أكدت منظمة "نحن نسجل" الحقوقية استمرار التضييق على زيارات المعتقلات السياسيات بسجن القناطر واستمرار الانتقام من إدارة السجن تجاه المعتقلات وذويهن بالتزامن مع تصاعد الانتهاكات داخل سجن القناطر نساء في محافظة القليوبية.
اللافت في تقرير المنظمة إشارتها إلى أن "سياسة التضييق الجديدة أتت وفق أوامر من اللواء طارق مرزوق مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون"، وفق "نحن نسجل".

وأشارت المنظمة من خلال منصاتها على التواصل، اليوم الأربعاء، إلى منع إدارة السجن إدخال المواد الغذائية والمستلزمات الشخصية للمحتجزات على ذمة قضايا سياسية، وعند اعتراض أهالي بعض المحتجزات على ما يجري قال لهم أحد أفراد الأمن داخل السجن ويدعى “سيد”: (اللي انتوا عاوزينه ده كان زمان وجبر، من هنا ورايح فيه نظام جديد).

وقالت المنظمة إن إدارة السجن منعت أغلب الزيارات ولم تدخل منها سوى النذر اليسير، ومن قائمة الممنوعات الأطعمة المجمدة، والمخبوزات، والألبان، والتمر، والعسل، ومعجون الأسنان، والمنظفات، والملابس الشتوية والبطاطين.
ووثقت "نحن نسجل" رفض إدارة السجن إدخال معظم الطعام ماعدا وجبة واحدة فقط، واستشهدت بما قالته واحدة من الأسر، فقالت:

"لما رحنا نحط الطبلية بتاعت الأكل إدارة السجن مأخدتش منا أي حاجة غير العلاج والفلوس ووجبة واحدة بس وكيس فاكهة، فروحت ببقية الأكل وأنا بعيط وصعبان عليا نفسي".
ورأت المنظمة أن إدارة السجن تهدف إلى إرهاق الأسر ماديا ونفسيا بزيادة العبء المالي عليهم عبر إجبارهم على إيداع مبالغ مالية كبيرة لبناتهن؛ كي يستطيعوا شراء الطعام ومستلزماتهن من “كانتين” السجن، والذي يوفر المواد الغذائية بجودة رديئة جدًا، وبأسعار تبلغ ثلاثة أضعاف الأسعار خارج السجن.

وأضافت أن إدارة السجن فرضت تغيير وضع الزيارة إلى الأسوأ، فأصبحت الزيارة من خلال سلكين من الحديد بينهما مسافة تبلغ متر مربع أحدهما مزودج كي يحجب الرؤية بين الأُسر وبناتهن، وهو ما أدى إلى عدم قدرة الأسر على الاطمئنان عليهن، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على سماع بعضهم البعض؛ نظرًا للضجيج الناتج عن ارتفاع الصوت حيث يحاول الجميع أن يرفع صوته لإسماع الآخر، خاصة أنه تتم زيارة السياسيات في نفس وقت زيارة الجنائيات، ومنعهم من السلام المباشر في بداية الزيارة أو نهايتها.

وأوضحت أن إدارة السجن سكنّت المتهمات في قضايا جنائية في عنابر القضايا السياسية، وحرضتهن على الاستيلاء الكامل على متعلقاتهن ومستلزماتهن الشخصية، بالإضافة إلى رفض السجن السماح لأسر المعتقلات اللاتي تم تشريدهن في شهور (نوفمبر 2020، يناير وفبراير 2021) من إدخال ملابس لهن خصوصًا الملابس الشتوية والأغطية (كالبطاطين والدفايات)، وهو ما زاد من معاناتهن؛ حيث تمتلك كل معتقلة غيارا واحدا فقط، هذا بالإضافة لعدم توفير أَسِرَّة لهن ليجبروهن على النوم في الأرض.