قال الكاتب البريطاني، دافيد هيرست، إن تونس البلد الصغير حجما، بدلا من أن يكون منارة للتغير السلمي في الشرق الأوسط، غدا قطبا جاذبا لليمين المتطرف، بعد ما صرح به الرئيس قيس سعيد بحق المهاجرين، وأشاد به المتطرف اليميني الفرنسي إريك زمور.

ولفت في المقال المنشور في موقع "ميدل إيست آي" إلى أن الديمقراطية في تونس غدت بعد قرابة عشر سنوات في خطر.

وتساءل الكاتب: "هل سيسمح التونسيون لأنفسهم بأن يصبحوا عبيدا مرة أخرى لحاكم مستبد يجلس داخل قصر قرطاج؟".

وتابع: "لقد انقلبت تونس رأساً على عقب. كل ما مثله هذا البلد الصغير قبل عقد مضى بات اليوم مقلوباً. حينذاك، تفاخر جيشها ‏بأنه لا يتدخل في السياسة ولا في الأعمال، أما اليوم فالجيش لديه من ضباطه وزيران داخل الحكومة، أحدهما يحمل حقيبة الصحة والآخر يحمل حقيبة الزراعة، ‏ويضع يده على مساحات واسعة من الأرض".

وأشار إلى أنه "قبل عقد مضى كانت في تونس حكومة ائتلافية وأحزاب سياسية تخلوا عن السلطة طواعية، وكان فيها دستور يضمن الفصل الأساسي في السلطات بين الحكومة والبرلمان والمحاكم. كان رؤساء الوزراء يتمتعون ‏بصلاحيات لا يتمتع بها الرؤساء، وكانت تنظم انتخابات دورية بنسب إقبال تضفي صدقية على النتيجة".

أما اليوم، فتحكم تونس من قبل رجل واحد اسمه قيس سعيد، رئيس بصلاحيات لا حدود لها، ولكن بشرعية صفر، بحسب تعبيره.