قال الدكتور ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن جماعة الإخوان المسلمين والإمام حسن البنا كان لهما إسهامات وافرة في التعريف العملي بالفكر الإسلامي الراقي، مضيفا أن البنا حدد – رحمه الله – مفهوم الحرية الشاملة للأمة داخل حدودها وخارج حدودها، قائلا: "إن للإخوان هدفين: أن يتحرر الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي، وأن تقوم في هذا الوطن الحر دولة إسلامية حرة"، ويؤكد في موضع آخر أن الحقوق الوطنية معروفة أعلنتها الأمة بكل وضوح وهي جلاء القوات الأجنبية عنه جميعا لتتم بذلك حقيقة حريته واستقلاله.

وتابع "أقطاي" خلال كلمته بعنوان  مدرسة الإخوان المسلمون ومواجهة الاستبداد": إن البنا كان يضع نصب عينيه حرية الأوطان من المحتل الأجنبي، باعتبار ذلك أولوية مهمة جدا في تحقيق الحرية داخل الأمة ؛ لتستكمل سيادتها الحقيقية وعبوديتها الصحيحة لله تعالى؛ فيؤكد على حق الأمة الكامل في متابعة ومراقبة الحكام فيقول: "من حق الأمة الإسلامية أن تراقب الحاكم أدق المراقبة وأن تشير عليه بما ترى فيه من الخير وعليه أن يشاورها وأن يحترم إرادتها وأن يأخذ بالصالح من آرائها".

وأوضح أن البنا كان يعتبر أن من دعائم الحكم الإسلامي مسئولية الحكام ووحدة الأمة وإرادتها، ولا عبرة بعد ذلك بغير ذلك ، وأنه يوضح ذلك بقوله في رسالة المؤتمر الخامس: "وقد قرر الإسلام سلطة الأمة وأكدها وأوصى بأن يكون المسلم مشرفا تمام الإشراف على تصرفات حكومته ويقدم لها النصح والمعونة ويناقشها الحساب".

وتابع: إن ما يميز فكر البنا أنه خرج من دائرة النظرية إلى دائرة التطبيق العملي؛ حيث ضربت جماعة الإخوان المسلمين أعظم الأمثلة في التضحية والفداء في سبيل هذه المبادئ، ونشرها بين الناس، وتوفير قناعات شعبية بها وبضرورة انتزاع تلك الحرية من المحتلين المستعمرين والمستبدين المحليين.

وينظم تلفزيون "وطن" على مدى يومين مؤتمرا افتراضيا بعنوان "الإخوان المسلمون.. حقائق ومنطلقات"لمناقشة أوضاع الجماعة، وما قدمته للأمة على مدار تاريخها، كما يتطرق إلى التحديات التي تواجهها الجماعة، ورؤيتها المستقبلية. شارك فيه، يومي الأربعاء والخميس، العديد من قادة الفكر والعمل الإسلامي والوطني في العالم الإسلامي.