تظاهر عشرات الفلسطينيين اليوم الثلاثاء، في وقفةٍ غاضبة بمحافظتي غزة والشمال؛ رفضًا لسياسة التجويع التي تفرضها سلطات الاحتلال الصهيوني عليهم، بعد العدوان الغاشم على القطاع الذي بدأ في السابع من أكتوبر الماضي.

وأكد المشاركون الذين جابوا شوارع محافظتي غزة والشمال، على رفضهم سياسة التجويع التي لا يزال الاحتلال يستخدمها سلاحًا ضد المدنيين في قطاع غزة، رافعين لافتات تُذّكر العالم بالمأساة التي يعيشون تفاصيلها؛ بفِعل الحصار الخانق، تحت عنوان “شمال غزة يجوع”.

ورفع المشاركون لافتات، كتب عليها: "المجاعة نهشت لحومنا وأجسادنا"، "من لم يُقتل بالقذائف سيموت جوعًا"، "أنا إن جعت سأكل لحم أعدائي"، "الخبز صار حلم"، و"بدنا أكل نسد في جوع أطفالنا"، وغيرها من اللافتات.

وتتصاعد المجاعة في شمال قطاع غزة جراء نفاد كميات الطحين والأرز والطعام والغذاء، والمعلبات التي كانت موجودة قبل بدء حرب الإبادة الجماعية، وكذلك نفاد حبوب وأعلاف الحيوانات التي اضطر المواطنون إلى تناولها في الآونة الأخيرة.

وصارت الغالبية العظمى في غزة تكتفي بوجبة واحدة مخففة، تفتقر إلى المكونات الأساسية، وحتى هذا يُؤمّن بصعوبة شديدة، ما أدى إلى تفشي المجاعة، واستنادًا لتقديرات إعلامية، فإن أكثر من نصف مليون فلسطيني يعيشون مجاعة حقيقية في محافظتي غزة والشمال.

ويعاني واحد من بين كل عشرة أطفال في غزة دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، بسبب الحرب التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، وفقا لبيانات أولية من الأمم المتحدة من خلال قياسات الذراع التي تظهر مستويات الهزال لدى الأطفال.

أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن المجاعة تتعمّق في قطاع غزة، محذرا من كارثة إنسانية عالمية يروح ضحيتها مئات آلاف الأطفال والنساء، ودعا روسيا والصين وتركيا لكسر الحصار والضغط لوقف حرب الإبادة الجماعية.

وقال المكتب في بيان له، الثلاثاء: تتعمَّق يوماً بعد يوم المجاعة في محافظات قطاع غزة الذي يعيش فيه قرابة 2,400,000 إنسان، وتتعمّق بشكل أكبر في محافظتي غزة وشمال غزة مما ينذر بوقوع كارثة إنسانية عالمية قد يروح ضحيتها أكثر من 700,000 مواطن فلسطيني مازالوا موجودين في المحافظتين المذكورتين تحديداً.

وأشار إلى أن الاحتلال بدأ في تنفيذ سياسة التجويع والتعطيش وصولاً إلى المجاعة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد المدنيين والأطفال والنساء في جميع محافظات قطاع غزة، وبشكل مُركَّز أكثر على محافظتي غزة وشمال غزة، وذلك من خلال منعه لإدخال المساعدات إلى محافظات القطاع.

وطالب بشكل فوري وعاجل بوقف حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين والأطفال والنساء، كما طالب برفع الحصار وإدخال 10,000 شاحنة مساعدات خلال اليومين القادمين وبشكل مبدئي وفوري وعاجل قبل وقوع الكارثة الإنسانية، وخاصة إدخال المساعدات إلى محافظتي غزة وشمال غزة.

يُذكر أن حصيلة الحرب على غزة ارتفعت إلى 29 ألفًا و195 شهيدًا، و69 ألفًا و170 مصابًا، إضافة إلى آلاف الضحايا، الذين ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والإنقاذ من الوصول إليهم.