في الوقت الذي كانت دماء أكثر من مائتي مواطن تسيل خلال مواجهات واسعة هي الأعنف منذ عشرين عاما في باحات المسجد الأقصى ليل السبت (8-5-2021) كان تلفزيون فلسطين الرسمي منشغلا ببث حفلة غنائية.

وأثارت مشاهد تجاهل تلفزيون فلسطين الرسمي لأحداث المسجد الأقصى غضبا واسعا في صفوف المواطنين الذين تساءلوا عن المغزى من ذلك، خاصة وأن تلفزيون فلسطين يفترض به أن يكون الجهة الأولى الناقلة للأحداث.

يقول الباحث والناشط ماهر عابد: "من المؤسف وأنا أتابع الأحداث، أن قنوات الجزيرة، والميادين والتركية، والحوار، والأقصى، وفلسطين اليوم، والكوفية، والعالم، وقنوات أخرى، تنقل أخبار القدس أولا بأول، إلا تلفزيون فلسطين الرسمي كان ينقل سهرة مع الفنان الأردني محامد العبادي.

وأضاف، حسب المركز الفلسطيني للإعلام : "هذا شيء يستوجب المساءلة، واعتقد أنها القدس الكاشفة للمواقف والأفعال"، مؤكدا على ضرورة محاسبة الإعلام الرسمي لأن مواقفه يجب أن تختلف عن الآخرين".

بينما استنكر عضو نقابة الصحفيين عاطف أبو الرب تجاهل التلفزيون الرسمي للأحداث، وعلق قائلا: "حتى يكون التلفزيون الرسمي تلفزيون الكل الفلسطيني، عليه مراعاة عدد من الضوابط أولها أنه ليس تلفزيون فصيل بذاته وإغفال غيره، وثانياً إتاحة المجال لاستضافة المزيد من الشخصيات من مختلف الأحزاب والقوى وممثلي المجتمع المدني، بغض النظر عن مواقفهم السياسية، وحتى عند نشر الأغاني الوطنية ينبغي أن تنوع الأغاني أو أن تبث أغاني وطنية عامة لا حزبية. وترك هامش للصحفيين للعمل بمهنية، دون التدخل المباشر في عملهم اليومي، في تغطية الأحداث."

وأضاف حول أحداث ليلة المواجهات في القدس أن "الصحفيين في الإعلام الرسمي جنود مجندة لخدمة قضيتهم وشعبهم، يقعون في هفوات وسقطات يقتنصها البعض للتشهير بهم، ويتحملون أوزار سياسات عليا ليس لهم علاقة بها، بل يطبقون سياسات ترسم بعيدا عن غرف التحرير، فلا تجلدوهم، واذكروا مواقفهم دون إجحاف."

وقال المواطن شادي أبو دية: "تلفزيون فلسطين خارج التغطية، كأن البث من الأرجنتين أو كوبا.. أحداث الأقصى المبارك على صفيح ساخن، وتلفزيون الموقر يبث برنامج مسابقات".

بينما علل المواطن المقدسي الفاعل في أحداث القدس محمد أبو زهرة لمراسلنا تجاهل تلفزيون فلسطين للأحداث بأنه ليس عفويًّا، وهم يخافون البث المباشر من الأقصى والقدس لأن مضمون هتافات وحراك وتوجهات المرابطين في الأقصى ليس مضمونا، وليس متحكما به كما اعتادوا في الأحداث التي يبثونها، وهذا هو السبب الذي يتم من جهات عليا.

وكان ائتلاف النزاهة والشفافية أمان انتقد عديد المرات عدم حيادية تلفزيون فلسطين في نقل الأحداث، وطالبه بأن يكون متوازنا في نقل الأحداث لأنه لا ليس ناطقا باسم فصيل، وممول من الخزينة العامة، وهي أموال الضرائب وأموال الشعب الفلسطيني.