الشيخ محمد عبد الرحمن خليفة

بقلم: حبيب أبو محفوظ

بألم الفقد ولوعة الخسارة تلقى الإخوان المسلمون في الأردن نبأ وفاة المراقب العام الثاني للجماعة المحامي محمد عبد الرحمن خليفة 1919-2006م، والذي شغل منصب المراقب العام للجماعة منذ عام 1953 وحتى 1994م، خلفًا لمؤسس الجماعة المرحوم عبد اللطيف أبو قورة، كما شغل في نفس الفترة منصب نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.

 

وُلد فضيلة الشيخ المرحوم محمد عبد الرحمن خليفة في مدينة السلط عام 1919م، وهو ينتمي إلى عشيرة من عشائر السلط الكريمة، هي عشيرة النسور، وتلقى فضيلة الشيخ محمد عبد الرحمن خليفة- رحمه الله- تعليمه الأول في (الكتّاب) على يد الشيخ عفيف زيد رحمه الله حيث قرأ القرآن على يديه، ثم درس في مدرسة السلط في أول افتتاحها.. وبعد أن أنهى الصف العاشر، أرسل في بعثة إلى كلية خضوري الزراعية في طولكرم ومنها حصل على دبلوم الزراعة ، ثم دخل معهد المعلمين وحصل على شهادتها.

 

وحصل على دبلوم زراعة (كلية خضوري الزراعية - طولكرم)، بكالوريوس حقوق (معهد الحقوق في القدس)، وشغل عدة وظائف منها أنه عمل مدعيًّا عامًا وقاضيًا، كما عمل في المحاماة منذ استقالته من القضاء عام 1953م، ثم عضوًا في مجلس النواب الأردني في الفترة من 1956م - 1961م. وأخيرًا عمل رئيسًا لجمعية المركز الإسلامي الخيرية منذ عام 1963 وحتى العام 2000م.

 

عُرف الشيخ خليفة- رحمه الله- بقوة شخصيته وصدعه بكلمة الحق، وإخلاصه في العمل وتفانيه في سبيل هذه الدعوة المباركة التي حمل عبء قيادتها مدة تزيد على أربعين عامًا، تعينه ثُلَّة صادقة من شباب الإخوان المخلصين من الرعيل الأول الذين كانت لهم أياد بيضاء وجهود مشكورة في إيصال هذه الدعوة إلى ما وصلت إليه من نمو وتقدم ومكانة.

 

بدأ حياته العملية معلمًا في مدرسة حوارة الابتدائية ثم في مدرسة الرمثا، ثم ترك التعليم ليلتحق بمعهد الحقوق في القدس؛ حيث حصل منها على شهادة بكالوريوس في المحاماة .. وقد عمل بعد تخرجه محاميًا لمدة سنتين، ثم اختاره المجلس القضائي في عمان ليكون قاضي صلح في معان، ثم نقل ليشغل مدعيًّا عامًّا السلط، ثم نقل بنفس الوظيفة إلى إربد، ثم الكرك، ثم مادبا ليشغل وظيفة قاض فيها؛ حيث استقال سنة 1953م بناءً على طلب مجلس الشورى في جماعة الإخوان الذي انتخبه مراقبًا عامًا لهذه الجماعة.

 

تعرف فضيلة الشيخ محمد عبد الرحمن خليفة على دعوة الإخوان المسلمين مبكرًا عندما كان تلميذًا في كلية خضوري بفلسطين، ومن الذين كانوا يزورون الأردن من الإخوان المصريين وغيرهم ، ومن النشرات الإسلامية التي كانت تصل إلى فلسطين.

 

وتعرض فقيد الدعوة عدة مرات للاعتقال، وأودع السجن بسبب مواقفه الإسلامية المشكورة، ومواقف الجماعة التي يرأسها، كما أن له مواقفه المميزة تحت قبة البرلمان؛ حيث أصبح نائبًا للأمة بعد فوزه في انتخابات 1956م.

 

وبعد سنة 1968م، وبعد نكبة يونيو بعام ، شكل فضيلة الشيخ محمد عبد الرحمن لجنة (إنقاذ القدس) بمناسبة مرور سنة على الاحتلال اليهودي للمدينة المقدسة.

 
 

ولقد أصبح للجماعة في عهده الزاهر دور مهم في الحركة الإسلامية العالمية، وذلك عندما نقلها من دور (جمعية) إلى دور الجماعة ذات التنظيم، ومن جماعة تهتم بالأعمال الخيرية، إلى حركة تشكل دورًا مهمًا ورئيسيًّا في الواقع السياسي والاجتماعي والفكري