شهدت مدن الداخل الفلسطيني، اليوم السبت، مظاهرات منددة بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة، فيما تواصل "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لـ"حركة الجهاد الإسلامي"، إطلاق الصواريخ تجاه مستوطنات ما يعرف بـ"غلاف غزة" رداً على العدوان الذي دخل يومه الثاني وخلّف 15 شهيداً ونحو 125 جريحاً.

وتظاهر العشرات في ساحة الأسير بمدينة حيفا تنديداً بعدوان الاحتلال على غزة، مطالبين بوقفه، وذلك بدعوة من حراك حيفا ونشطاء من أجل الأسرى ضمن نشاطات وفعاليات خيمة الاعتصام لمساندة الأسرى المعتقلين إدارياً، ودعماً للأسير خليل عواودة المضرب عن الطعام منذ 157 يوماً.

وحضرت شرطة الاحتلال بأعداد كبيرة، خاصة وحدة حرس الحدود، في ساحة الأسير.

وكان وزير الأمن الداخلي الصهيوني، عومر بارليف، قد وقّع على أوامر استدعاء عشر فرق من حرس الحدود لنشرها في إسرائيل، وتحديداً في المدن الساحلية الفلسطينية التاريخية، مثل عكا وحيفا واللد والرملة، وذلك كجزء من تطبيق ما سُمي "العبر المستخلصة" من عدوان "حامي الأسوار" في العام الماضي، لمنع وتفادي اندلاع مظاهرات وأعمال احتجاج في الداخل الفلسطيني على العدوان على قطاع غزة. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وطالبوا بوقف العدوان على غزة.

وشهدت مدينة أم الفحم مظاهرة نظمتها اللجنة الشعبية، وشفاعمرو مظاهرتان؛ الأولى نظّمتها اللجنة الشعبية والثانية "التجمع الوطني الديموقراطي". وكذلك خرجت مظاهرة في مدينة سخنين، فيما شهدت مدينة يافا مظاهرة عند دوار الساعة.

وقال لـ"العربي الجديد" الناشط والأسير المحرر أمير مخول، الذي شارك في مظاهرة حيفا: "شعبنا يتعرض لعدوان ليس ضد الجهاد الإسلامي فقط إنما ضده كله".

وأضاف قائلاً: "أعتقد أن المدن الساحلية مستهدفة جداً من قبل إسرائيل وتعد العدة لقمع الفلسطينيين فيها. ولكن هناك استعداداً معنوياً للناس أن يخرجوا للدفاع عن شعبنا في غزة ولرفع صوتهم".

وتابع "هذا العدوان إذا لم يتوقف سوف يشعل الأرض ناراً، سواء في فلسطين أو خارج فلسطين. وأعتقد أن إسرائيل تنوي توسيع هذا العدوان وتسعى لتحويله إلى إنجاز استراتيجي"، قبل أن يردف "دورنا أن نحبط هذه الاستراتيجية، كما أخفقت في السنة الماضية، وفي السنوات الماضية. شعبنا ليس قوياً عسكرياً هو قوي شعبياً بإرادته ويملك كل المقومات لجعل إسرائيل تخفق استراتيجياً".

وكانت لجنة المتابعة العليا لفلسطيني الداخل قد نددت بالعدوان الصهيوني على غزة، داعية إلى تنظيم نشاطات شعبية ضد جرائم الاحتلال في بيان لها يوم أمس، وجاء فيه: "حكومة إسرائيل تسعى منذ فترة طويلة لتفجير الأوضاع، بسفك يومي لدماء الشعب الفلسطيني، وقافلة شهداء لا تتوقف، والعدوان الجديد الذي شنّه جيش الاحتلال هو مخطط منذ فترة، واستعدت له حكومة الاحتلال في الأيام الأخيرة".

وقالت "لجنة المتابعة" إن "حكومة الاحتلال تخطط لحرب طويلة الأمد بقطاع غزة، بدأتها بمجزرة إرهابية، حصدت أرواح عدد من الشهداء وعشرات المصابين، وهذا أبعد من أن يكون مشهداً انتخابياً إسرائيلياً بات مألوفاً في السنوات الأخيرة، بل هو تأكيد على أن هذه حكومة تواصل سياسات الحكومات التي سبقتها".