بقلم: محمد السروجي*

الشارع المصري يغلي وقد يصل لدرجة الانفجار لأن الإناء مغلق! أحداث جسام وثقوب في نسيج الوطن يفتحها نظام الحكم على نفسه وشعبه لتدني ذكائه السياسي وإصراره على رؤيته الأحادية في التعامل مع الأحداث واعتماده على ذراعه الأمني! مطالب مشروعة وعادلة وقضايا متوقعة تبدأ صغيرة وذات خصوصية بمكانها وزمانها ثم تنفخ فيها الآلة الإعلامية الحكومية بالتحريضِ لتضغط على القيادة السياسية (الموجودة خارج نطاق الخدمة)، وينطلق الذراع الأمني بالتعامل شديد القسوة وتلفيق التهم والاعتقال وغلق الشركات والعيادات والصيدليات وعلى الطرفِ الأخر أحداث ومخالفات تمس المال والأمن العام، بل والشرف العام تقابل بالعمى والصمت (الرهيب) المتعمد وشواهدي كثيرة.

 

شواهد على التحريض الإعلامي:

* اتهام القضاة بالعمل السياسي والخضوع للإخوان، بل وتلوث فكرهم، كما صرَّح الدكتور فتحي سرور رئيس البرلمان المصري.

 

* قيام رؤساء تحرير الصحف الحكومية بالبحث والتحري في السجلات المدنية لإثبات أن المستشارين الخضيري ونهى الزيني من أصول إخوانية.

 

* اكتشاف جنرالات الصحافة النشطاء والأمن الكسالى  بعد 18 شهرًا من تشكيل الوزارة أن الوزير أحمد جمال الدين له صلة قرابة بالدكتور جمال حشمت نائب دمنهور والقيادي الإخواني.

 

* التعامل الإعلامي الحكومي والأمني الدائم مع ملف الإخوان (أكبر فصيل سياسي وشعبي) بالهجوم والتحريض والتحريف.

 

* تخصيص برامج تلفاز (يصرف عليها من المال العام) مثل حالة حوار والبيت بيتك الحواري أحادي الجانب في الهجوم على الإخوان.

 

شواهد على العمى والصمت الإعلامي:

وقد قامت بها جماعات البلطجة المدعومة من الجهاز الأمني ومنها:

* الاعتداء بالضرب على المستشار محمود حمزة فجر الإثنين 24/4/2006م أمام نادي القضاة.

* التحرش بالناشطة نشوة طلعت يوم الاستفتاء المزعوم.

* تقرير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان 2005م والذي رصد 81 حالةَ قتل و156 حالةَ تعذيب في أقسام الشرطة ومقار آمن الدولة.

* براءة محمد عبد اللطيف متهم بني مزار بعد حبسة 9 شهور.

* ضرب وسحل وهتك عرض نشطاء حركة كفاية في قسم شرطة قصر النيل ومنهم كريم الشاعر ومحمد الشرقاوي.

* ضرب وسحل وهتك عرض المواطن عماد الكبير في قسم شرطة بولاق وتناقلته الفضائيات

* إدخال بلطجية الجهاز الأمني لجامعة عين شمس وضرب وإصابة 19طالبًا.

* اعتقال الدكاترة عصام العريان ومحمد مرسي ورشاد البيومي وحسن الحيوان (رحمه الله) من قيادات الإخوان لعدة شهور ثم منعهم من حريةِ السفر والتنقل.

* تزوير كافة الانتخابات ابتداءً من اتحاد طلاب المدارس الابتدائية مرورًا بالاتحادات الجامعية فالنقابات العمالية وانتهاءً بانتخابات رئاسة ووكالة مجلس الشعب بشهادة النائب الوفدي محمد مصطفى شردي عضو لجنة الإشراف.

وأخيرًا

رغم مرارة الواقع وقسوة الأحداث إلا أنها ودون قصد من جنرالاتِ الصحف والأمن فإن هذه الأحداث ساهمت في صناعة كثير من النخب والرموز الوطنية الذين تمَّ التحريض ضدهم بدايةً من رجال القضاء المستشاريين محمود حمزة ومكي والبسطويسي والزيني ومرورًا برجال الفكر والسياسة عصام العريان ومحمد مرسي وحلمي الجزار، ثم رموز الصحافة الحرة محمد عبد القدوس وإبراهيم عيسي ووائل الأبراشي وانتهاءً بطلاب الجامعة المفصولين والمعتقلين بسبب مواقفهم الوطنية، فقد شاءت إرادة الله أن يتذوق هؤلاء طعم الظلم ليناضلوا من أجل إرساء العدل وتقيد حرياتهم الشخصية ليمنحوا الحرية لجماهير الأمة فليواصل هؤلاء نضالهم السلمي بقذائف وكلمات الحق ليدكوا بها حصون ومعاقل الاستبداد.. حفظك الله يا مصر.

---------

* باحث سياسي   [email protected]