قالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس مساء السبت، إن أكثر من 90 ألف مصلٍ يحيون ليلة القدر في المسجد الأقصى، رغم قيود الاحتلال.

وفرضت قوات الاحتلال إجراءات مشددة وغير مسبوقة في مدينة القدس، وأعاقت توافد آلاف الفلسطينيين من الداخل المحتل، لإحياء ليلة القدر.

وانتشرت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مدججة بالأسلحة في مناطق متفرقة بالقدس، ومنها بوابات المسجد الأقصى، وخاصة عند باب العامود وباب الساهرة وباب الأسباط.

واعتقلت قوات الاحتلال عددا من الفلسطينيين بمنطقة باب العامود بالمسجد الأقصى.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن قوات الاحتلال تمنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى منطقة باب العامود، لإسعاف المصابين جراء المواجهات القائمة.

بدوره، استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري الموقف الدولي من الأحداث في القدس، وعدم وجود ضغوطات حقيقية لردع الاحتلال.

وأكد الشيخ صبري أن الرد على اعتداءات الاحتلال بحق المسجد الأقصى، سيكون عند شباب مدينة القدس كما فعلوا في الأيام الماضية.

وقال خطيب المسجد الأقصى، لم نسمع أي شيء سوى الإدانات، محملاً سلطات الاحتلال المسئولية الكاملة عن أي توتر يحصل في القدس وعن أي مساس بحرمة المسجد الأقصى المبارك.

وأشار الى أن الاحتلال يريد إفراغ المسجد الأقصى للسماح باقتحامات اليهود المتطرفين في الثامن والعشرين من رمضان، مشددا على أن المقدسيين باقون في مدينتهم، ولن يقبلوا بالمس بحرمة المسجد الشريف.

من جانبه، وجه الأب مانويل مسلم عضو هيئة الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية دعوة لرجال الدين المسيحيين بالتوجه فورا إلى المسجد الأقصى، وإثبات الاخوة مع المسلمين في مواجهة الاحتلال وجرائمه والدفاع عن المسجد المبارك.

وناشد مسلم الكل بتحمل مسئولياتهم ومواجهة الاحتلال بكل قوة، لأن القدس يجتمع فيها المسجد الأقصى المقدس للمسلمين وكنيسة القيامة المقدسة للمسيحيين.

وقال مسلم إن المقدسيين يقاتلون من أجل كرامتهم ومقدساتهم وبيوتهم في معركة من أجل الأرض والإنسان والدين، محذرا من أن الاحتلال يحاول السيطرة على كل القدس لتمرير مخططات تصفوية.

وأكد أن معركتنا مع الاحتلال سننتصر بها لأننا أصحاب أخلاق مقابل سوء أخلاق العدو ومستوطنيه، ولا يوجد غازي عبر التاريخ جاء للقدس إلا وقد هزم أمام عنفوان أهلها.

ومساء الجمعة، أسفرت اعتداءات الصهاينة على المصلين في المسجد الأقصى، عن إصابة 205 أشخاص، معظمها في الوجه والعين والصدر بالرصاص المطاطي، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني.

مواجهة شاملة

واندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، في الضفة الغربية، بعد مسيرات مناصرة للقدس والأقصى.

وقامت مواجهات على حاجز حوارة ومفترق بيتا جنوب نابلس، وشهد كذلك حاجز قلنديا شمال القدس مواجهات كذلك.

واندلعت كذلك مواجهات في مخيم العروب شمال الخليل.

وسبق أن منعت قوات الاحتلال السبت، حافلات تُقل المئات من فلسطينيي الداخل، من الوصول إلى المسجد الأقصى، لإحياء ليلة الـ27 من رمضان، وذلك بعد حملة اعتقالات طالت المرابطين بالأقصى.

وتزامنت عراقيل الاحتلال مع اندلاع مواجهات جديدة، مع الفلسطينيين والمصلين المتوجهين إلى المسجد الأقصى.

بدورها، حذرت اللجنة المركزية لحركة "فتح"، السبت، من أن استمرار اعتداءات الصهاينة في القدس، سيؤدي إلى مواجهة شاملة في كل الأراضي الفلسطينية.

وشددت اللجنة، في بيان، على "ضرورة استمرار الهبة الجماهيرية وحالة التصدي في مواجهة قوات الاحتلال والمستوطنين"، مضيفة أن استمرار اعتداءات المستوطنين على المقدسات الإسلامية والمسيحية.. سيؤدي إلى مواجهة شاملة في كل الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك مراجعة قواعد الاشتباك مع الاحتلال.

ودعت إلى "رفع وتيرة المواجهة في الأراضي الفلسطينية ونقاط الاحتكاك وطرقات المستوطنين"، مطالبة الفلسطينيين في المخيمات والشتات، "بالتحرك يوم الاثنين القادم والاعتصام أمام المقرات الدولية والسفارات الأجنبية".

وفي سياق متصل، وجه الناطق باسم حركة حماس عن القدس محمد حمادة، تحية للمقدسيين والداخل المحتل والضفة الغربية، الذين تصدوا لهجمة المحتل على المصلين في صلاة التراويح، مضيفا أن التحية موصولة إلى أهلنا في الداخل المحتل وهم يكسرون قرار الاحتلال، بمنعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى، ويجبرون الاحتلال على إزالة الحواجز .