كتب- حسين محمود

أكد فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف- المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- أن وحدة الأمة الإسلامية هي الطريق الوحيد للتصدي للطغيان الخارجي الذي يضرب في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي وكذلك الديكتاتوريات المحلية التي تتحالف مع هذا الطغيان للاستمرار في مقاعد الحكم.

 

وأشار- في رسالته الأسبوعية- إلى أن الحالة الإسلامية العامة وصلت إلى درجة غير مسبوقة من التردي بالنظر إلى الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلالُ الصهيونيُّ في الأراضي الفلسطينية بدعم أمريكي مباشر، موضحًا أن المجزرة التي ارتكبتها قواتُ الاحتلال في بيت حانون أمس تعبِّر عن وصول الانتهاكات الصهيونية إلى منتهاها.

 

وأضاف فضيلته أن الطائفيةَ التي تَستشري في الجسد العراقي بدعمٍ وتشجيعٍ من الاحتلال وأعوانه ستَقذف بالعراق إلى "هاوية المجهول".

 

وشدَّد على أن الهدف النهائي من المؤامرات التي تُحاكُ حول السودان حاليًا هو "فصل الجنوب الذي يشكِّل ربعَ مساحة السودان الحالية بعد انتهاء المرحلة الانتقالية، ويعقُبه غرب السودان (دارفور) من خلال التدخل الدولي الذي تتصاعد نبرة الحديث عنه، وربما يتبعه شرقُ السودان الذي بدأ التحضير له".

 

وقال فضيلة المرشد العام: إن الطغيان الخارجي يقدِّم الدعم والمساندة للديكتاتوريات الحالية في العالم العربي؛ بهدف العمل على "إفقار الأمة وتجهيلها وإضعافها سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا وعلميًّا وتقنيًّا"، وشدَّد على أن التحالف بين الدكتاتورية المحلية والطغيان الخارجي "أفرز أمةً متخلِّفةً على المستوى العلمي، لا تملك مقدراتِها، تتسوَّل طعامَها وكساءَها، وتعيش عالةً على منجزاتِ غيرِها، فتتسع الهوَّة الرقمية والعلمية بيننا وبين غيرنا من الأمم"، مضيفًا أن هذا التحالف أفرز أيضًا "مزيدًا من المعتقلات والسجون التي يُزَجُّ فيها بالأحرار وأصحاب المبادئ والأخلاق الكريمة في مواجهة ديكتاتوريات تخلَّت عن كل قيمة وخلُق".

 

وفي رؤيته لكيفية الخلاص من تلك الأزمة أوضح أن الوحدة بين أبناء الأمة الإسلامية على أسس القيم هي السبيل الوحيد لفضِّ التحالف بين الطغيان الخارجي والديكتاتوريات المحلية، مؤكدًا أن "طبيعة ديننا تدفعنا إلى إعلاء الهمة، وعقد العزم، واستعادة الثقة ووجوب التحرك لإنقاذ أمتنا ومواجهة التحديات والمخاطر دون يأسٍ أو خوفٍ ودون تردُّدٍ في حمل الأمانة".

 

ودعا فضيلتُه إلى استخلاص العبر من الواقع العالمي في تحرك الأمة نحو ضرب ذلك التحالف، معطيًا النموذج من العدوان الصهيوني على لبنان، والذي أثبت أن الشعوب تستطيع توجيه ضربات موجعة إلى "العدو الذي زعم أنه لا يُقهر وأن تعمل على إفشال مشروع الشرق الأوسط الجديد" بالإضافة إلى ما يقوم به أفراد حركة المقاومة الإسلامية حماس من صمودٍ في وجهِ التحديات التي تُحيط بهم، والدفاع عن أوطانهم؛ "رجالاً ونساءً وأطفالاً".

 

وشدَّد على الحاجة إلى "إعداد جيل من الشباب يعرفون ربَّهم، ويُدركون حجْمَ التحديات، ويفهمون رسالتهم، ويتلمَّسون طريقهم، ويضطلعون بمهامِّهم، يحسنون عرضَ دينهم ودعوتهم ويحسنون العمل من أجل أمتهم.

 

واختتم فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين رسالتَه بتأكيد حاجة أبناء الأمة الإسلامية إلى الوقوف صفًّا واحدًا ضد الممارسات القمعية والديكتاتورية للحكومات؛ بهدف حضِّ هذه الحكومات على "الاحتكام إلى شعوبها والانحياز إلى أمتها بدلاً من الانحياز إلى المتربِّصين بنا من أعدائنا لتُدرِكَ الحكوماتُ أن السَّنَدَ الحقيقيَّ لن يكون إلا من خلال التمسك بثوابتنا وعقيدتنا وشريعتنا ومن خلال الانحياز إلى الشعوب".

طالع نص الرسالة