قُتل ثلاثة أشخاص، يوم الخميس، وأصيب العشرات من المتظاهرين المشاركين في مليونية 6 يناير في السودان، رفضاً للانقلاب العسكري.

وذكرت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان نشرته على صفحتها الرسمية في "فيسبوك"، أن شخصا لم يتم التعرف على بياناته بعد، ارتقى إثر إصابته برصاص حي بالرأس من قبل قوات السلطة الانقلابية خلال مشاركته في مليونية 6 يناير في مواكب محلية أم درمان".

وأشارت اللجنة إلى أن عدد القتلى بعد الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر ارتفع إلى 60، حصدتهم آلة الانقلاب.

وتحوّلت منطقة وسط الخرطوم، وبالقرب من القصر الجمهوري، يوم الخميس، إلى ساحة معركة بين الشرطة والمشاركين في مواكب مليونية 6 يناير رفضاً للانقلاب في السودان.

واستخدمت الشرطة مختلف وسائل قمع التظاهرات، من بينها عبوات الغاز المسيل للدموع، التي غطّت سماء المنطقة وأدّت لتصاعد ألسنة اللهب، بينما لجأ المتظاهرون إلى استخدام الحجارة وإغلاق الطرق بالمتاريس، وتمكنوا بعد 3 ساعات من الكرّ والفرّ من التقدم والاقتراب من محيط القصر، قبل أن تصدّهم قوات الشرطة من جديد، وتسحبهم إلى منطقة موقف شورني، جنوباً.

وتم نقل العشرات من المتظاهرين الذين أصيبوا إلى عيادات ميدانية وإلى المشافي القريبة. وأغلقت السلطات الأمنية منذ الصباح الباكر منطقة وسط الخرطوم وكلّ الجسور المؤدية إليها وقطعت كلّ خدمات الاتصالات، من إنترنت واتصالات هاتفية ومحطات أرضية، وأفرغت مواقف المواصلات من الحافلات، ونفذت عمليات تفتيش واسعة للطرقات، كما منعت المواطنين من الوصول إلى وسط الخرطوم.

    وخرج آلاف السودانيين إلى الشوارع مجدداً، اليوم الخميس، للاحتجاج على هيمنة العسكريين على السلطة منذ انقلاب قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان على شركائه المدنيين قبل أكثر من شهرين، بحسب ما قال شهود.

ودعت لجان المقاومة السودانية، ويدعمها تجمع المهنيين السودانيين وتحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير"، في وقت سابق، لمليونية 6 يناير، الخميس، والتي حظيت بترويج كثيف على وسائل التواصل الاجتماعي ووسط الأحياء. كما تأتي هذه المليونية وسط ضغوط دولية تقودها الولايات المتحدة على أطراف الأزمة السودانية للجلوس إلى طاولة الحوار تحت رعاية دولية لإيجاد مخرج عاجل.

وتُعدّ هذه المظاهرات الثالثة من نوعها خلال الأسبوع الحالي بعد مواكب 2 و4 يناير الحالي، والرابعة عشرة منذ الانقلاب الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبرالأول الماضي.

وأطلق تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير" على حراك اليوم اسم "مواكب مليونية الجبهة الموحدة لمقاومة الانقلاب"، مشيراً إلى أنها تأتي "استمراراً للتصعيد الثوريّ السلميّ من أجل هزيمة انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر".

وفي الساعات الأولى من صباح الخميس، وحسب شهود عيان، بدأت السلطات في نشر وحدات من الجيش والشرطة والدعم السريع في عدد من النقاط بوسط العاصمة الخرطوم، وأغلقت الطرق المؤدية لمحيط القيادة العامة للجيش.

كما سيّرت دوريات شرطة جابت عدداً من الأحياء. ولم يصدر بيان على الفور بإغلاق الطرق والجسور المؤدية إلى منطقة وسط الخرطوم، كما حدث خلال احتجاجات سابقة. وقال مرصد "نتبلوكس" لمراقبة انقطاعات الإنترنت على موقع "تويتر"، الخميس، إنّ خدمات الاتصال والإنترنت في السودان تعطلت في ما يبدو قبيل الاحتجاجات.

وقُتل ما لا يقل عن 57 شخصاً خلال الاحتجاجات الشعبية ضد الانقلاب العسكري في السودان، منذ 25 أكتوبر الماضي، كما جرح المئات واستطاعت المواكب الوصول إلى محيط القصر الرئاسي مرتين كسرت فيهما كل الحواجز الأمنية.