تشعر أسرة المعتقل أنس البلتاجي، نجل الدكتور محمد البلتاجي القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين بالخطر على حياته، بعدما علمت من عائلة أحد المحبوسين في نفس السجن أنه امتنع عن استلام الوجبات طوال أيام عيد الأضحى، في محاولة منه للفت نظر النيابة العامة المصرية إلى شكواه بخصوص صحته، وظروف حبسه التي ترى الأسرة أنه "لا أمل في تحسنها".

وقالت أسرة أنس البلتاجي، في بيان: "هل سنستطيع التواصل معه في حال قرر الإضراب عن الطعام كلياً لنحاول نثنيه عن الإضراب؟ ليس مسموحاً لنا بزيارته، ولا يسمح لنا بتبادل الرسائل معه، ولا توجد جلسات محاكمة يمكن أن نراه خلالها، وأخبارهم تصلنا متأخرة جداً، ولن يعرض على النيابة مجدداً قبل شهر سبتمبر".

وبعد أكثر من سبع سنوات من الحبس بدون أحكام، ما يقارب 2700 يوم، منها أكثر من ثلاث سنوات حبساً احتياطياً بدون محاكمة بعد براءتين، قال أنس البلتاجي  للقاضي في آخر جلسة إنه يشعر بالخطر على حياته، وإنه يعاني من تدهور صحته الجسدية والنفسية نتيجة سوء أوضاع الاحتجاز والحبس الانفرادي بلا أفق ولا محاكمة، وتجاوز الحد الأقصى للحبس الاحتياطي.

وبعد ثلاثة أحكام بالبراءة من محاكم الجنايات والجنح، وقرار محكمة جنايات القاهرة بإخلاء سبيله، تم التحقيق مع أنس البلتاجي، في قضية جديدة تم إعدادها بعد أن قضى في السجن خمس سنوات، ليتواصل حبسه منذ اعتقاله في 2013.

لم يخرج أنس من محبسه منذ عام 2013، بل جرى احتجازه في زنزانة فردية، يتعرض بداخلها للتنكيل والحرمان من التريّض والطعام والشراب حتى ساءت حالته الصحية بصورة كبيرة، من دون توفير أي رعاية طبية له، كما أنه حُرم من استكمال دراسته، ورُفضت كافة الطلبات التي تقدمت بها أسرته ومحاميه لدخول الامتحانات الجامعية، حسب أسرته ومحاميه.

كما أن إدارات السجون التي تنقل بينها لم تسمح له بأن يحتجز مع والده، وفقاً لقانون السجون الذي ينص على لمّ الشمل.

وألقي القبض على أنس البلتاجي في اليوم الأخير من عام 2013، ولم يخرج من محبسه منذ عام 2013، وكان عمره حينها 19 سنة، وتم تدويره في أربع قضايا مختلفة، وحصل على البراءة في قضيتين منها، وإخلاء سبيل من قضية ثالثة. لكن السلطات المصرية قررت أن تضمه لقضية رابعة لتبقيه سجيناً.

وفي أكتوبر2015، حُكم عليه بالسجن خمس سنوات في قضية ثالثة اتهم فيها بحيازة سلاح، دون تقديم أي دليل على ذلك، سوى المقطع المصور الذي أجبر هو وشقيقه على تصويره، إلا أن محكمة النقض ألغت الحكم وقضت ببراءة أنس في عام 2018، ومع ذلك ظل محبوساً.

وكانت إدارة السجن تخبر أسرته صراحة بأن كونه نجل البلتاجي فإن هذا يعطيه امتيازاً سلبياً عن بقية المعتقلين الآخرين، ونتيجة لذلك تم احتجازه في زنزانة فردية يتعرض بداخلها للتعذيب والتنكيل والحرمان من التريض والطعام والشراب حتى ساءت حالته الصحية بصورة كبيرة، من دون توفير أي رعاية طبية له، كما أنه حرم من استكمال دراسته وقد رفضت كافة الطلبات التي تقدمت بها أسرته ومحاميه، لدخول الامتحانات، إذ إنه طالب بكلية التربية النوعية بجامعة عين شمس، كما أن إدارات السجون التي تنقل بينها لم تسمح له بإدخال كتبه الدراسية أو أية كتب أخرى، بالإضافة إلى انتهاك حقه وحق أبيه في أن يحتجزا معاً، وفقاً لما ينص عليه قانون لم الشمل.