https://ikhwan.online/article/260192
الخميس 23 جمادى الأولى 1445 هـ - 7 ديسمبر 2023 م - الساعة 11:18 م
إخوان أونلاين - الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمون
زاد الداعية

دعوتنا ربانية

دعوتنا ربانية
الأحد 27 أغسطس 2023 02:12 مساء
بقلم: أحمد أحمد جاد

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عباده المصطفين ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وبعد، فإن المقصودَ من هذه السطور معرفة دعوتنا الربانية التي نعتزُّ بها والتي ننتسب إليها ونعيش لها وندعو إليها ونضحي من أجلها، ونتحمل الأذى في سبيلها حتى يأتي موعود الله في الدنيا والآخرة.

 

مَن هم الربانيون؟

1- الربانيون هم أرباب العلم، وأحدهم رباني، وهو الذي يربي العلم ويُربي الناس؛ أي يصلحهم ويقوم بأمرهم، فالرباني يُربي الناس بصغار العلم قبل كباره، فهو الذي لا يكتفي بالعلم بل يضم إليه التعليم.

 

2- والرباني هو العالم بربه الذي يعمل بعلمه، فإذا لم يعمل بعلمه ولم يقصد مرضاة ربه فقد خابَ وخسرَ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من "علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع" (جزء من حديث أبي داود: 1548، وابن ماجه: 250 وغيرهما، وانظر صحيح الجامع: 1297 صحيح).

 

3- والربانيون هم ولاة الأمة الذين يجمعون إلى العلم البصر بالسياسة العارفون بأخبار الأمة.

 

4- وهم الربانيون بحكم علمهم بالكتاب ومدارستهم له ومعرفة أحكامه، وهم المصلحون.. قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170)﴾ (الأعراف).

 

5- وهم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.. ﴿لَوْلا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63)﴾ (المائدة).

 

6- والربانيون هم العلماء الراسخون في العلم والعباد الحكماء الأتقياء.

 

7- والرباني: منسوب إلى الرب، والرب لغةً: المالك والسيد والمنعم والمربي، والرب يُطلق على الوالد المربي، يربي أولاده شيئًا فشيئًا، فيقوم بسدِّ حاجاتهم من طعامٍ وشرابٍ وكسوة.. وكذا يُعلمهم الأخلاق والآداب وأمور الحياة.. فهذا المربي في الظاهر، لكن المربي في الحقيقة هو الذي خَلَقَ ورَزَقَ وأمات وأحيا.. ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81)﴾ (الشعراء)، وهو الذي يؤدب أولياءه الربانيين، ففي الحديث: "أدبني ربي فأحسن تأديبي" (الجامع الصغير: 310).

 

الربانيون في معية الله

 

 الصورة غير متاحة

 أحمد جاد

والرباني يعتمد على ﴿رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ﴾ (الأنعام: من الآية 164) فيُسخِّر الله له كل شيء ويحفظه ويحميه وينصره وينجيه.. فهذا إبراهيم عليه السلام حينما أراد قومه أن يحرقوه قال ربُّ النارِ وربُّ كل شيء: ﴿كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ (الأنبياء: من الآية 69)، وموسى عليه السلام سخَّر الله له طريقًا في البحر يابسًا، وجاء فرعون ليمر منه حتى يلحق بموسى فأطبق عليه البحر وغرق فرعون.. ﴿فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنْ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى (79)﴾ (طه)، والنبي صلى الله عليه وسلَّم تجتمع عليه قريش لتقتله فأخرجه الله من بين أيديهم وهم لا يبصرون، ونجَّاه الله ونصره، ومن هذا كثير، وهكذا ينجي الله عباده المرسلين والمؤمنين.. ﴿ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103)﴾ (يونس).

 

والله سبحانه يذهب عن عباده الربانيين الحزن ويُسري عنهم، ففي عام الحزن كان الإسراء والمعراج ليُرى عبده من الآيات الكبرى، وجاء جبريل إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو جالسٌ حزينٌ فقال يا رسول الله هل تحبُّ أن أريك آيةً؟ فقال: "نعم"، فنظر إلى شجرةٍ من ورائه، فقال: أدع بها، فدعى بها فجاءت وقامت بن يديه، فقال: مرها فلترجع، فأمرها فرجعت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حسبي حسبي" (رواه الإمام أحمد: 3/113: 12051 صحيح والدارمي: 23، وفي المشكاة: سنده صحيح).

 

دعوتنا الربانية

إن دعوتنا الربانية دعوة إسلامية ربانية دعا بها وإليها جميع الرسل.. والإمام البنا يؤكد هذا المعنى، ففي رسالة التعاليم يقول: "أن توقن بأن فكرتنا إسلامية صحيحة"، ويقول في رسالة (إلى أي شيء ندعو الناس): "وأي شرفٍ أكبر وأعظم من أن ترى نفسك ربانيًّا، بالله صلتك، إليه نسبتك"، ثم يعلن في المؤتمر الخامس: "ولست أعني أن للإخوان المسمين إسلامًا جديدًا غير الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلَّم عن ربه"، وفي نفس الرسالة: "إن غاية الإخوان تنحصر في تكوين جيلٍ جديدٍ من المؤمنين بتعاليم الإسلام الصحيح.. بالصبغة الإسلامية الكاملة ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللهِ صِبْغَةً﴾ (البقرة: من الآية 138)، والمقصود من ذلك أن هذه الدعوة دعوة خالصة ربانية، وهي تنتمي إلى عقيدة أهل السنة والجماعة.

 

ولا توجد دعوة ربانية الآن غير الدعوة الإسلامية التي تكفَّل الله بحفظها، فالقرآن العظيم كُتب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث كان يُملي على كُتَّاب الوحي، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعرضه على جبريل عليه السلام وهو الروح الأمين، في كل عام، وفي العام الأخير عرضه على جبريل مرتين، ولما تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك القرآن مكتوبًا في السطور يحفظه 12 ألف صحابي، فالشاهد أنه كُتِبَ في السطور بطريق التواتر وحُفِظَ في الصدور بطريق التواتر أيضًا، وصدق الله ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)﴾ (الحجر)، وإذا كانت الدعوة الربانية قد حفظها الله فإنه كذلك يحفظ دعاتها ورجالها على مرِّ الزمن، ففي الحديث "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحقِّ، لا يضرهم مَن خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" (مسلم: إمارة- 1920، والبخاري في الاعتصام، والحديث رُوي بألفاظ أخرى)، وهذه الدعوة الربانية بهذا الإسناد حجة على بقية الدعوات الأرضية.

وأن الله سبحانه وتعالى حذَّرنا من اتباع أهل الكتاب أو اتباع غير سبيل المؤمنين حتى لا نضل بعد هدى.. وألا نتبع غير الصراط المستقيم الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)﴾ (الفاتحة).

وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على أن تكون هذه الدعوة ربانية صافية نقية خالصة لا يشوبها تحريف أو تبديل، فكان يقول: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله" (البخاري: أنبياء- 3445، والدارمي: 2784 وأحمد: 1/23، 47)، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم بيد عمر بن الخطاب ورقةً من التوراة فقال: "لقد جئتكم بها بيضاء نقية، تسألوهم عن شيء فيخبرونكم بحق فتكذبوا به أو بباطلٍ فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيًّا ما وسعه إلا أن يتبعني" (أحمد: 3/387، 4/ 266: 18251- صحيح).

وقال صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه" (موطأ مالك: القدر: حديث: 3 وأحمد: 3/14: 11046 حسن والترمذي: 3888 والدارمي 3316 نحوه)، وفي الحديث: ".. ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله.." من حديث الترمذي 2906 والدارمي: 3331، وفي الحديث: "مَن كَذَبَ عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار" (البخاري: علم-  110، ومسلم: زهد- 3004)، وغير ذلك كثير.

 

الدعاة الربانيون

ولما كانت هذه الدعوة ربانية وهي دعوة صفوة خلقه من الأنبياء والمرسلين، سفراء الله إلى عباده؛ لذلك احتاجت إلى دعاةٍ ربانيين نفوسهم عظيمة: تتمثل في عدة أمور: إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف، ووفاء ثابت ولا يعدو عليه تلون ولا غدر، وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل، ومعرفة بالمبدأ، وإيمان به وتقدير له، يعصم من الخطأ فيه والانحراف عنه والمساومة عليه والخديعة بغيره" (من رسالة: إلى أي شيء ندعو الناس)

  هؤلاء الدعاة يتبعون المنهج الرباني ويحكمونه في الأرض لإحقاقِ الحق وإبطال الباطل، يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدًا إلا الله، لا ترهبهم قوة ولا تغريهم دنيا، ويعتزون بالله العزيز الدائم، ولا يعتزون بشخصٍ زائل كما يعتزون بهذه الدعوة" فهذا ربعي بن عامر يقول لرستم قائد الفرس في موقعة القادسية: "إن الله ابتعثنا لنخرج مَن شاء من عبادةِ العباد إلى عبادة الله وحده ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام"، والدعاة الربانيون يتحملون الأذى صابرين، وهذا علامة على صحة الطريق الذي سار عليه الأنبياء والمرسلين.. ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا﴾ (الأنعام: من الآية 34)، وهم يعلمون أن هذا الابتلاء لا ليعذبهم ربهم أو يسلمهم لأعدائهم.. إنما هو رحمة لهم ليُكفِّر عنهم سيئاتهم أو يرفع درجاتهم أو ينصرهم ويُمكِّن لهم، وفي الحديث: "أشد الناسِ بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يُبتلى المرء على قدرِ دينه.." (الترمذي: زهد- 2398، وابن ماجه: 4023، والدارمي: 2738)، وفي الحديث: "إن عِظم الجزاء مع عِظم البلاء، وإنَّ الله إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم.." (من حديث الترمذي: 2396، وابن ماجه: 4031).

 

الدعوات الأخرى

لا بد من الإشارة إلى بعض الدعوات غير الربانية؛ لأن الأشياء بضدها تُعرف، وأنه لا يعرف الإسلام مَن لا يعرف الجاهلية.

إن الدعوات الأخرى الربانية السابقة لا يطمأن إليها الآن بعد أن حرفها أصحابها والتحريف ثابت بالقرآن، والسنة والواقع التاريخي، والاختلاف بينهم في الأصول هل الإله واحد أم أثنين أم ثلاثة.. وقد جاءت الدعوة الربانية لتكشف ما حرَّفه أهل الكتاب وما أخفوه من شرائع: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15)﴾ (المائدة)، وقد اصطدمت تفسيرات رجال الدين التي جعلوها في مقام النص الرباني، بالحركة العملية.. وثارت أوروبا على رجال الدين حتى كان شعار الثورة الفرنسية: "اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس"، وكان شعار الثورة الشيوعية: "الدين أفيون الشعوب" (راجع قصة الفلسفة الحديثة، أحمد أمين وزكي نجيب محمود صـ250، 251).

هذا، وقد ظهرت دعوات أخرى وضعها محترفو الإنتاج الفكري.. وهم كثيرون، ونذكر طرفًا منها حتى يشعر المسلم بربانية دعوته النقية الصافية، فالوجودية: لا تعترف بالدين ولا بالضمير ولا بالفضيلة.. ومن كتابات الوجوديين تجد التشاؤم والقلق والحيرة والخوف من الموت والتمزق والضياع.. أما النظرية المادية فهي ترى أن العالم عنصر واحد، وهو المادة، ولا تؤمن بالدين، بزعم أنه من وضعِ البشر، ولا تُؤمن بالبعث ولا بالغيب، وهناك دعوات أخرى ما أنزل الله بها من سلطان، ولا يتسع المجال لذكرها، والحمد لله الذي بيَّن لنا طريق الرشد من الغي والهدي من الضلال والإيمان من الكفر.

يقول تعالى: ﴿قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللهِ مَا لا يَنفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا..﴾ (الأنعام: من الآية 71)، إن البشرية إذا تركت هدى الله انحرفت في عقيدتها وقوانينها وأخلاقها.. وكانت في حيرةٍ وقلق ﴿قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى﴾، هذا هدى الله فماذا بعد الهدى إلا الضلال، إن الحق واحد والباطل يتعدد، ونحن مأمورون أن نستسلم ونخضع لرب العالمين، ﴿وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (من الآية السابقة)، إن الذي يترك هدى الله تخطفه الشياطين وتضله، فلا يدري أين يذهب، حيران، فهذا مثل الذي أجاب الآلهة التي لا تضره ولا تنفعه.

وفي الحديث: "إن الله ضرب مثلاً صراطًا مستقيمًا، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داعٍ يقول: "أيها الناس ادخلوا الصراط جميعًا، ولا تعوجوا، وداع يدعو من فوق الصراط فإذا أراد أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه فإنك أن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران حدود الله تعالى والأبواب المفتحة محارم الله تعالى؛ وذلك الداعي على الصراط كتاب الله عزَّ وجل، والداعي فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم" (الترمذي: أمثال: 2859 والنسائي في الكبرى، وأحمد: 4/182: 17566 صحيح).

مما تقدَّم يستشعر المسلم عظمة هذه الدعوة الربانية وشرف الانتماء إليها وأنها تُحقق العزة والطمأنينة.. ومن هنا يتمسك بها ويثبت عليها ويُضحي من أجلها.. وأنه لا يمكن المقارنة بينها وبين الدعوات الأخرى التي من صنع البشر والتي تزول بزوالهم.. فأين من أين!!.

ربنا عليك توكلنا.. ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.