توفي صفوت الشريف، آخر رئيس لمجلس الشورى في عهد نظام المخلوع مبارك، مساء الأربعاء، بعد صراع مع سرطان الدم.

وكان قد تم الإعلان عن دخوله المستشفى إثر إصابته بفيروس كورونا قبل أيام.

صفوت الشريف من مواليد 19 ديسمبر 1933، حاصل على بكالوريوس العلوم العسكرية، وكان أحد ضباط المخابرات في فترة الستينيات من القرن الماضي، حتى محاكمته من قبل محكمة الثورة سنة 1968 في قضية انحراف المخابرات في عهد صلاح نصر وعدد من أفراد الجهاز.

وكان أحد الأعضاء المؤسسين في الحزب الوطني البائد سنة 1977، وشغل منصب الأمين العام للحزب من 2002 إلى 2011. وسبق أن تولى رئاسة الهيئة العامة للاستعلامات في عهد الرئيس السادات، ثم منصب وزير الاعلام لفترة طويلة، ثم عين رئيسا لمجلس الشورى، وهو أحد أفراد ما كان يسمى ب"الحرس القديم" بالحزب الوطني المنحل الذي كان يهيمن على البرلمان. وعرف الشريف بقربه الشديد من المخلوع مبارك.

وبعد ثورة 25 يناير 2011، أصدر المستشار عاصم الجوهري رئيس جهاز الكسب غير المشروع قرارا بحبس صفوت الشريف يوم الاثنين 11 أبريل 2011، 15 يوما على ذمة التحقيق بعد تحقيقات استمرت منذ الساعة العاشرة والنصف صباح الاثنين وحتى العاشرة والنصف مساء.

باشر التحقيقات مع صفوت الشريف المستشار أحمد طلبة رئيس هيئة الفحص، وقال بيان صادر عن جهاز الكسب غير المشروع إنه وجه للشريف تهم استغلال النفوذ، واستغلال سلطاته، ووظيفته، في تكوين ثروات ضخمة، بما يتنافى مع مصادر الدخل المشروعة له، على نحو يمثل كسبا غير مشروع.

وقد أظهرت التحقيقات أن الشريف تعمّد إخفاء هذه الثروات التي كونها بشكل غير مشروع؛ بإدخالها ضمن ممتلكات زوجته "إقبال محمد عطية " وأبنائه "إيهاب وأشرف وإيمان "، وهو ما أثبتته التحقيقات التي أشارت إلى امتلاكه فيلات وسيارات وعقارات وشركات تم تكوينها جميعها بشكل غير مشروع.

وقد تمت خلال التحقيقات مواجهه الشريف بتقرير الأجهزة الرقابية المختلفة، وفي مقدمتها هيئة الرقابة الإدارية ومباحث الأموال العامة التي أشارت إلى استغلاله الوظيفة العامة على نحو تمخض معه تكوين ثروات ضخمة له ولأسرته بما يمثل إساءة للوظيفة العامة واجتراء على محارم القانون.

وقضت محكمة جنايات القاهرة، بالسجن 5 سنوات لـ"صفوت الشريف"، ونجله إيهاب، و10 سنوات لنجله أشرف الهارب، ورد مبلغ 209 ملايين و708 آلاف جنيه، وتغريمهم مبلغ مماثل، وذلك لاتهامهم بالكسب غير المشروع واستغلال النفوذ فى تحقيق ثروات طائلة بطرق غير مشروعة.

كما جرى التحقيق في تورطه أيضاً في مقتل الفنانة سعاد حسني بعد أن فتحت شقيقتها جانجاه ملف مقتلها من جديد، متهمة صفوت الشريف في مقتلها؛ حيث كشفت تقارير في بيروت أن النيابة العامة المصرية بصدد استدعاء الفنانات سميرة أحمد ورجاء الجداوي وصفاء أبو السعود ونبيلة عبيد والشاعر أحمد فؤاد نجم والسياسي طلعت السادات نجل شقيق الرئيس الراحل أنور السادات واعتماد خورشيد، للإدلاء بأقوالهم حول تورط رئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف في مقتلها في لندن؛ حيث أكد كل من نجم والسادات واعتماد أنهم يملكون معلومات تثبت تورط الشريف في مقتل الفنانة المصرية سعاد حسني.

وبعد ثورة 25 يناير 2011 تورط صفوت الشريف في جريمة الاعتداء على المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير، وقرر المستشار محمود السبروت قاضي التحقيق المنتدب للتحقيق في وقائع الاعتداءات بحق المتظاهرين في ميدان التحرير يوم 2 فبراير 2011 المعروفة اعلاميا بموقعة الجمل حبس صفوت الشريف 15 يوما على ذمة التحقيق معه في هذا الشأن.

ووجه مستشار التحقيق للشريف تهم التحريض والاتفاق والمساعدة على قتل عدد من المتظاهرين السلميين العزل، يومي 2 و3 فبراير، بمعاونة مجموعات من الخارجين على القانون ورجال الشرطة والبلطجية، مع سبق الإصرار، علاوة على اقترانها بارتكاب جناية أخرى هي الشروع في قتل عدد آخر من هؤلاء المتظاهرين، إلى جانب تنظيم وإدارة جماعات من الخارجين على القانون والبلطجية، واستخدام القوة والعنف والترويع، تنفيذا لمشروع إجرامي هو الاعتداء على الحريات الشخصية والعامة للمتظاهرين سلميا بميدان التحرير في ذات اليومين، والإخلال بالنظام، وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر؛ بما تسبب في قتل العديد منهم وإصابة آخرين وتعريض حياتهم للخطر.