بسم الله الرحمن الرحيم
بيان وتوضيح
" يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ "   (التوبة -119)
 تداول البعض خلال الأيام الماضية عددا من الروايات حول الخلافات داخل جماعة الإخوان المسلمين ، وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام ، وقد سعت هذه الروايات لترويج كثير من الشائعات ونشر عدد من المعلومات المغلوطة والمبتورة من سياقها في محاولة لدعم بعض المواقف على خلاف الحقيقة، وإضفاء الشرعية على واقع متهافت لا يرتكن إلى أي مصداقية ولا يقف على أرض صلبة.
 ومن الغريب على أدبيات جماعة الإخوان المسلمين أن تتنشر - في ظل المحنة التي تعيشها الجماعة خلال هذه المرحلة – كثير من خصوصياتها واجتماعاتها وقراراتها الداخلية لتظهر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ثم تنتشر كالنار في الهشيم على وسائل الإعلام دون أدنى مصداقية أو محاولة للتثبت أوالوصول إلى الحقيقة المجردة ، ناهيك عن أن يكون ما يتم تداوله مخالفا للحقيقة في أغلبه أو منزوعا من سياقه أو طالته يد التشويه والبهتان.
إن جماعة الإخوان المسلمين تؤكد على مخالفة هذه الممارسات بشكل صريح وكامل لكافة أعرافها وقيمها وأدبياتها التي تربى عليها أبناؤها على مدار عقود من الزمان ، ومخالفتها الواضحة للوائحها ونظمها الداخلية التي صنعت مسارا رسميا لتلقي المعلومات والوقوف على الحقائق والمواقف في جو من الأخوة الصادقة ، بل ومخالفتها الصريحة لهدي القرآن الكريم عملا وامتثالا لقول الله تعالى : " وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ ٱلْأَمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِۦ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِى ٱلْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنۢبِطُونَهُۥ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُۥ لَٱتَّبَعْتُمُ ٱلشَّيْطَٰنَ إِلَّا قَلِيلًا" (النساء 83).
إن جماعة الإخوان المسلمين إذ تلفت إلى تلك المخالفات البينة والممارسات غير المسؤولة لتجد من اللازم أن تتصدى لهذه الخروقات وأن تضع الأمور في نصابها بعيدا عن محاولات التشويه والاجتزاء وتؤكد على عدد من الحقائق:
 - إن ما تم تداوله عن وجود قرار من المكتب العالمي يدعم موقف الأستاذ إبراهيم منير مخالف للحقيقة من جانب ، ومجاف لصلاحيات المكتب العالمي من جانب آخر.
 - أن محاولة البعض لإضفاء صفة رسمية على بعض الجلسات التي تتم بين عدد من الأخوة غير المختصين وفي غير اجتماعات رسمية والقول بأن مثل هذه الجلسات يترتب عليها قرارات إنما هو نوع من الخلط الواضح ومحاولة غير أمينة لفرض واقع مخالف للحقيقة.
 - أن المكتب العالمي هو إطار تنسيقي ولا يخول له – وفقا للائحته - التدخل في شئون تنظيمات الأقطار الداخلية ، ناهيك عن أن يملك صلاحية التدخل في قرار صدر عن مؤسسة شورية في أحد الأقطار ، وذلك كله رغم عدم دقة وصحة ما تم تداوله عن وجود اجتماع حقيقي ورسمي وصحيح للمكتب العالمي بهذا الشأن.
 - إن تشكيل المكتب العالمي - حسب اللائحة - يضم عددا أكبر من نصف المكتب من بين أعضاء مكتب الإرشاد المصري وهو ما لم يتوفر في اللقاء المزعوم ، بل لم يحضره عضو مكتب الإرشاد الوحيد خارج مصر ولا العضو البديل المعتمد.
 - أن مجلس الشورى العام للقطر المصري بالداخل والخارج هو السلطة العليا في الجماعة ولا يجوز لأحد مخالفة قراراته طالما كانت مؤسسية ، وأن أي خلاف مرده إلى المؤسسات الشورية التي تضع الأمور في نصابها.
 - أن الشأن المصري الداخلي يخص مجلس الشورى العام المصري حصريا ، وهو الفيصل في الرأي فيما يخصه ، وقد أصدر في أزمة 2015 م قرارات نافذة للتعامل معها دون تدخل أو تحكيم خارجي.

إن جماعة الإخوان المسلمين لتناشد الجميع الحفاظ على أمانة الكلمة وأمانة المجالس وتحري الدقة والمصداقية والتعامل مع المعلومات والحقائق بصورة مجردة ، والانصراف إلى العمل الجاد والمتواصل في وقت يتكالب فيه الجميع على هذه الدعوة المباركة بينما يقدم رجالها التضحيات الغالية صابرين محتسبين .
والله أكبر ولله الحمد
الإخوان المسلمون
١١ ذو القعدة ١٤٤٣ – ١٠ يونيو ٢٠٢٢