بن عبدالله الراجحي

50.   فضيلة الشيخ/  عبدالعزيزبن عبدالله الوهيبي

51.   فضيلة الشيخ/  عبدالله بن علي الربع

52.   فضيلة الشيخ/ فهد بن ناصر الحربي

53.   فضيلة الشيخ/  أحمد بن عبدالله المهوس

54.   فضيلة الشيخ/  أحمد بن صالح الصمعاني

55.   فضيلة الشيخ/ محمد بن صالح العييدي

56.   فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن بن عبدالله العيد().

رأى العلماء في الإخوان

كما ذكرنا في بداية مقالنا بأن هيئة كبار علماء السعودية تعين بأمر من الملك السعودي والذي يختار أفرادها، وهو ما يفقدهم الأهله لكونه ولى أمرهم، فلا يستطيعون مخالفة أمره، وهذا واضح جليا من مواقف هذه الهيئة تجاه الإخوان أو الحركات الإسلامية أو العلماء المسلمين.

فلم نسمع منها مثل هذه التصريحات منذ نشأتها حتى الانقلاب العسكري بمصر وما تبعه من أثار إقليمية ودولية وهجوم شرس على الإخوان وكل ما هو إسلامي، إلا أننا بدأنا نسمع فتاويها منذ أحداث 2013م وتولى سلمان العرش وتعين ابنه محمد وليا للعرش – والمعروف بعداءه لكل ما هو إسلامي وما يمت لتراث الأمة الإسلامي – والأعجب من ذلك أن جميع الهيئات وعلماء الأمة هاجموا بيان هيئة علماء السعودية إلا الكيان الصهيوني المعتصب الوحيد الذي احتفى بالبيان ورحب به، مما يجعل هذه الهيئة هي هيئة كبار خامات اليهود وليس علماء السعودية، حيث قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، عبر حسابها "إسرائيل بالعربية" في "تويتر"، اليوم الأحد: "يسعدنا نحن في إسرائيل أن نرى هذا المنهج المناهض لاستغلال الدين للتحريض والفتنة ولا شك أن جميع الديانات السماوية جاءت لزرع المحبة والألفة بين الناس".

وأضافت الخارجية الإسرائيلية في التغريدة: "نحن بأمس الحاجة إلى خطاب يدعو للتسامح والتعاون المتبادل للنهوض بالمنطقة برمتها. حياكم الله"().

بل إن وزير الأوقاف السعودي عبداللطيف آل الشيخ أصدر قرارا لجميع خطباء المساجد في السعودية بتلاوة بيان هيئة علماء السعوديةة حيث قال على تويتر: إخواني أصحاب الفضيلة الأئمة والخطباء في جميع أنحاء مملكتنا الحبيبة آمل منكم جميعاً يوم غد في خطبة الجمعة قراءة البيان الصادر من هيئة كبار العلماء الموقرة بشأن التحذير من جماعة الاخوان المسلمين الارهابية وحزبهم،وحذروا من هذه الجماعة المخالفة للكتاب والسنة وبينوا مخالفاتهم الشرعية.

إلا أن مراقبين ومعلقين أيضا وصفوا بيان الهيئة بأنه "فتوى سياسية تتماشى مع التغيرات الإقليمية والدولية خاصة بعد فوز جو بايدن في سباق الانتخابات الأمريكية".

كما يرى البعض أن بيان هيئة كبار العلماء جاء للرد على "الحماس الذي أبداه بعض المتعاطفين مع الإخوان المسلمين لفوز يايدن وحديث البعض عن تأثيره السلبي المحتمل على العلاقات السعودية الأمريكية"، بل رأوا أنها لم تصدر هذا البيان إلا بعد التنسيق بين الرياض وتل أبيب وهي التي أشادت بالبيان على لسان وزير خارجيتها، وتوافق معها مفتي مصر فقط بخلاف عموم العلماء في العالم، الذين استكروا بشدة هذا البيان – رغم إدراكهم بحقيقة هيئة كبار العلماء بالسعودية وطبيعة عملها – حيث دعت 18 رابطة إسلامية السعودية لمراجعة حساباتها مع الإخوان، معتبرة بيان هيئة كبار علماء السعودية مسيس ولا يمت للشرع بصلة، ففي الوقت التي لم تصدر الهيئة بيان ردا على ترمب حينما أعلن القدس عاصمة لاسرائيل، وفي الوقت الذي أهان الرئيس الفرنسي نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وفي غير وقته تصدر الهيئة بيان يتهم الإخوان بالإرهاب مغيرة لمواقفها وفتاويها أيام عبدالعزيز بن باز.

حيث أشاروا، في بيان مشترك لهم، إلى أن الإخوان المسلمين جماعة دعوية انتسب إليها في مشارق الأرض ومغاربها عدد كبير من العلماء والدعاة والمجاهدين الذين بذلوا في الدفاع عن عقيدة الإسلام وشريعته، وهي مثل غيرها من الجماعات تجتهد فتصيب وتخطئ، فيقبل صوابها ويرد خطؤها.

وقالوا إن صدور بيانات هيئة كبار العلماء في السنوات الأخيرة باسم الأمانة العامة وبدون توقيعات العلماء وخطوطهم، وبعيدا عن لغتهم الشرعية وفتاويهم وبحوثهم الرصينة التي صدرت عبر تاريخ طويل من الجهاد العلمي لهو أمر يثير الريبة من جهة، ويدعو للاحتراز من اتهام العلماء الفضلاء من جهة أخرى، والله تعالى يقول: ﴿فتبينوا﴾ ويقول: ﴿فتثبتوا﴾”.

وأضافوا أن “تاريخ الهيئة واللجنة الدائمة للإفتاء عبر عقود قد تنزه عن التوظيف والتسييس، وعن الدخول في مهاترات مع طوائف وأحزاب وجماعات الدعوة، ولم يخل كلام العلماء الموثق في فتاويهم المنشورة من التوجيه للدعاة أفرادا وجماعات، وبيان الحق بالتي هي أحسن، جمعا للكلمة، ونصحًا للأمة، وإبراء للذمة”.

ووقع على البيان كل من: رابطة علماء المسلمين، الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورابطة علماء أهل السنة، والاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة، وهيئة علماء السودان، وهيئة علماء ليبيا، ومجلس البحوث والدراسات الشرعية/ دار الإفتاء بليبيا، ومركز تكوين العلماء بموريتانيا.

وكذلك مجلس الشورى الوطني سريلانكا، ورابطة علماء المغرب العربي، وهيئة علماء فلسطين بالخارج، ومنظمة النصرة العالمية، ورابطة علماء فلسطين بغزة، ورابطة إرشاد المجتمع في الصومال، ومنظمة النهضة الشبابية التشادية، ورابطة أئمة فرنسا، وملتقى علماء فلسطين، وهيئة علماء المسلمين في لبنان().

فيما قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي، إن بيان هيئة كبار العلماء السعودية بشأن جماعة الإخوان المسلمين، لم يلق قبولا سوى من الكيان الصهيوني.

قالوا عن الإخوان

لقد قيل عن الإخوان الكثير، فحينما شارك الإخوان في حرب فلسطين قبل أن تتحرك الجيوش النظامية، ووقفوا في وجه المستعمر البريطاني في القنال حتى كتب اليوزباشي سمير غانم – أحد ضباط الجيش المصري: امتلأت مدن القناة وقراها، بالعديد من الجماعات الفدائية التي تنتمي لمختلف الأحزاب ولجماعة الإخوان المسلمين، وكان أكثر الفدائيين من طلبة الجامعات.

وفي العدد 1224 من مجلة (روز اليوسف) كتب الصحفي الشهير إحسان عبد القدوس معبرًا عمَّا يجول بخاطرِ كل أبناء الشعب ونظرتهم للإخوان المسلمين، مناشدًا الإخوان قيادة المعركة: "فيوم يتحرك الإخوان المسلمون ويعرفون كيف يتحركون وإلى أين، فقد اكتملت لمصر قواها الشعبية وضمنت لأيام الجهاد الاستمرار".

كما ذكرت جريدة (الديلي ميرور) البريطانية بقولها: "لا نستطيع بعد اليوم أن نقول عن قوات التحرير المصرية المؤلفة من شبابٍ متحمسٍ إنها إحدى الدعايات المضحكة، لقد دخلت المعركة في طور جديد، واستمر القتال يوم السبت الماضي اليوم بأكمله، وظلَّ المصريون يحاربون لواء الكاميرون والهايلاندرز باستماته عجيبة.

كما كتب الدكتور حسن حنفي في مقالٍ بعنوان "ماذا كسبنا من الإخوان المسلمين": أثبتت الجماعة وجودها في معاركنا الوطنية وعلى رأسها معارك القناة 1951 م؛ فقد كان متطوعوها في الصفوفِ الأولى، وكان شهداؤها يودعون إلى مثواهم الأخير من الجامعة والشعب، وكان الاستعمار يهاب هذا الجند المسلح الذي يسترخص الموت، وقد كان من شعاراتهم "الموت في سبيل الله أسمى أمانينا"( صحيفة الجمهورية: 10/ 5/ 1976م).

حتى كتب الكاتب جمال خاشقجي في تغريداته قبل موته: نه "عندما يكون الاعتدال عنواناً فلن تجد غير علماء الإخوان (المسلمين) أو مقرّبين منهم نبراساً لذلك، لا ينكر إلا جاحد أن ديدن الإخوان كان التوفيق بين الدين والمعاصرة، ونالهم من المتشددين أشدّ الأذى، فناصحوهم ليعتدلوا حتى 79 (عام 1979) فانحازت الدولة للتشدّد مُضيّعة جهد سنوات.

وكتب اللواء أحمد فؤاد صادق – قائد الجيش المصري في حرب فلسطين: إن الإخوان كانوا جنودًا أدوا واجبهم على أحسن ما يكون، وأن اليهود كانوا يبحثون عن مواقع الإخوان ليتجنبوها في هجومهم وأني أرسلت عددًا منهم إلى جنوب دير البلح بنحو 100 كم من يوم 26حتى يوم 30 /12/ 1948م لملاقاة اليهود فاستبسلوا وأدوا واجبهم، وكانوا في كل مرة يلاقون اليهود فيها يقومون بأعمالهم ببطولة ولم يؤثر عليهم قرار الحل.

ويقول الكاتب الأمريكي ريتشارد ميتشيل: وكان أعظم ما شهر عن كفاح الإخوان هو ما قدموه من عون للمصريين الذين حوصروا في جيب الفالوجا؛ نتيجة الزحف الإسرائيلي بعد فشل الهدنة الثانية في أكتوبر 1948م؛ إذ ساعد الإخوان على إمداد القوات المحاصرة في الميدان.

وقال الشيخ محمد متولي الشعراوي في حلقة إذاعية حينما سأل عن الإخوان: "الإخوان المسلمون شجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء جزى الله خيرا من زرعها وحافظ عليها".

وهذا الكاتب أنيس منصور والذي لم يتوان عن أن يكتب في الإخوان دون أن يمالي الحاكم، فكتب يوما قوله: هل الإخوان المسلمون – وهى حركة تحريرية إسلامية – مجرمون ؟

مجرمون في حق من ؟ في حق مصر ؟ الجواب لا

هل مجرمون في حق الإسلام ؟ الجواب لا

هل من الضروري أن نوزع الخيانة على كل من يطل برأسه و يقول لا

هل من العدل أن نصف المظلومين بأنهم ظالمون خونة(أنيس منصور: جريدة الأهرام المصرية، 26 أغسطس 2006م.).

وهذا خالد محمد خالد – الذي كان يختلف ويتفق مع الإخوان ورفض كل الضغوط عليه من أجل الكتابة عنهم بسوء وهم في المعتقلات – وما كتبه عن الإخوان قوله: كان من العسير أن تجد بيتًا واحدًا في مصر ليس فيه واحدٌ منهم(خالد محمد خالد في مواجهة عبد الناصر والسادات وصدام: جدي للنشر والتوزيع،, 1991م، صـ41).

ويقول الدكتور العلامة أحمد شلبي: إن هذه الجماعة لعبت دورًا إسلاميًّا رائعًا في حياة الصبيان والشباب والرجال، وغرست أخلاق الإسلام في الملايين، وجعلت الانتساب للإسلام مفخرةً يعتز بها الكثيرون، ودفعت إلى المكاتب والمصانع والوظائف جماعاتٍ تعرف اللهَ وتخافه، وبالتالي تنتج بجد، وتعمل دون رقيب من الناس ولا تمتد لها الشبهات ولا يمسها الانحراف، وكانت كلمة من «الإخوان المسلمين» طابعًا للتنزه عن الصغائر، والبُعد عن الرشوة وعن الإهمال، والحرص على أداء الواجب، وحيثما رأيت الآن رجلًا يبرز به هذا الطابع فاعرف أنه غالبًا كان منتسبًا إلى جماعة الإخوان المسلمين(أحمد شلبي: موسوعة التاريخ الإسلامي، مكتبة النهضة المصرية، 1999م، جـ 9).

ماضي يترجمه واقع

لم تصدر هيئة علماء السعودية بيانها الذي يتهم الإخوان بالإرهاب – والغير موقع من أحد – إلا بعد تنسيق الرياض مع تل أبيب وهو ما جعل وزارة الخارجية بالكيان الصهيوني المغتصب ترحب به، كما رحبت به مصر والإمارات في حين هاجمه كثير من علماء الأمة.

لكن هذا البيان يؤكد ما كتبه في عام 1965م الكاتب اليهودي " إيرل بيرغر": في كتابه بعنوان "العهد والسيف .. العلاقات العربية الإسرائيلية ، 1948-56 "، قال فيه: "إن المبدأ الذي قام عليه وجود إسرائيل منذ البداية هو أن العرب لا بد أن يبادروا ذات يوم إلى التعاون معنا، ولكن هذا التعاون لن يتحقق إلا بعد القضاء على جميع العناصر التي تغذي شعور العداء ضد إسرائيل في العالم العربي وفي مقدمة هذه العناصر رجال الدين المتعصبين من أتباع الإخوان المسلمين().

وكتبت مجلة حائط بالجامعة العبرية تعليقًا تحت صورة الإمام حسن البنا: "إن صاحب الصورة كان أشد أعداء إسرائيل لدرجة أنه أرسل أتباعه عام 1948م من مصر ومن بعض البلاد العربية لمحاربتنا وكان دخولهم مزعجًا لإسرائيل لدرجة مخيفة.

()  رسالة إلى أي شيء ندعو الناس: مجلة الإخوان المسلمين، العدد 11، السنة الثانية، 7 ربيع الثاني 1353ﻫ- 20 يوليو 1934م، صـ3.

()  صحيفة عكاظ: https://bit.ly/2E7ayZf

()  الشرق الأوسط: الاثنين، 6 جمادى الآخرة 1435 هـ - 7 أبريل 2014 م، https://bit.ly/2JiTH9M

()  هل الفرق التي ورد الأمر باعتزالها في حديث حذيفة -رضي الله عنه- هي الجماعات الإسلامية؟: موسوعة الفتاوي، https://bit.ly/35DIj2j

()  الفرق بين دعوة الإخوان المسلمين وجماعة أنصار السنة: موقع الإمام ابن باز، https://bit.ly/3nxmnvN

()  يوسف الديني: الإخوان وتأسيس السلطة الرمزية.. ابتلاع الحقل التعليمي في السعودية، مركز المسبار للدراسات والبحوث، الكتاب 133 يناير 2018م.

()  مناع خليل القطان: إخوان ويكي، https://bit.ly/2JgIdnn

()  مفتي السعودية يهاجم "الإخوان المسلمين": https://bit.ly/2HeLTqo

()  هيئة كبار العلماء في السعودية: الإخوان جماعة إرهابية منحرفة: https://bit.ly/32RZzPM

()  بيان العلماء السعوديين حول أحداث مصر: 28/9/1434هـ الموافق 5 أغسطس 2013م، https://bit.ly/3lF4VVN

()  إسرائيل تعلق على بيان "هيئة كبار العلماء" السعودية: https://bit.ly/3nvrSep

()  دعوات لـ"هيئة علماء السعودية" لمراجعة الموقف من الإخوان: https://bit.ly/3nrXcL2

()  Earl Berger: The Covenant and the Sword : Arab-Israeli Relations, 1948-56، Taylor & Francis Ltd . ROUTLEDGE، 11 Nov 2016، London, United Kingdom