كتب- أحمد رمضان

أكد الدكتور محمد حبيب- النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين- أن الاعتقالات الأخيرة التي شنَّها النظام المصري ضد قيادات وكوادر الإخوان لن تزيد الجماعة إلا صمودًا وثباتًا، مشيرًا إلى أنها تزيد من التفاف الشارع حول الجماعة.

 

وقال حبيب- في حوار مع جريدة (إيجبشيان جازيت) أمس الثلاثاء 9/1/2007م-: إن ما يقوم به النظام من تضييقٍ وملاحقةٍ يزيد من شعبية الإخوان في الشارع، مضيفًا أن الشعب المصري لا يقبل الظلم ولا يساند الظالمين، وأن الحملات الإعلامية الموجَّهة ضد الإخوان التي تولَّى كبْرَها بعضُ وسائل الإعلام في الأيام الماضية سوف تبوءُ بالفشل؛ لأنه لا يصحُّ في النهاية إلا الصحيح.

 

وأضاف أن الشعب المصري يقدِّر حجْمَ ما يقدِّمه الإخوانُ من أجل المجتمع أملاً في المصلحة العامة؛ ولذلك لن يخذل الشعبُ الإخوانَ يومًا، كما لن يتخلَّى الإخوان بحالٍ من الأحوال عن الشعب.

 

وحول الاعتقالات الأخيرة وهل سيكون للإخوان ردُّ فعلٍ صداميٌّ مع النظام قال الدكتور حبيب: إن الإخوان يؤكدون أن منهجَهم في مواجهة الاستبداد سلميٌّ وحضاريٌّ، وأن سعيَهم للإصلاح والتغيير يتم عبْر القنوات الدستورية والقانونية، فالإخوان يَعتبرون قَضيَّتَهم الأولى ليست مع النظام بقدْرِ ما هي مع الشعب، فهم يسعَون إلى رفع درجة نُضجِه ووعْيِه بالتحديات التي يواجهها داخليًّا وخارجيًّا.

 

واستطرد قائلاً: إن الإخوان يعوِّلون على الشعب الذي سيخرج يومًا ليقول للاستبداد "لا" عبر صناديق الانتخابات، ولكي يغيِّر واقعَه بكل الطرق السلمية المتاحة؛ حتى يستطيع أن يشارك بحقٍّ في صنع الحياة وتقرير المصير.

 

وتعليقًا على تصريحات صفوت الشريف- رئيس مجلس الشورى ورئيس لجنة شئون الأحزاب- بخصوص إتاحة الفرصة الكاملة للإخوان بإقامة حزب سياسي قال حبيب: إن تصريحات رئيس لجنة شئون الأحزاب أثارت الكثير من علامات التعجب لكل من سمعها!؛ لأنها جاءت في الوقت الذي رفَضَت فيه المحكمةُ الإداريةُ العُليا الموافقة على إنشاء 12 حزبًا بينها (الكرامة) و(الوسط) اللذان يحاولان الحصول على الرخصة القانونية منذ أكثر من 10 سنوات كاملةً، في ظلِّ حالةٍ من الانسداد والركود السياسي والجمود الذي تُعانيه البلاد.

 

وأكد نائب المرشد أن لجنة شئون الأحزاب غير دستورية، وهي تُعتبر خصمًا وحكمًا في نفس الوقت، كما أنها تجسِّد الموقف السياسي الاستبدادي للنظام، فالنظام نفسه لا يسمح للأحزاب الموجودة بممارسة نشاطها، وهو يمثِّل بلا شكٍّ أحدَ الأسباب الرئيسية وراء ضعف وهشاشة الحياة الحزبية في مصر.

 

وقال د. حبيب إن الحزب الوطني الذي يحكم الآن هو عبارةٌ عن كيان طفيلي يعيش ويَقتات ويرتزق على الأجهزة الإدارية للدولة، ولولا هذه المؤسسات لوقَع هذا الحزب صريعًا، وهو لا يستطيع أن ينافِسَ أو يدخلَ في غمار العمل السياسي دون الأجهزة الأمنية التي تمهِّد له الطريق.

 

وأكد أن الإخوان أعلنوا قبولَهم بالديمقراطية المرتكزة على التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، واعتبار الأمة مصدر السلطات، وأن الشعب هو الوحيد صاحب الحقّ الأصيل في اختيار مَن يحكمه، وأن رؤيةَ الإخوان للدولة مدنيةٌ ولكن بمرجعية إسلامية، فالإخوان يستهدفون تطبيق شرع الله كاملاً.