يأتي العاشر من ديسمبر من كل عام ليُذّكر العالم بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صدر عام 1948م، وقد كان مأمولاً أن تكون تلك الذكرى مناسبة لاحتفال حقيقي بتقدم ملموس في إعلاء شأن الكرامة الإنسانية وسيادة العدل واختفاء الظلم، لكن- للأسف - أينما يمّم الناس وجوههم في عالمنا اليوم، تحاصرهم حالة مزرية لحقوق الإنسان، سواء على مستوى المعتقد أو المساواة أو الحق في الحياة والعيش الكريم أو حقوق المواطنة .
لقد باتت محاربة الأديان وتشويهها في أولويات أجندة من يتشدقون بحقوق الإنسان، ومن أخطر مظاهرها ربط الإسلام بالإرهاب ومحاولة فرض الثقافة الغربية بكل مكوناتها وفرض ما يسمى بـ"الديانة الإبراهيمية" ، انحيازاً للمشروع الصهيوني .
وبينما ينادي البعض بحرية الاعتقاد، تُقاسي الأقليات المسلمة من الإيغور إلى الروهينجا، ومسلمي الهند وكشمير وغيرهم الاضطهاد ومحاولات تذويب هويتهم دون أن يحرك دعاة حقوق الإنسان ساكنا!
ويستمر الصلف الصهيوني في عدوانه على أهلنا في القدس وفلسطين وتتواصل حملات التنكيل بالأحرار والحرائر خلف قضبان السجون المصرية ، وليس بعيدا منا مسلسل إبادة الشعب السوري وتمزيق اليمن وحصار شعبه الأبي ومحاولة إعادة الحكم الديكتاتوري إلى ليبيا .
 ووسط هذه الانتهاكات تنطلق حملة واسعة في الغرب دفاعا عن حق الشذوذ الجنسي الذي حرمته  جميع الأديان، بدعوى حماية حقوق الإنسان !
لقد جاء الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعد ما يزيد على ثلاثة عشر قرنا من إعلان النبي صلى الله عليه وسلم لأول ميثاق لحقوق الإنسان في حجة الوداع ، وإن العالم اليوم في حاجة إلى دراسة وتطبيق حقيقي لذلك الميثاق بموضوعية وإنصاف .
وفي كل الأحوال فإن مكافحة الديكتاتورية واحترام حقوق الإنسان بلا تمييز يظل هو الطريق الأمثل لاستقرار العالم وانطلاقه نحو التنمية والازدهار .
د.طلعت فهمي
المتحدث الإعلامي باسم جماعة " الإخوان المسلمون ".
الجمعة 6 جمادى الأولى 1443هـ- 10ديسمبر 2021م