سيكون لدى فتاتك الكثير من الاعتراضات والتساؤلات التي تشغل بالها بخصوص الحجاب ،وفيما يلي ذكر بعضها، والرد على كل منها:

* أنا لا أقصد شيئا من ارتدائي هذه الملابس التي تسمونهامتبرجة(فما هي إلا موضة)

نعم، هذا ما يحدث في الغالب ولكن آن الأوان لأن تنتبهي لما ترتدين من ملابس، وأن تستبدلي بملابسك غيرها مما يرضي الله ورسوله؛ حتى لا تكوني-والعياذ بالله- من الذين يستبدلون " الذي هو أدنى بالذي هو خير"

* يعز عليَّ كثيراً أن يقل جمالي بسبب الحجاب

نعم قد يقل جمالك، ولكن ليس في كل الأحوال؛ فبعض المحجبات يكنَّ أكثر جمالاً بالحجاب، خاصة حين يعمُر الإيمان القلب فيمتلىء الوجه نوراً وبهاء، وتذكَّري أن الجنة هي سلعة الله، والله تعالى سلعته غالية؛ وأن الجنة محفوفة بالمكاره، وأن النار محفوفة بالشهوات؛ فلا تظني أن الطريق إلى الله سهل ممهد، ولكن البطولة الحقيقية هي أن تتخطي كل العقبات حتى تصلي إليه سبحانه، ولسان حالك يقول: "وعجلتُ إليك ربِّ لترضى"، فتكوني من الأبرار الذين قال الله تعالى عنهم" إنَّ الأبرارَ لفي نعيم ،على الأرائكِ ينظرون، تعرف في وجوهِهم نَضرةَ النعيم،يُسقون من رحيقٍ مختوم،خِتامُه مسكٌ،وفي ذلك فليتنافس المُتنافسون" المطففين2 2-27

* سيتسبب الحجاب في سقوط شعري

لك أن تعلمي أن هذا القول غي صحيح، والدليل قول الدكتور محمد ندا عن" تأثير الحجاب على صحة وسلامة الشعر:"  الحجاب حماية للشعر، فقد أثبتت البحوث والتجارب أن تيارات الهواء وأشعة الشمس المباشرة تؤدي إلى فقدان الشعر لنعومته وشحوب لونه، فتصبح الشعرة خشنة باهتة اللون، كما ثبت أن الهواء الخارجي الأكسجين) وتهوية الشعر، ليس له أي دور في تغذية الشعر؛ ذلك لأن الجزء الذي يظهر من الشعر على سطح الرأس وهو ما يعرف بقصبة الشعر،عبارة عن خلايا قرنية ليس بها حياة )وهي تستطيل بانقسام برعم الشعر الموجود داخل الجلد، وهذا الجزء النشيط والذي يؤدي انقسامه إلى استطالة الشعر بمعدل نصف ملليمتر كل يوم، يحصل على غذائه من الأوعية الدموية داخل الجلد، ومن هنا نستطيع القول بأن صحة الشعر تتبع صحة الجسم عامة، وأن أي شيء يؤثر على صحة الجسم من  مرض أو نقص في التغذية يؤدي إلى ضعف  في الشعر .

وفي حالة ارتداء الحجاب، يجب غسل الشعر بالصابون أو الشامبو مرتين أو ثلاثاً في الأسبوع، حسب درجة تدهن البشرة؛ بمعنى أنه إذا كانت البشرة دهنية فينبغي غسل الشعر ثلاث مرات في الأسبوع، وإن كانت غير ذلك، فيكتفي بغسله مرتين أسبوعيا وينبغي ألا يقل تكرار غسل الشعر عن هذا المعدل في كل الأحوال إذ إنه بعد مضي ثلاثة أيام تبدأ الدهون في التحلل إلى أحماض دهنية، وهذا يؤدي إلى كسر قصبة الشعر أي: تقصف الشعر .

*إن الحجاب يعوق حركتي

"لقد لقيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة كفيلة بأن تصون عفتها، وتجعلها عزيزة الجانب، سامية المكان، وإن الشروط التي فرضت عليه في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة، وهذا ليس تقييداً لحريتها بل هو وقاية لها من أن تسقط في درك المهانة، ووحل الابتذال، أو تكون مسرحاً لأعين الناظرين"

  كما أن  الحجاب لا يتقيد بلباس معين، وإنما هو كل ما يستر العورات، ولا يصفها، أو يشف عنها، فلك أن ترتدي ما يناسب حرية حركتك مما يحقق الحجاب الصحيح، وتذكري أن أمهات المؤمنين والصحابيات كن يتحركن بكامل الحرية.. يسافرن، ويحاربن مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعالجن الجرحى، ويمارسن شتى الأنشطة  في الحياة، دون أن يعيقهن الحجاب عن الحركة؛ فالمشكلة لا تكمن في الحجاب إذن!!!

ولكن  القيود الحقيقية  هي التي جاءت في  الآية الكريمة:" إذِ الأغلالُ في أعناقِهم والسلاسلُ يُسحبون"!!!

*أخشى أن أفقد أناقتي بعد الحجاب

كان هذا الاعتقاد الخاطىء يسود بين الفتيات ولكن الآن- بعد أن امتلأت المحال التجارية بأزياء المحجبات من شتى الموديلات، والألوان، وأنواع الأقمشة، حتى أن غير المحجبات قد أقبلن على ارتدائها من شدة أناقتها - لم يبقَ لك من عذر!

ولا تظني أن الإسلام يريدك رثَّة الثياب سيئة المظهر، ولك أن تراجعي سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي كان نظيفاً يدعو للنظافة، أنيقاً يدعو للأناقة، وعلى الرغم من هموم ومشاغل أمته كان يحرص على التطيُّب مع أن عَرَقه كان أطيب من الطيب، وعلى دَهْن شعره ولحيته ليكونا في أبهى منظر!!

فالمسلم قدوة لغيره؛ لذا يجب أن يكون أنيق المظهر، أنيق التصرفات.

ولك أن تستمعي لما قالته "فابيان "أشهر عارضة أزياء فرنسية سابقا، بعد أن هداها الله للإسلام: " لولا فضل الله علي َّو رحمته بي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الإنسان ليصبح مجرد حيوان كل همه إشباع رغباته وغرائزه بلا قيم و لا مبادئ " لقد قالت ذلك بعد أن ارتدت من أفخر ا لثياب ما لا تحلم به أية فتاة،  و جربت من خطوط الموضة ما تتو ق له أ ية امرأة، ،ولكنها أدركت  أن كل ذلك سرا ب خادع، وأن نهاية الإنسان -لا محالة- للحساب ،جعله الله تعالى لنا ولك يسيراً إن شاء الله 

*أخشى أن أبدو  أكثر وزنا أو تختفي رشاقتي بعد الحجاب

وما يمنعك بُنيتي  عن تلبية نداء الحق : سَابِقُوا إلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)) [الحديد: 21]؟!!!

إن كل يوم يمضي  يزيدك من الآخرة قرباً، وعن الدنيا بُعدا؛ فماذا أعددت لنفسك بعد الموت؟

اركبي ـ يا بنيتي   ـ قطار التوبة قبل أن يرحل عن محطتك تأملي ـ يا حبيبتي ـ في هذا العرض اليوم قبل الغد فكِّري فيه ـ يا قرة عيني  ـ الآن قبل فوات الأوان!!!

*إن الحجاب يكلِّفني مادياً أكثر من ملابس التبرج،فالعباءات غالية الثمن، وتفصيلها يتطلب كمَّاً أكبر من القماش، هذا ناهيك عن أغطية الرأس.

نعم هذه حقيقة ولكن ألا يستحق المولى سبحانه الذي أنعم عليك بنعم لا تحصى أن تضحي من أجله بخزانة ملابسك، ويكون ثوابك أن تصبري على البدء بثوب أو ثوبين حتى تمتلىء خزانة ملابسك،ويكون ثوابك رضوانه وأمانه؟

إن ما تنفقين من أجل طاعته تعالى هو في سبيل الله،وأنه لابد سيجزيك عنها خيرا في الدنيا والآخرةكما أن ملابسك وكل ما تملكين هو من رزقه تعالى؛ فهل تنفقين رزقه في معصيته؟!!!

ثم هل تعلمين يا ابنتي  أن المرأة المسلمة لا يجوز لها الخروج من المنزل بأي حال من الأحوال حتى يستوفي لـبـاسـهـــــا الشروط المعتبرة في الحجاب الشرعي والواجب على كل مسلمة تعلُّمها، فنحن جميعا نحرص على تعلم أمور الدنيا ولكن لا يصح أن ننسى   الأمور التي تنجينا من عذاب الله وغضبه بعد الموت ، ألم يـقـل الله تعالى : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) [النحل: 43]،  إذن فتعلمي شروط الحجاب!فإذا كان لا بد من خروجك ،فــلا تخرجي إلا بالحجاب الشرعي؛ إرضاءً للرحمن، وإذلالاً للشيطان؛  لأن مفسدة خروجك بدون حجاب أكبر من مصلحة خروجك للضرورة فلو صَدَقَتْ نيّتُك  يا بنيتي وصـحّـــتْ عـزيـمـتُـك لامتدت إليك ألف يدٍ خيِّرة، ولسهل الله تعالى لك الأمور ! أليس هو القائل : وَمَن يـَـتَّـقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً   وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)) الطلاق:( 2، 3 )

والدليل هو هذا العدد الكبير من المحجبات ، لك أن تسألي واحدة منهن كيف امتلأت خزانة ملابسها تدريجياً بعد الحجاب،لعل جوابها يريحك .

   *الجو حار في بلادي وأنا لا أتحمله ، فكيف إذا لبست الحجاب ؟ 

إذا كانت بلادك من هذا النوع؛ فهل تذكري كيف كان جو  "مكة"  والجزيرة العربية بأسرها قبل أن يكون لديهم أجهزة التكييف؟ وهل ترددت المسلمات الأوليات  في ارتداء الحجاب لهذا العذر؟ هل كانت الخيام تمنع عنهن الحر؟؟   كلا !  ولكنهن امتثلن لأمر الله مهما تكن الظروف، حباً له ،وإيماناً به بل لعلك سمعت من إحدى المحجبات أنها لا تشعر بالحر إلا بعد أن تعود لمنزلها وتخلع الحجاب!!! فهذا والله يحدث يا بنيتي في أشد الأيام حراً، لأن من يتَّقِ الله يجعل له مخرجا، ولأن من ترتدي الحجاب حباً في الله لا تشعر بتبعاته، لأن حبها لله ينسيها ما تعانيه من أجله هذا لمن تحب الله  تعالى حق الحب،أما  من عداها  فأود  أن أذكِّّرها بأن  حر بلادها لن يصل في درجته إلى نار جهنم، وقانا الله وإياها منها، " قُل نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ" [التوبة: 81]

*سأرتدي الحجاب  يعد أن يتقدم الشاب المناسب لخطبتي

ومن هو الشخص المناسب في نظرك؟ الدَّيوث الذي مقره النار لأنه يرضى أن يرى الغير عورات زوجته؟

إن من يتقدم لخطبتك وأنت سافرة يعنى-في الغالب- رضاه عن ذلك، وإن حاولت ارتداء الحجاب بعد الزواج؛ فسوف يعترض ويحاربك؛ لأنه يريدك كما رآك أول مرة، فهل تفضلين رضاه على رضا الله عز وجل؟ وهل تبيعين الجنة بزوج لا يطيع الله فيك؟

أما إن اختارك الشاب وأنت تزهين بحجابك، فهذا يعني موافقته الضمنية على ذلك ويعني أنه تقي إن أحبك أكرمك ،وإن كرهك لم يظلمك.

وتذكَّري أنك إن بنيت حياتك  الزوجية على أساس من معصية الله ،فهل تعتقدين أن تنجح هذه الزيجة؟؟  كما أن الزواج نعمة من الله يعطيها من يشاء، فكم من محجبة تزوجت، وكم من سافرة لم تتزوج!!!وإذا قلتِ: "إن  عدم ارتدائي للحجاب هو وسيلة  لغاية طاهرة، ألا وهي الزواج،  فإني أقول لك: إن  الغاية الطاهرة لا تبيح الوسيلة غير الطاهرة في الإسلام، فإذا شَرُفت الغاية فلا بد من طهارة الوسيلة؛ لأن قاعدة الإسلام تقول: "الوسائل لها أحكام المقاصد")

*سأرتدي الحجاب بعد ليلة زفافي كي أستطيع ارتداء ما أريد من الثياب

ولماذا لا تتطهرين من ذنوبك وتبدأين حياتك الزوجية وأنت طائعة مستريحة البال والضمير ؟

وهل تظنين أن تأجيل طاعة الله من أجل أمر دنيوي ينتج عنه توفيق في ذلك الأمر؟!!!

إن ضمنت أن يطول عمرك لما بعد ليلة زفافك؛ فلك أن تنتظريه ثم تتوبي و ترتدي الحجاب.

أما إذا كان المدعوون إلى  حفل زفافك يقتصرون  على النِّساء  المسلمات ،والأقارب المحارم كالأبِ والأخ والعم والخال-وذلك بمَعزِل عن الرجال الأجانب- فلا بأس من الظهور بكامل زينتك،مع مراعاة حدود العورة الشرعية أمام هؤلاء.

*إن زوجي أو خطيبي )يرفض أن أرتدي الحجاب

نعم إن هذا يحدث للأسف، ولكن هل يضمن لك زوجك  الجنة؟ إن كانت الإجابة هي نعم؛ فلا بأس من طاعته، ولكن أن يكون الزوج سلمك لجهنم؛ فهذا مالا أرضاه لك ولا ترضينه لنفسك بالطبع! وتذكري قول الرسول صلى الله عليه وسلم:" لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"،فزوجك  عبد ضعيف  فان عاجز لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرا، ًولا موتاً ولا حياةً ولا نُشورا، ناصيته بيد الملِك، فسِيري في طاعة الملِك يعطك كل شيء، فقلوب العباد -ومنهم زوجك- بيده تعالى، أما إن أصر هذا الزوج على موقفه؛ فلا تربطي مستقبلك في الدنيا و مصيرك في الآخرة به، فلا خير فيه إن كان عاصيا لله؛ والله قادر

على أن يعوضك خيراً منه، إن لم يكن في الدنيا الفانية ففي الآخرة الباقية إن شاء الله

 

*سأفقد زوجي إن أنا ارتديت الحجاب لأنه سيرى غيري أجمل مني

لعلك تعلمين أن الحجاب مطلوب  أمام غير المحارم فقط؛ وأنك في بيتك تستطيعين أن تظهري جمالك لزوجك كما تشاءين، بل هو فرض عليك، كما أن جمال وجهك ليس هو كل  المطلوب للاحتفاظ بحب زوجك، فجمال الروح، والعقل ،وحسن الطبع يزيدونك جمالاً وجاذبية.

و للشيخ محمد متولي الشعراوي-رحمه الله- قول لطيف في هذه المسألة، يقول:" لو أن كل امرأة التزمت بالحجاب الشرعي –كما أراد الله- وسترت مفاتنها إلا عن محارمها، لظل كل زوج معجباً بزوجته، و لأصبحت الزوجة  أجمل من يرى من النساء، لأنه لا يرى مفاتن الأخريات، وفي هذا حماية لزوجك وأزواجهن! فإن صانت المرأة  أزواج الأخريات بستر محاسنها، ستر  الله عن زوجها محاسن الأخريات فأصبحت في عينيه أجمل النساء!!!