أكد البيان الختامي للهيئة الإدارية لاتحاد الشغل إدانته الشديدة لما اعتبره خطاب التخوين والتجييش ضده وضد المجتمع المدني من قبل الرئيس قيس سعيد، مهددا بإعلان الإضراب العام في القطاعات كافة.

وقال الناطق الرسمي باسم الاتحاد إن حديث الرئيس سعيد عن العمل النقابي خلال زيارته لمحافل أمنية يعد تحريضا وتشويها وهو مرفوض.

وشدد البيان الختامي للاتحاد على أنه سيظل ملتزما بقضايا الوطن والشأن العام ومتمسكا بالحوار الوطني للخروج من الأزمة.
 
وقررت الهيئة الإدارية دعوة الهياكل النقابية إلى التعبئة، وحث النقابيين على التجنّد ورص الصفوف.
كما قررت الهيئة "شن تحركات جهوية وقطاعية ووطنية تصل حد الإضراب العام، سيتم الإعلان عنها لاحقا، على أن تبقى الهيئة الإدارية مدعوة للانعقاد تحسبا لأي طارئ".

وطالب الاتحاد الحكومة بالالتزام بجميع الاتفاقيات أو أنه سيتخذ القرارات المناسبة والتي تصل حد الإضراب العام.

الطبوبي: "غاية في الخطورة"

وكان الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، قال، إن رئيس الجمهورية قيس سعيد، ومن خلال خطابه من ثكنات الجيش والحرس يخاطب شعبه "بالتهديد والوعيد" وهو أمر على غاية في الخطورة.

واعتبر الطبوبي خطاب سعيد الأخير من ثكنة الحرس الوطني من العوينة فيه دعوة غير مباشرة "إلى الاقتتال والتحارب"، وحذر الطبوبي بشدة من "تأليب الشعب ضد بعضه".

وكان الرئيس قد شدد في كلمة له منذ يومين من ثكنة أمنية على ضرورة التصدي لكل من يتآمر على أمن الدولة وأنه يجب محاسبته "الشعب يريد المحاسبة ودوركم وطني".

وأكد أمين عام الاتحاد أن الرئيس سعيد يريد لفت الأنظار عن النتائج الهزيلة للانتخابات التشريعية الأخيرة والوضع الاقتصادي.

وجرت منذ أسبوع انتخابات تشريعية في دورتها الثانية وعرفت نسبة عزوف كبيرة حيث لم تتجاوز نسبة المشاركة 11.4 في المائة.

كما تطرق الطبوبي في كلمته الافتتاحية لاجتماع الهيئة الإدارية إلى حادثة اعتقال الكاتب العام للنقابة الخصوصية لشركة الطرقات السيارة الثلاثاء المنقضي، معتبرا أن الواقعة كانت بعد ساعة من اجتماع الرئيس بالقيادات الأمنية.

ورأى الطبوبي أن التهم الموجهة للنقابي باطلة وما حدث هو مواصلة لما يتعرض له الاتحاد منذ مدة من محاولات تشويه  وتجييش ضده للحيلولة دون لعب دوره الوطني في إنقاذ البلاد.

بدوره قال الناطق الرسمي باسم اتحاد الشغل سامي الطاهري إن الرئيس "يحرض ضد الاتحاد وهو أمر لا يرهب المنظمة الشغيلة".
 
ونبه الطاهري في تصريح صحفي قبل دخول الهيئة الإدارية في اجتماع مغلق، من أن الرئيس سعيد وفي كل مرة تكلم فيها إلا وقسم التونسيين وزاد من تأجيج الوضع وخلق حالة من التوتر وهو ما لا يشجع على الاستقرار.

وأكد الطاهري أن كل الخيارات مطروحة أمام الهيئة الإدارية المجتمعة منذ ساعات الصباح بما في ذلك الإضراب العام.

وعن مبادرة الحوار الوطني التي يشتغل عليها الاتحاد مع عدد من المنظمات أكد الطاهري أنها لن تتوقف وهي مستمرة مهما حصل ضدها من تشويش.

واستنكر الطاهري بشدة ما اعتبره حضورا أمنيا في قاعة اجتماع الهيئة الإدارية للاتحاد واصفا ذلك "بالسابقة الخطيرة".

وأكد الطاهري: "الاتحاد يعمل علنا وأمام الجميع ولا يتآمر مع أي كان داخل الحجرات المغلقة".

جدير بالذكر أن العلاقة بين الرئيس والاتحاد قد غلب عليها التوتر منذ رفض المبادرة الأولى للحوار التي اقترحتها المنظمة النقابية، وزاد الاحتقان في الآونة الأخيرة وفق مراقبين نظرا للتدهور الاقتصادي والاجتماعي ورفض المنظمة النقابية لشروط الاتفاق مع صندوق النقد.