أعلن بالأمس الاثنين الحزب القومي الأسكتلندي، اختياره لوزير الصحة الحالي حمزة يوسف، ليكون زعيمًا للحزب وبالتالي خليفة لنيكولا ستورجن التي استقالت من زعامة الحزب ورئاسة الحكومة، مما يجعله أول رئيس وزراء مسلم في أسكوتلندا.

ويعتبر يوسف (37 عامًا) واحدًا من كبار الوزراء في أسكوتلندا ويمثل مدينة جلاسكو في البرلمان الأسكتلندي.

وقال يوسف إنه سيتركز على معالجة أزمة تكلفة المعيشة وإنهاء الانقسامات داخل الحزب والسعي من جديد نحو الاستقلال.

وشغل يوسف منصب وزير الصحة في حكومة ستورجن، كما أنه شجعه العمل الشاب والمثابرة على الترشح لخلافة رئيسة الوزراء المستقيلة.

ويتمتع يوسف بتاريخ سياسي طويل في أسكوتلندا، حيث شغل مناصب وزارية مهمة وعمل في فريقين من أهم زعماء أسكوتلندا خلال العقدين الماضيين وهما ستورجن والرئيس الوزراء الأسبق أليكس سالموند.

من هو حمزة يوسف

ولد حمزة هارون يوسف في غلاسكو في السابع من أبريل 1985، والده هو مظفر يوسف، الذي ولد بولاية البنجاب في باكستان، وهاجر رفقة أسرته إلى أسكوتلندا سنة 1960، أما والدته فهي شايتسا بوتا التي ولدت في كينيا وتنحدر من أسرة من جنوب آسيا.

يوسف أب لطفلة ومتزوج من ممرضة مسلمة، ويعيش رفقة أسرته في غلاسكو، ولا يجد أي مشكلة في الظهور رفقة والدته وأخواته وزوجته وكلهن محجبات.

كان دخوله غمار العمل السياسي من بوابة البرلمان، من خلال عمله مساعدا للنائب البرلماني بشير أحمد الذي كان أول نائب برلماني مسلم بأسكوتلندا سنة 2007، إلا أن هذا لم يدم طويلا، لأن أحمد توفي بعد وصوله للبرلمان بأشهر.

دخول يوسف البرلمان جعله تحت أنظار عدد من القادة السياسيين الذين استقطبوه لفرق عملهم، ولعل أهمهم القيادي سالموند الذي شغل بعدها منصب رئيس وزراء سنة 2008. بعدها، انتقل يوسف للعمل مساعدا لستورجن التي كانت حينها من أهم الشخصيات بالبلاد، وكانت هذه المرحلة انطلاقة لعلاقة سياسية قوية بينهما، ستظهر بعدها بتقلد يوسف عددا من المناصب الوزارية المهمة.

عام 2012، تم تعيين يوسف في منصب حكومي هو الأول له، وهو كاتب الدولة بوزارة الشئون الخارجية والعلاقات الدولية، في عهد سالموند، واشتغل تحت لواء وزارة الثقافة والشؤون الخارجية، وكان حينها أول مسلم من أصول آسيوية يتقلد منصبا وزاريا.

واستمر في هذا المنصب، بعد وصول ستورجن لرئاسة الوزراء عام 2014، وأبقته في منصبه حتى 2016، إذ تم تعيينه وزيرا للنقل. وعام 2018، تقلد يوسف منصب وزير العدل حتى عام 2021، وخلال هذه الفترة دخل في معركة من أجل تمرير قانون "جرائم الكراهية" وكان الغرض منه توفير حماية أكبر للأقليات والتشديد على جرائم الكراهية والتمييز بين حرية التعبير والتحريض ضد أي من مكونات المجتمع، ورغم معارضة بعض الأصوات المحافظة لهذا القانون، فإن يوسف نجح في تمريره.

وعام 2021، تسلم يوسف منصب وزير الصحة والعمل الاجتماعي في ظروف جائحة كورونا، وخلال هذه الفترة تعرض لعديد من الانتقادات، ووجد نفسه في وجه عاصفة عندما طالب الناس بالتفكير مرتين قبل الاتصال بالطوارئ، وذلك من أجل تخفيف الضغط على المستشفيات، وهو ما اعتبره كثيرون تعريضا لحياة الناس للخطر وحرمانا لهم من الخدمات الصحية.