د. عز الدين الكومي

اللواء فؤاد علام وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق .. يسمونه زوراً وبهتاناً خبيراً أمنياً، لكن الحقيقة غير ذلك، فهو خبير تعذيب قاتل، يكذب، ويتحرى الكذب، وبدلاً من أن يتوب إلى الله ويعمل شيئاً لآخرته ويعتذر عن جرائمه وقد أصبحت خطواته نحو القبر معددوة،  حيث لاتنفعه نياشين ولارتب ولا ألقاب ... نجده يصرُّ على اختلاق الأكاذيب كعادته، فقد زعم أن كتاب "دعاة لاقضاة" كان من إعداد الأمن في هذه المرحلة ، وكتبه الشيخ "جمال قطب" وأن الأمن استغل هذا الكتاب من أجل زيادة انشقاق التيار القطبي والإخوان البناويين ، وكنا نسعى لأن يكون هناك انقسامات أكثر" .
وهذه ليست أول أكاذيب خبير التعذيب؛ فقد زعم فى كتابه "الإخوان وأنا"  أن الإخوان المسلمين لم يذهب واحد منهم إلى فلسطين، ولم ترق نقطة دم من واحد منهم ، على الرغم من أن شهادة اللواء أحمد المواوى باشا تدحض أكاذيب خبير التعذيب هذا .
فقد وقف اللواء أحمد المواوي رحمه الله أمام محكمة استئناف القاهرة في قضية السيارة الجيب 1951 والتي اتهم فيها عدد كبير من الإخوان 1948.
وقال : "إنه عند دخول الجيوش النظامية أرض فلسطين تحت قيادته كان يقاتل فيها متطوعون من الإخوان المسلمين، وكان منهم المتطوعون في معسكر البريج، وقد استعان الجيش النظامي بالإخوان المسلمين فى بعض العمليات الحربية أثناء الحرب كطلائع ودوريات وما إلى ذلك .. واستخدمناهم كقوة حقيقية تعمل إلى جانبنا الأيمن في الناحية الشرقية، وقد اشترك هؤلاء المتطوعون من الإخوان في كثير من المواقع أثناء الحرب في فلسطين، وبالطبع كنا ننتفع بمثل هؤلاء في مثل هذه الظروف، و قام المتطوعون بعمليات نسف في صحراء النقب لطرق المواصلات وأنابيب المياه لفصل المستعمرات الصهيونية" .
أما كتاب "دعاة لا قضاة" الذي يدّعي فؤاد علام أن الأمن هو الذي أعده .. فقد علم القاصي والداني أن مؤلفه هو المستشار حسن الهضيبي_ رحمه الله_ والذي كان يعمل مستشاراً بمحكمة النقض، لكنه استقال من سلك القضاء بعد اختياره مرشدًا عامَّا للإخوان المسلمين عام 1951م.
 وقد اعتُقِل رحمه الله في 13 يناير 1953م ، وأفرج عنه في شهر مارس من نفس العام ، واعتقل للمرة الثانية أواخر عام 1954م وصدر عليه الحكم بالإعدام، ثم خفف إلى المؤبد ، ونقل بعد عام من السجن إلى الإقامة الجبرية، لإصابته بالذبحة، ولكبر سنه رُفعت عنه الإقامة الجبرية عام 1961م ، ولكن أعيد اعتقاله مرة أخرى يوم 23 أغسطس 1965م من الإسكندرية، وحوكم بتهمة إحياء التنظيم، وصدر عليه الحكم بالسجن ثلاث سنوات، وبعد انتهاء محكوميته أعيد اعتقاله مرة أخرى .
وشاءت إرادة الله تعالى في هذه الأحوال أن يَكتُبَ المستشار حسن الهضيبي _ رحمه الله _ هذا الكتاب الوافي الذي وقى الله به مصر والأمة شر فتنة التكفير . 
وقد عرض الكتاب على كل الإخوان المعتقلين وكان عبارة عن بحوث فقهية وليست كتابا بالمعنى المتعارف عليه ، وكان كل أخ من الإخوان يطلع على هذه البحوث ثم يقول رأيه .
 وأذكر هنا أن أحد الإخوان وهو مازال حيًا يرزق عندما عُرِضتْ عليه هذه البحوث قال: لن أوافق عليها حتى أدرسها بعناية، واستغرق ذلك شهرًا كاملًا ، وبعد هذا الشهر شرح الله صدره وأبلغ إخوانه بأنه موافق على كل ما جاء فى الكتاب .
وبعد كل ذلك يخرج فؤاد علام الذى اعتاد الكذب ليزعم أن الشيخ "جمال قطب" - الذى كان طالباً في الثانوية الأزهرية في ذلك الوقت -  هو الذي كتب هذا الكتاب العظيم الذى ساهم في كتابته وإقراره سبعة من فقهاء الإخوان مع فضيلة المرشد آنذالك المستشار حسن الهضيبي رحم الله الجميع .
وكما يقول المثل الشعبي  الروسي "في مستنقع الكذب لاتسبح إلا الأسماك الميتة".
فأسماك فؤاد علام  خبير التعذيب لا تسبح  إلا فى مستنقع كذبه الآسن، وعلى الفضائيات الانقلابية المخابراتية، ومع أرجوزات إعلام العسكر !! . 
 يذكر أن الأستاذ عمر التلمساني المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الذي تولى مرشدا للجماعة بعد وفاة المستشار الهضيبي  _ رحمه الله _  قد قال في حواره مع مجلة المصور المصرية عام 1982 وفي معرض رده على سؤال عن ظروف تأليف كتب "دعاة لاقضاة" : "هذه الفكرة نشأت بين صفوف الشباب الذي تعرض للتعذيب والذي رأي أسلوب الإخوان المسلمين في السير علي منهاج المسالمة " ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ" سورة النحل آية 125 ، هذا الشباب الذي تأثر بالتعذيب لم يعجبه أسلوبنا، وقالوا إن هذا الأسلوب لا ينفعهم، وبدءوا يتجمعون، وعندما كثر عددهم، وبلغ هذا الكلام الأستاذ الهضيبي ـ رحمه الله ـ وكان معهم في المعتقل ، ففكّرنا فى علاج هذه الأفكار داخل المعتقل، فكنا نستدعى بعضهم، ونجلس للتحدث معهم، ولكنهم كانوا قد اتخذوا لأنفسهم أسلوبا شيعيا وهو أسلوب " التقية " يتحدث معك علي أنه مقتنع وهو غير مقتنع ، فكانوا في جلستهم مع الهضيبي يسلمون بصحة آرائه ولكنهم يخرجون كما دخلوا .. وعندما وجد الأستاذ الهضيبي أن المسألة اشتدت استدعي بعض الإخوان الذين كانوا علي شيء من الدراية بأحكام الشرع وطلب منهم أن يدلوا بآرائهم في هذا الموضوع .
 فكتب بعض الإخوان آراءهم في موضوع التكفير وأجمعوا علي أنه من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما.. فبدأ إعداد كتاب "دعاة لا قضاة" .
وعندما سأله المراسل عن الذي ساهم في وضع هذا الكتاب ؟
أجاب رحمه الله قائلاً:  أكبر المساهمة كانت من الأستاذ الهضيبي وكان مستشارا في محكمة الجنايات .
 وجمهرة من الإخوان لا تزيد على 7 أفراد شاركوا الأستاذ الهضيبي في جمع المعلومات والأسانيد والأدلة وقدموها له وهو كتب الكتاب" . وحسبنا هذا دليلا على أن الإخوان المسلمين على لسان مرشدهم ينفون التكفير والعنف والإيذاء ، ورغم ذلك يصر الناس علي اتهام الإخوان المسلمين بالعنف والتكفير .
و لم نسمع من قبل أن خبير التعذيب كذب تصريحات الأستاذ عمر التلمساني، أو شكّك فى صحتها  بالرغم من نشرها في مجلة مصرية معروفة آنذاك !!
وقانا الله وإياكم شر الكذب والكذابين .