من المعروف أن مصطلح "جمهوريات الموز" ارتبط بقيام الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك للتخطيط للقيام بعدد من الانقلابات العسكرية في بلدان قارة أمريكا الجنوبية وجزر الكاريبي . 
وهو مصطلح ساخر يطلق للانتقاص من دولة غير مستقرة سياسيا، يعتمد اقتصادها على عدد قليل من المنتجات كزراعة الموز مثلا، ومحكومة بمجموعة صغيرة ثرية وفاسدة .
ولا يزال هذا المصطلح يستخدم بطريقة مهينة لوصف حكومات بعض البلدان في أمريكا الوسطى و منطقة بحر الكاريبي حتى اليوم، وكذلك يطلق على كثير من بلداننا العربية للأسف الشديد .
وقد بدأت صياغة مصطلح"جمهوريات الموز" على يد الكاتب الأمريكي ” أو هنري” في مجموعة قصصية بعنوان" ملفوف والملوك" 1904 ، تجري أحداثها في أمريكا الوسطى ، ليطلق على الحكومات الدكتاتورية التي تسمح ببناء مستعمرات زراعية شاسعة على أراضيها مقابل المردود المالي لأصحاب السلطة . 
ثم أصبح المصطلح يطلق على أي نظام غير مستقر أو دكتاتوري، وبالأخص عندما تكون الانتخابات فيه مزورة أو فاسدة، ويكون قائدها خادماً لمصالح خارجية .
وهو متداول من حقبة الستينيات والسبعينيات فى ظل فترة الانقلابات العسكرية الكثيرة المدعومة عادة من الولايات المتحدة الأمريكية، تلك التى نتج عنها أنظمة ديكتاتورية وفاشلة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية كافة .
وماقامت به الولايات المتحدة الأمريكية في دول أمريكا اللاتينية منذ زمن طويل .. قامت به مؤخراً في مصر سنة 2013 بدعمها لانقلاب عسكري على رئيس منتخب . فأصبحت مصر مثلها مثل جمهوريات الموز تلك .
"تعددت الانقلابات والهدف واحد" !!
ومن عجائب جمهوريات الموز أن الطاغية يخاطب طلاب الكلية الحربية من خلال قفص زجاجي مقاوم للرصاص "خوفاً ورعباً"، ولكنه فجأة وكأنه تناول "حبوب الشجاعة " نزل يشتري موز من بائع موز متجول في " الشارع الذى تم إغلاقه منذ أمس" 
يريد أربعة كيلو موز !!! 
هكذا طلب السيسي من البائع  بعد أن وقف  موكب السيسي وحرسه الخاص حول سيارته في مسرحية هزلية، هدفها نشر صورة للطاغية بأنه راعي المواطن المصري الفقير .
وطبعاً رأى الطاغية بائع الموز صدفة ( هكذا يريدون أن يفهمونا ) فأوقف الموكب واشترى منه الموز ودفع له الثمن، وبالصدفة أيضاً بائع الموز كان مريضا !! فالطاغية اتصل بوزيرة الصحة وأمر بعلاجه على نفقة الدولة، وطلب منه بائع الموز "تروسيكل" فقال له الطاغية :  حااااضر !!
والمصور مرابط في الشارع في انتظار اللقطة في فيلم ساقط ومتكرر وممجوج !!
ذلك حدث .. بينما نرى قبل أيام  فيديو متداول لأحد أفراد شرطة المرافق وهو يبعثر فرش خضراوات لامرأة فقيرة تسعى على أيتام .
وهكذ تتم صناعة الفرعون في "جمهوريات الموز" المنكوبة بالتبعية لأمريكا واستبداد الأنظمة القمعية؛ فمبارك الذى بدأ عهده بقوله : الكفن ليس له جيوب .. جعل منه الإعلام الفاسد فرعون كبيرا . 
فالإعلام المضلل ( سحرة فرعون ) أوصلنا الى ما نحن فيه الآن .
حتى أصبحت الحقوق من مكرمات الحاكم، أو هباته وعطاياه، يتفضل بها فيمنحها من شاء ويمنعها عمن شاء !! .
  فالفرعون لا يولد فرعونا، و إنما تتم صناعته على عين الفاسدين الذين يستفيدون من وجوده في تحقيق مصالحهم وتكوين ثرواتهم من دماء الشعوب .
فأي مكرمة في توقف موكب طاغية في الطريق المعبد "والذى تم إغلاقه قبل أيام أمام المارة خوفاً على الطاغية"  ليشترى  فاكهة الموز من أحد مخبرى النظام الذى تم وضعه في الشارع لإكمال المشهد الهزلي لإيهام الشعب بأن الطاغية لايخاف؟؟، وأنه آمن على نفسه لأنه حكم فعدل فأمن فنزل فاشترى موزا !! 
ثم يكتشف فجأة أن بائع الموز مريض ! . فيتصل الطاغية "صاحب القلب الرحيم"بوزيرة صحته الفاشلة ليطلب منها علاج بائع الموز على نفقة الدولة !!
ولم ينته فيلم بائع الموز عند هذا الحد ، بل إن هذا "المخبر" أدلى بتصريح لإحدى قنوات المخابرات قائلاً : إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعرفني منذ زمن بعيد ، حيث اعتاد شراء الفاكهة مني، وإنه دائما يساعد المحتاجين، ولم أتخيل أن يقف لي بعدما أصبح رئيسا للجمهورية، إلا أنني تمنيت ذلك في كل مرة كان يمر فيها علي، وهو ما تم بالفعل أمس الجمعة .
فالنظام الفاشل يستدعي أفعال عبدالناصر التى تمت في ستينيات وخمسينيات القرن الماضي؛ ليخرج بها فيلماً هزليا ساقطاً في زمن السوشيال ميديا .
ولله در شهيد القرآن سيد قطب حين يقول :
 وما الطاغية إلا فردا لا يملك في الحقيقة قوة ولا سلطاناً ... وإنما هي الجماهير الغافلة الذلول !!
تمطي له ظهرها فيركب !!! وتمد له أعناقها فيجر !!!... وتحني له رءوسها فيستعلي !!!
وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى !!!
والجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة ... وخائفة من جهة أخرى، وهذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم .
فالطاغية - وهو فرد - لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف والملايين لو أنها شعرت بإنسانيتها وكرامتها وعزتها وحريتها .
وهكذا يحاول الإعلام المأجور أن يسلط الأضواء على بائع الموز - مخبر أمن دولة تحت الطلب _ الذي أجاد تمثيل كل الأدوار الهابطة في الانتخابات وكورونا وأخيرا بائع الموز .. التي أخرجها أبو "50%" حتى ينسى الشعب ما فعله الطاغية (السيسي) من بيع لأراضي الوطن وثرواته، والتفريط في ماء النيل، والغاز .... إلخ. 
 ويركز الشعب المسكين في فيلم "بائع الموز" !! كما ركز طويلا قبل ذلك في فيلم "عبد العاطي كفته".
وختاما "فالوعي بداية الحل "