1. أن الأعمال ترفع فيه إلى الله تعالى : فعن أسامة بن زيد : قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ ما تَصُومُ مِنْ شعبان قال : ” ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ” رواه النسائي ، وحسنه الألباني
  2. كثرة صيام النبي صلى الله عليه وسلم فيه : قالت عائشة رضي الله عنها : ” لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ” رواه البخاري.
  3. غفران الذنوب في ليلة النصف من شعبان: قال صلى الله عليه وسلم : ” إِنَّ اللَه تَعَالَى لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ»  رواه ابن ماجه وحسنه الألباني  . مشاحن:  أي مخاصم لمسلم أو مهاجر له.
  4. التمرين على صيام رمضان ، لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة ، بل قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ، ولذته فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط .

شهر شعبان ترفع فيه الأعمال إلى الله عزو جل : - ترفع الاعمال الي الله بعدة أشكال : -

رفع يومي  

ففي كل يوم مرتين كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار فيجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر ثم يصعدون إلى ربهم عزو جل فيسألهم وهو أعلم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون) وفي صحيح مسلم عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال: (إن الله عزو جل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)

ورفع أسبوعي

في يومي الإثنين والخميس لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صومه يوم الإثنين ويوم الخميس قال صلى الله عليه وسلم قال: (هذان يومان تعرض فيهما الأعمال على الله عزو جل وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) رواه الترمذي

ورفع سنوي

للأعمال وهو في هذا الشهر المبارك شهر شعبان وهو ختام العام ولذلك قال الحبيب صلى الله عليه وسلم (وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله عزو جل وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) .

ليلة النصف من شعبان صحَّت ثلاثة أحاديث في ليلة النصف من شعبان : -

الحديث الأول : -خرَّجه الطبراني في الكبير والأوسط، وصححه الألباني في السلسة الصحيحة، قال فيه نبي الله صلى الله عليه وسلم: «يَطَّلِعُ الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ، إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ»

والحديث الثاني : -فقد خرجه البيهقي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب وقال: صحيح لغيره، وهو قول نبينا صلى الله عليه وسلم: «يطلع الله إلى عباده ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمؤمنين، ويمهل الكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه .»

وأما الحديث الثالث : -فخرجه ابن أبي عاصم في السنة، وقال الألباني في ظلال الجنة: صحيح لغيره، وهو قول نبينا صلى الله عليه وسلم:«ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا ليلة النصف من شعبان، فيغفر لأهل الأرض، إلا مشرك أو مشاحن .»

"تحويل القبلة".. استجابة لدعاء النبي ﷺ و"اختبار" لأمته

"قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ"..

كان تحويل القبلة أول نسخ وقع في الإسلام كما يذكر ابن كثير في البداية والنهاية، وكان الله سبحانه وتعالى قد أقر جواز النسخ قبل ذلك في قوله: "مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".

ويروي ابن كثير في البداية والنهاية الروايات المتعددة لتحويل القبلة، إذ اختلف حول تحديد موعد تحويلها : -فقيل في رجب في السنة الثانية من الهجرةوقيل إنها حدثت في شعبان.

وقيل إنها حدثت في النصف من شعبان بعد ثمانية عشر شهرًا من الهجرة.

وروى البخاري حديثًا عن البراء رضي الله عنه يوضح قصة تحويل القبلة، فيروي البراء أن النبي ﷺ صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته إلى البيت، وأنه صلى، أو صلاها، صلاة العصر، وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان معه، فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال: أشهد بالله لقد صليت مع النبي ﷺ قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت، وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول رجال قتلوا لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل الله: "وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم".

اللهم تقبل منا وارض عنا واجعلنا من المقبولين وصل الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم .

شعبان1444هـ مارس2023م