د. عز الدين الكومي

يمثل المعلم "يعقوب" في تاريخ مصر نموذجًا لخيانة الوطن؛ فهو الذي تعاون مع  المحتل الفرنسي ليكون المسئول المالي من قِبَل نابليون، وقد أدانت الكنيسة المصرية مسلكه، واعتبرته يفتح بابا للفتنة بين أبناء الوطن الواحد .
وقد كلف نابليون المعلم يعقوب الخائن بمرافقة الجنرال "ديزيه" في حملته على الصعيد؛ لجمع الأموال وفرض الضرائب .
وبعد رحيل نابليون إلى فرنسا ترك أمر الحملة الفرنسية للجنرال كليبر الذي قام بدوره بقمع ثورات المصريين بوحشية بالغة، وقسوة، وانتقام .
وكان للمعلم يعقوب دور كبير في قمع ثورة الشعب وتعقُّب الثوار والقضاء عليهم في القاهرة والأقاليم .
ويقتدي بالمعلم يعقوب نفر ممن نهبوا أموال الشعب، وتنكروا لحق الوطن؛ فكان سبيلهم التهرب من الضرائب، وجمع المال من جيوب المصريين، دون أن تكون مشروعاتهم ذات جدوى حقيقية تعود بالفائدة على الوطن الذي لا يملون من ملء أشداقهم به ليل نهار.

  وقد تجلى دورهم واضحا في التخطيط للانقلاب على الرئيس المنتخب د. محمد مرسي رحمه الله تعالى، وتقويض التجربة الديمقراطية، وهو ما اعترف به أحدهم لاحقاً، وقد واصل تهربه من دفع الضرائب على أرباحه المليارية .
عندما نجح كليبر في إخماد الثورة فرض على المصريين غرامات كثيرة عقابًا لهم على هذه الثورة ، لكنه في الوقت نفسه كافأ المعلم يعقوب على ما قدمه للفرنسيين من  خدمات ودعم ومعونة عسكرية بأنَّ سلطه على المصريين المسلمين يفعل بهم ما يشاء .
وهو تقريبا نفس الدعم الذي قدمه قائد الانقلاب للملياردير حفيد المعلم يعقوب، رداً للجميل ودورهم المشبوه في الانقلاب !! . 
ولم يكتف الجنرال كليبر بذلك بل منح المعلم "يعقوب" رتبة كولونيل ، وجعله على رأس فرقة عسكرية من شباب القبط ، وأوكل أمر تدريبهم لعدد من الضباط الفرنسيين . 
وعلى الرغم من عدم منح النظام الانقلابي رتبة كولونيل أو جنرال لحفيد المعلم يعقوب، إلا أنه غضّ الطرف عن ممارساته الإجرامية بحق الوطن من خيانة وجرائم تكفي لوضعه خلف الأسوار بدلا من الأحرار والشرفاء .
وكما  حاول البعض أن يمحو عن المعلم يعقوب وصمة الخيانة للأمة المصرية وخطيئة العمالة للاحتلال الفرنسي ، وحاول أن يجعل منه رائدًا للتحديث وداعية من دعاة الاستقلال عن المماليك والعثمانيين جميعًا عن طريق تكوين جيش مصري مدرب على الطراز الغربي يكون أداة لاستقلال مصر .. فقد حاول هذا البعض غسل العار عن الحفيد الملياردير  ومواقفه المخزية ونعته بالوطنية بالرغم مما يرتكبه من فساد وإفساد ونشرٍ للرذائل بكل أنواعها ، حتى وصل الأمر ببعض الحمقى أن ينعته بالحاج ....! . 
لكن الحماقة التي أعيت من يداويها ظهرت فى أحطّ صورها على لسان المدعو "محمد الباز" والذي تم تكليفه من جهة سيادية بأن ينهش لحم حفيد المعلم يعقوب حسب السيناريو المرسوم !!
الطريف في الأمر أن الهجوم على حفيد المعلم يعقوب جاء من خلال حملة ممنهجة شنتها أذرع الانقلاب بعد أن قال : "يجب أن تكون الدولة جهة تنظيمية وليست مالكة للنشاط الاقتصادي" مضيفًا أن "الشركات المملوكة للحكومة أو للجيش لا تدفع ضرائب ، وأن المستثمرين الأجانب خائفون بعض الشيء ، وأنا عن نفسي لا أخوض عروضًا عندما أرى شركات حكومية ، إذ أن ساحة اللعب لم تعد متكافئة" .
وقد ركز إعلام الانقلاب على أن الرجل فاسد وكوّن ثروة مطعون في نزاهتها ومشهود على سقوطها في مستنقع الجرائم التي تصل إلى درجة خيانة هذا الوطن .

والواضح أن الحملة الموجهة ضد حفيد المعلم يعقوب ستكون محدودة فالرجل مسنود، وله ظهر؛ ولذلك فهي تدخل ضمن مسلسل إلهاء الشعب المصري في ظل حالة الفشل التي يعيشها النظام ، فضلاً عن فضيحة العملية "سيرلي" التي كشفها موقع "ديسكلوز" الفرنسي والتي كشفت عن تعاون عسكري استخباري فرنسي مصري منذ عام 2016 ، كان الهدف منه مكافحة الإرهاب على الحدود المصرية الليبية ، ثم تحولت إلى عمليات قتل منظمة من قبل النظام الانقلابي ، عبر عمليات قصف نفذتها طائرات فرنسية بطلب من النظام الانقلابي بزعم محاربة الإرهاب!!؟
والذي أدى إلى حجب موقع "ديسكلوز" الفرنسي في مصر لحجب الحقائق لكن هيهات أن تُحجب !!