بسم الله الرحمن الرحيم

وسط أجواءٍ محمومةٍ وفي عالمٍ تُهدده الممارسات الصهيونية المدعومة بلا حدود من الإدارة الأمريكية اليمينية المتطرفة بالحرب والدماء.. يأتي عدوانُ الصهاينةِ اليوم الثلاثاء 6/2/2007م على المسجد الأقصى كخطوةٍ في مسلسلِ الإجرامِ بالإصرارِ على هدم أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في ظلِّ تراجعِ الحكومات العربية والإسلامية وانحسار دورها تجاه مسئوليتها عن القضية الفلسطينية، التي تُمثل قضية العرب والمسلمين الأولى.

 

والإخوان المسلمون إذ يستنكرون ويدينون هذا الفعل الإجرامي العدواني الذي لا يأبه بعقيدةِ الأمةِ ولا يحترم مقدساتها ﴿لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ﴾.. ليهيبون بكلِّ الشعوبِ العربية والإسلامية وأحرار العالم أن يعلنوا مواقفهم ضد هؤلاء الصهاينة، وأن يُعبِّروا عن غضبهم ورفضهم لهذا الفعل الصهيوني المجرم وأن يتوجهوا إلى حكوماتهم وأنظمة الحكم في كلِّ بلادهم ومطالبتها باتخاذ المواقف الحازمة التي تتناسب وصلف هذا العدو وعدوانه على مقدساتهم.. فلا بد من طرد السفراء الصهاينة من كلِّ بلاد العرب والمسلمين.. ولا بد من وقفةٍ مع الإدارةِ الأمريكية المساندة والداعمة لأفعال العدو الصهيوني.. ولا بد من استمرارِ مقاطعة المنتجات التي تأتي إلينا من هؤلاء جميعًا.. وأن تستمر حالة الغضب والرفض لهؤلاء الصهاينة ولعدوانهم.. ولا بد من محاصرتهم وعدم التعامل معهم على جميع المستويات حتى تتحرر فلسطين من دنسهم ويعود المسجد الأقصى إلى أصحابه، وما ذلك على الله بعزيز.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾.

 

فيا أمة الإسلام والعروبة إنَّ المسجدَ الأقصى يناديكم لاستنقاذه فكونوا على قلبِ رجلٍ واحدٍ ضد هؤلاء الغاصبين المعتدين.. وقبل أن يصل دنسهم إلى كلِّ دياركم..﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

محمد مهدي عاكف

المرشد العام للإخوان المسلمين

القاهرة في: 18 من المحرم 1428هـ = 6 من فبراير 2007م