فى أحدث حلْقة من حلَقَات الإلهاء وتبييض وجه النظام المأزوم، جاء الإعلان عن عودة مخرج سهرة 30 يونيو "خالد يوسف" صاحب الفضائح الأخلاقية والتهم المخلة بالآداب بعد نشر فضائحه بمعرفة جهاز المخابرات؛ لخروجه على النص، وظن أنه معارض لنظام الانقلاب، وأنه صاحب يد عليه؛ لأنه زيف الحقائق، وصور بضعة آلاف من أتباع الكنيسة وجنود الأمن المركزي الذين ارتدوا ملابس مدنية وكانوا في ميدان التحرير ليلة 30 يونيو ... على أنهم ملايين المعارضين لحكم الرئيس الشهيد محمد مرسي – رحمه الله -.

وقد ألبس الإعلاميون الأراجوزات مخرجَ الزيف والخداع رداء الوطنية الزائف، وصوروه على أنه وقف مع البلاد في 2013 ، وأنه أحد وجوه المعارضة "غير الداعمة للعنف" .

وتأكيدًا على وطنية المخرج  المتهم في أخلاقه وأمانته، فقد أكدت مصادر في "القضاء الشامخ" عدم وجود قضايا أو ملاحقة قانونية ضده.. هذا على الرغم من اعترافات فتاتين من ضحاياه خلال المحاكمة .

ولما كان فاقد الشيء لايعطيه فإن خالد يوسف لن ينجح في تبييض وجه النظام الانقلابي، ومهما فعل فلن يستطيع أن يغسل سمعته !!.

لقد قام أحد أرجوزات فضائيات الانقلاب بمحاولة تلميعه وإظهاره بمظهر الوطنية، وأنه المعارض الذي عاد ليعارض من الداخل وسيقوم بإنتاج فيلم عن حرب أكتوبر .

وبذلك حاز على شهادة الوطنية الزائفة من المذيع صاحب التحولات الغريبة من تأييد المخلوع مبارك إلى الانقلاب عليه، ثم من تأييد ثورة 25 يناير إلى الانقلاب عليها في سهرة 30 يونيو!!.

 وكأنما باتت مَهمة ذلك الإعلامي أن يعمل اختصاصي تجميل أو مزين (الاسم القديم للحلاق في الريف) لإزالة ما علق بهذه النماذج من وسخ التشوه الخلقي والقيمي، وإعادة تقديمهم للمجتمع كمظلومين أو أبرياء.. وهذه هي أكبر خيانة من الإعلامي لرسالته ولجمهوره.. إذا لم يكن ذلك الإعلامي لا يرى في مصر إلا هذه النماذج السقيمة.. ولا يرى إلا أصحاب المطاعم الذين لا يستطيع عامة الشعب ارتياد محالِّهم للترويج لهم بعَشْوَة في برنامجه .. فعليه أن يبحث لنفسه عن مجال آخر .. لاسيما وأن باقي محتوى برنامجه عادة ما يعتريه ضعف في المعلومات فضلاً عن أسلوب العرض الذي يغلب عليه الصوت العالي وكأنه يطرق على رأس الجماهير لتصدق ما يقول .

ينبغي على الإعلامي الأصيل دائماً أن ينحاز إلى إنسانيته وضميره، وأن يبتعد عن محاولة خداع الجمهور أو التعالي عليه .

وهنا يثور سؤال: هل الوطنية تعني الفساد والانحلال الخلقي وإظهار العداء لكل ماهو إسلامي وتبني النهج الإقصائى للمعارضين؟؟؟ .

والطريف أن مخرج الدعارة الوطني الزائف عندما تحدث مع الأراجوز الإعلامي عن الأزمة التى تعرض لها، وأنها كانت حملة اغتيال معنوي ضده، وأنه سافر إلى باريس من أجل لقاء زوجته وابنته ، ولكنه لم يتحمل حجم ما حدث بحقه بسبب أن توجهه السياسي ضد تيار الإخوان المسلمين .

ولم يقل مخرج الدعارة من الذى اغتاله معنويًا؟

هل هى جماعة الإخوان التي يعرف القاصي والداني أنها تتطهر من هذا الرجس ومن هذه الأخلاق المشينة؟

لكن حسب قاعدة  "كل ما تتزنق اتهم الإخوان" .. قاعدة أن الإخوان هم الذين أسقطوا الأندلس حسب خزعبلات الأهطل محمد الغيطي .

ولكن الذى اغتاله معنويًا هو جهاز المخابرات الذي سرب له الفيديوهات الإباحية ونشرها على نطاق واسع، لأنه أظهر أنه صاحب فضل على الانقلاب واعترض على التعديلات الدستورية  وبيع تيران وصنافير وخرج على النص المرسوم له ولأمثاله من المعارضة الزائفة، وقال يومها إن مقطع الفيديو "مزيف"، وأنه كل مرة يرفض فيها قانون .. تخرج تلك الفيديوهات للعلن ، وأنه ضحية لأجهزة المخابرات  !!

ولم ينس مخرج الدعارة أن يحدثنا عن التحسن الذي حدث في مصر ، ولم يقل لنا أن هذا التحسن هو الذي دفعه إلى العودة إلى مصر ليعارض من الداخل، وأنه مع العدالة الاجتماعية وداعم للفقراء الذين سحقهم الانقلاب الذي شارك فيه سيادته!!

وأخيراً وليس آخرًا .. فمن الواضح أن النظام مأزوم داخلياً، بدليل أنه أفلس ويبحث فى دفاتره القديمة، فقرر السماح بعودة خالد يوسف الذي اعترف بنفسه بتزوير 30/6 وأنه استخدم تقنيات مشروعة في إبراز كثافة المشهد، وأن  الحديث عن خروج ثلاثين مليون مواطن في ذلك اليوم كان مبالغة يستحيل تصديقها وإقناع الناس بها .