نظمت جبهة الخلاص الوطني التونسية التي تضم عدد من الأحزاب من بينها، حركة "النهضة"، وحزب "قلب تونس"، و"ائتلاف الكرامة"، وحزب "أمل"، ومنظمات من بينها "شبكة دستورنا"، لقاء جماهيرياً أمس السبت تحدث فيها ثلاثة من أقطاب الجبهة وهم أحمد نجيب الشابي، وسميرة الشواشي، وجوهر بن مبارك.

انقلب السحر على الساحر

وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني، ورئيس حزب أمل، أحمد نجيب الشابي إن قيس سعيد يستهدف القيادات السياسية معتقداً أنه سينال من إرادتهم ويكسر شوكتهم.

وأشار الشابي خلال الاجتماع الجماهيري لجبهة الخلاص بضاحية بن عروس إلى أن من بين هذه القيادات علي العريض وراشد الغنوشي، "لكن انقلب السحر على الساحر فهؤلاء خرجوا مرفوعي الرأس وخرج هو مكسور الخاطر وشاعرا بالعجز خاصة وأن القضاة التونسيين قد انتفضوا".

وأكد الشابي أن تونس "مهددة بالانهيار الاجتماعي جراء الوضع الاقتصادي المتردي"، متسائلاً: "إلى أين نحن ذاهبون؟".

وتابع: "هناك أمل في كسر هذا الانقلاب فهو الآن معزول لا يسانده أحد، فكل الأحزاب السياسية قررت مقاطعة الانتخابات المغشوشة التي ستجرى في 17 ديسمبر القادم".

وأضاف الشابي: "لا يمكن أن نتخلى عن قضيتنا فهي قدرنا وأقول لكم: إن اجتماعاتكم وتحركاتكم لن تذهب سدى بثباتنا وتمسكنا واستمرار عملنا نبني قوة هي القاطرة السياسية في البلاد التونسية ونسعى إلى توحيد الطيف".

وقال الشابي: "نحن نعيش فوق بركان الانفجار الاجتماعي هم يكذبون علينا صباحا مساء ويقولون: إن سبب الأزمة هو الاحتكار والحرب الروسية الأوكرانية في حين أن الدولة في حالة إفلاس وليس لديها ما تدفعه لتوفير المواد الأساسية والأدوية".

وشدد الشابي على أن جبهة الخلاص الوطني "لا تطرح فقط العودة إلى الشرعية الدستورية والانتخابية وإنما تطرح كذلك الاصلاحات الضرورية لاقتصادنا، فالعشرية الماضية فيها الكثير من الاخفاقات ولكن الآن يريدون العودة بنا إلى الاستبداد".

وأكد الشابي على أن كل الأحزاب عليها أن "تجلس على نفس الطاولة وتتوافق وتجري حوارا وطنيا يفرز حكومة انقاذ"، مشيراً إلى أن "الأزمة الهيكلية تتطلب منا برنامجا لنهوض الاقتصاد الوطني، كما أنه لا سبيل إلى حل الأزمة الاجتماعية إلا بحل الأزمة السياسية".

ودعا الشابي التونسيين للمشاركة في المظاهرة الكبرى التي ستنظمها جبهة الخلاص يوم 15 أكتوبر الجاري "حتى نقول بصوت عال إننا نقف في وجه اغتيال الحريات واستهداف الوجوه السياسية لا تخافوا ولا ترهبوا وسننتصر".

الانقلاب فقّر الشعب

من جانبها، قالت النائب الأول رئيس مجلس نواب الشعب سميرة الشواشي موجهة حديثها للرئيس قيس سعيد "لو كان في ظنك أنك أهنت المجلس فإنك فعلت العكس، فقد منحته الشرعية لأنه تم الانقلاب عليه وهذا سيدرس للأجيال القادمة".

وأضافت أنه "بعد أكثر من سنة على الانقلاب نقول: إن المجلس كان شرعيا وكان يمثل التوازن في الدولة ولكن تم هدمه"، مشيرة إلى أن "سلطة الانقلاب أهانت وفقرت الشعب التونسي وجعلته في صورة لا تشبهه".

وشددت سميرة الشواشي على ضرورة أن تعود تونس إلى دولة المؤسسات، مشيرة إلى الاعتقالات الجارية في صفوف من وصفتهم برموز الدولة.

ووجهت رسالة إلى الشعب التونسي "لا حل لك إلا بدعم الأصوات التي تطالب بعودة الديمقراطية سنعود للشارع وفي كل الجهات ويسقط الانقلاب".

الانقلاب ساقط لا محالة

ذكر عضو جبهة الخلاص الوطني جوهر بن مبارك في كلمته خلال اللقاء الجماهيري أن "الاجتماع يمثل عودة سياسية لمقاومة سلطة الانقلاب."

وأشار بن مبارك إلى أن جبهة الخلاص "تتعرض إلى استهداف كبير لأنهم يعرفون جيداً أن الانقلاب ساقط لا محالة".

كما أكد بن مبارك على أن جبهة الخلاص هي "القوة السياسية الرئيسية ولذلك لا نخشى المنافسة السياسية مع كل المشهد السياسي"، موضحاً أن الجبهة هي "الفائزة بفضل مكوناتها التي انتصرت في كل الاستحقاقات الانتخابية السابقة وهم يستهدفون الجبهة التي يمكن أن تنشئ منها نواة على أرضية التنافس الديمقراطي".

وأشار بن مبارك إلى أن جبهة الخلاص "قادت كل المشهد السياسي إلى مربعات المقاومة منذ الأسابيع والأشهر الأولى للانقلاب"، مشدداً على أن "الانقلاب ذاهب إلى انتخابات مزورة الهدف منها انشاء مؤسسات مزورة".

وفي سياق، متصل قال بن مبارك: "إن الشعب التونسي سيدفع فاتورة الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، ونطلب من حكومة الأمر الواقع أن تتفق مع الشعب التونسي على التضحيات التي سيبذلها وليس مع صندوق النقد".

وأضاف أن "الحكومة ماضية في الاتفاق خلسة وتحت الطاولة دون أن تصارح الشعب بالحقيقة".

وشدد على رفض وضعية القطيع قائلاً: لن نقبل أن نكون قطيعا عند الحاكم بأمره والذي يفترس سلطة الشعب بشحمه ولحمه.. نحن أسياد في بلادنا ومصيرنا نقرره بأنفسنا َلا نعترف بأسياد علينا".