عبر حسابه على فيسبوك، نعى الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. علي القره داغي، المساعد أحمد إدريس صاحب فكرة الشفرة النوبية في حرب أكتوبر.
وقال "القرة داغي": " فقدت مصر بل الأمة الإسلامية رجلاً صادقاً وبطلاً حقيقياً... أحمد إدريس مبدع  فكرة "الشفرة النوبية" التي استخدمها الجيش المصري  في حرب 1973 وكانت من أسباب النصر. ".
وأضاف "عاش بقيم ومات بشرف ، ورحل في صمت، وسيخلد في ذاكرة الرجال وسجل العظماء ، حتى وإن غيبه البعض وحاول أصحاب الغواشي صناعة حجب وتمكين من ينهش قامة وقيمة وكرامة الأمة...رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون".

وتوفي المساعد أحمد إدريس ابن النوبة من قرية توماس وعافية بمحافظة أسوان الثلاثاء 21 سبتمبر، وهو صاحب فكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة في #حرب_أكتوبر عن عمر يناهز 84 عاماً .
وما ميز السفرة أنها "تُنطق ولا تُكتب"، واستخدمها المصريون لخداع الصهاينة.
يقول إدريس في واحد من حواراته "لاحظت القادة يتحدثون فيما بينهم عن البحث عن طريقة جديدة للشفرات غير معروفة بعدما استطاعت "إسرائيل" فك شفرات عديدة" .. فاقترح إدريس عليهم أن تكون الشفرة باللغة النوبية على اعتبار أنها لغة "محادثة" وليست لغة "كتابة" ويتحدث بها أبناء النوبة في مصر فقط .
وأضاف: "نقلت لقادتي إن اللغة النوبية تنقسم إلى قسمين بين أهلها وهم "لهجة نوبة الكنوز" و"لهجة نوبة الفديكا" ..
ويعود أصل "الكنزية" إلى اللهجة "الدنقلاوية" نسبة إلى دنقلة في السودان .. بينما يعود أصل "الفديكا" إلى اللهجة "المحسية" التي كان يتحدث بها سكان شمال السودان ..
وتابع "أبلغ قادتي الفكرة لرئيس الأركان الذي بدوره عرضها على الرئيس أنور #السادات ووافق على الفور وفوجئت باستدعاء الرئيس الراحل لي ..وصلت لمقر أمني لمقابلة الرئيس السادات وانتظرت الرئيس بمكتبه حتى ينتهي من اجتماعه مع القادة .. وعندما رأيته كنت أرتجف نظراً لأنها كانت المرة الأولى التي أرى بها رئيساً لمصر ..وعندما قابلني وشعر بما ينتابني من خوف وقلق اتجه نحوي ووضع يده على كتفي ثم جلس على مكتبة وتبسم لي وقال: فكرتك ممتازة ..لكن كيف ننفذها؟".
فقلت له لابد من جنود يتحدثون النوبية وهؤلاء موجودون في النوبة وعليه أن يستعين بأبناء النوبة القديمة وليس بنوبيي 1964 .. وهم الذين نزحوا بعد البدء في بناء السد العالي لأنهم لا يجيدون اللغة ..وهم متوفرون بقوات حرس الحدود ..
فابتسم السادات قائلاً: بالفعل فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود وأعرف أنهم كانوا جنوداً بهذا السلاح ..
وأضاف إدريس أنه بعد عودته إلى مقر خدمته العسكرية كان عدد المجندين 35 فرداً .. وعلم أنه تم الاتفاق على استخدام النوبية كشفرة وأنهم قرروا الاستعانة بالمجندين النوبيين والذين بلغ عددهم حوالي 70 مجنداً من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات ..
وتم تدريب الجميع .. وذهبوا جميعاً وقتها خلف الخطوط لتبليغ الرسائل بداية من عام 1971 وحتى حرب 1973 ..
وأكمل إدريس قائلاً إن السادات طالبه بعدم الإفصاح عن هذا السر العسكري .. وهدده بالإعدام لو أخبر به أحداً .. مضيفاً أن هذه الشفرة استمرت متداولة حتى عام 1994 وكانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات ..