فتحي السيد

استكمالاً لكيفية التعامل مع بناتنا في المراحل العمرية المختلفة لترسيخ عقيدتهن بأن الحجاب جزء لا يتجزأ من دين المرأة المسلمة نكمل فنقول:

مرحلة  السابعة عشرة وما بعدها:

أيتها الأم المؤمنة الصابرة: بارك الله في جهدك، وأثابك عليه خير الثواب، وأقر عينك بطاعة ابنتك، ولكن إن لم يمنَّ الله عليها بالحجاب حتى هذه المرحلة، فلا تقنطي من رحمة الله، واعلمي أن لحظة التوبة في علم الله، قد تكون قريبة أو بعيدة، المهم ألا تتوقفي عن محاولاتك، وفي هذه الحالة يمكنك أن تتبعي معها أسلوب الحوار الهادىء الهادف، وأن تتركي لها حرية الإجابة على الأسئلة التالية:

هل تحبين يا ابنتي أن تأخذي سيئة بكل شعرة ظهرت منك  لغير المحارم ؟

العاجز من اتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، فخالقك، وخالقك الدنيا وما فيها من متع ومباهج يقول:" قل متاعُ الدنيا قليل".

هل تقبلين أن تكوني من الفُجَّار الذين قال الله تعالى عنهم:" وإن الفجَّار لفي جحيم"الانفطار(14).

لعلك تعلمين أن الحياء ضده الفجور ، وهو  يعني عدم الخشية من الله تعالى،و المجاهرة بالمعصية، وهو ما تفعله المُصرَّة على عدم ارتداء الحجاب !

 إن الحجاب من أهم مظاهر العفة لدى النساء، حيث إنه ينطوي على جميع مفردات الطهارة، وكذلك الحياء أيضا، حيث يشتمل على مظاهر ومعاني الفضيلة والنقاء، والحجاب هو تاج المرأة المسلمة، حيث إنه من الفروض التي فرضها الله سبحانه وتعالى على النساء المسلمات، وله العديد من المزايا؛ فهو يحافظ على كرامة المرأة، و يظهرها بشكل يؤكد فضيلة التعفف، و يجعلها بعيدة كل البعد عن التبرج الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه في كثير من الآيات  وهو من المظاهر التي تشير إلى المجتمعات المسلمة، ومنها ما يشير إلى سلامة العقيدة، و قوة الايمان بالله وباليوم الآخر، وأن تلك الأمة هي أمة تخاف الله سبحانه و تعالى و تطمع في نيل الجنه.

حيث قال الله عز وجل في كتابه العزيز ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ) .

الحجاب يشجع المسلمة على الالتزام بالفرائض الإسلامية الأخرى مثل الصلاة والصوم وغيرها من الواجبات. الحجاب يجعل المرأة تخفي شعرها وتكون عزيزة النفس، بحيث يرى زوجها جمالها وليس غيره. يحمي الحجاب المرأة المسلمة من الأذى لأنها تظهر بإطلالة محتشمة، لا يظهر منها ما يثير الرجال ويجعلهم يضايقونها في الأماكن العامة.

أهمية الحجاب في الإسلام

للحجاب العديد من الجوانب الإيجابية التي تعود على المرأة والمجتمع بالفائدة

حيث أنه يحفظ المرأة ويصون عفتها ويحجب عنها سوء نوايا البشر.

بالإضافة إلى أنه له جوانب نفسية وفوائد أخرى والتي تتمثل في الآتي:

    الحجاب طاعة من المرأة لله عز وجل حيث قال الله في كتابه العزيز: “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ) سورة الأحزاب 36.

    الحجاب طهارة لقلب الرجل والمرأة  حيث يبعد الرذائل و يحصن المرأة من التعرض للمفسدات،

    ويبعد الرجل عن ارتكاب الفواحش، لأن الحجاب يستر فتن جسم المرأة، وقال الله عز وجل:” وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ” (الأحزاب – 53).

    الحجاب دليل على العفة: الحجاب علامة شرعية تشير إلى المرأة العفيفة وتميزها عن غيرها من النساء.

    حيث أن المرأة التي ترتدي الحجاب وفق الشرع والدين لا يجرؤ أحداً أن يمسها أو ينال من عفتها.

    حيث قال الله تعالى:” ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ” (الأحزاب – 59).

    الحجاب حياء وحياء المرأة في الحجاب والله سبحانه وتعالى وضع صفة الحياء في البشر ليزينهم ويجملهم،

    حيث أن الحياء يدعو للفضيلة ويستنكر الرذائل.

    الحجاب يدل على الايمان فالمرأة المحجبة تستر نفسها مخافة الوقوع في معصية الخالق،

    فهي تتقي الله وتلتزم بكل ما أمر به الله ورسوله، فقد قال الله عز وجل في القرآن الكريم: “يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ”(الأعراف – 26).