بسم الله الرحمن الرحيم

في توقيتٍ يدَّعي فيه النظام المصري السعيَ لإصلاح شامل، يُخرج الوطنَ من حالة الاحتقان التي يحياها على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، يصرُّ النظام على العودة بحالة الحريات إلى مربع الصفر؛ بتصعيد غير مبرَّر يزيد الأمور تعقيدًا، ويهزُّ صورةَ مصر، ويؤكد على التعاطي الأمني لكافة ملفات الوطن؛ وذلك عبر حملة شهدت اعتقال عشرات الإخوان المسلمين، وفي مقدمتهم المهندس خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد العام.

 

والإخوان المسلمون إذ يستنكرون هذه الهجمةَ فإنهم يعتبرونها تأتي في إطار حملةٍ تحريضيةٍ منظَّمة ومرتَّبة سلفًا، أرادت أن تتخذ من مسرحية اصطلحت بعض أجهزة الإعلام- بقصد أو بغير قصد- على تسميتها "بميليشيات الأزهر" ذريعةً لتصور الإخوان على أنهم جماعة لها من الأغراض غير المعلنة ما يتسم بالعنف.

 

والإخوان المسلمون إذ يؤكدون أن مثل هذه الحملات التشويهية المغرضة والأمنية غير العقلانية لن تثني الجماعة عن رسالتها ودعوتها الإصلاحية، ولا يمكن أن تنال من ثوابت الجماعة التي ترفض العنف وما يتصل به من رؤى وأفكار، إلا أنها تنأى في ذات الوقت بكل صاحب رأي أن يتورَّط في تمثيلية هزلية تفترض غير الواقع، ورغم ذلك أكد الإخوان خطأ ما تمَّ من طلاب الأزهر ورفض مثل هذه الفعاليات، حتى وإن كانت على سبيل المحاكاة التمثيلية.

 

وأخيرًا فإن خُطى الإخوان المسلمين على درب الإصلاح في مصر وعبر القنوات الدستورية والقانونية لن يُعيقَها أيُّ إجراء أمني مستبدّ أو تشويه إعلامي مزوّر، وتبقى الحرية مطلبًا أساسيًّا لكل من يعمل لصالح هذا الوطن وأهله ولكل الشرفاء الذين تم اعتقالهم فجْرَ الخميس وغيرهم ممن يقعون تحت الطوارئ والاستثناءات من القوانين.

 

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ و﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾

 

محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين

القاهرة في: الخميس 23 من ذي الحجة 1427هـ= الموافق 14 من ديسمبر 2006م