حمّلت حركة حماس، إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المسئولية عن وفاة جندي أمريكي أضرم النار في نفسه أمام مقر السفارة الصهيونية في العاصمة الأمريكية واشنطن، تنديدا بـ"الإبادة الجماعية" التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة.

وقالت حماس في بيان لها: "تتحمل إدارة بايدن المسئولية الكاملة عن وفاة الطيار في الجيش الأمريكي آرون بوشنل بفعل سياستها التي دعمت الكيان الصهيوني في حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني".

وأوضحت حماس أن بوشنل "دفع حياته في سبيل تسليط الضوء على المجازر والتطهير العرقي الصهيوني ضد شعبنا في قطاع غزة".

وأعربت الحركة عن تعازيها وتضامنها مع عائلة وأصدقاء الطيار الأمريكي.

وقالت: إن الطيار الأمريكي آرون بوشنل خلّد اسمه بوصفه مدافعا عن القيم الإنسانية ومظلومية الشعب الفلسطيني المكلوم بسبب الإدارة الأمريكية وسياساتها الظالمة، مثلما فعلت الناشطة الأمريكية راشيل كوري التي سحقتها جرافة صهيونية في رفح عام 2003.

وأضافت حماس أن رفح هي المدينة نفسها التي دفع بوشنل حياته ثمنا للضغط على حكومة بلاده “لمنع الجيش الصهيوني المجرم من الهجوم عليها واقتراف مجازر وانتهاكات فيها”.

وفي 16 مارس 2003، تصدت الحقوقية الأمريكية راشيل كوري لمجنزرة صهيونية بجسدها الأعزل، رفضا لهدم بيوت مواطنين في غزة، لكنها لقيت حتفها تحت المجنزرة لتصبح أيقونة للتضامن العالمي مع أهل فلسطين.

وتابعت الحركة "سيبقى الطيار البطل آرون بوشنل خالدا في ذاكرة شعبنا الفلسطيني وأحرار العالم، ورمزا لروح التضامن الإنساني العالمي مع شعبنا وقضيته العادلة".

وأشارت إلى أن الحادث المأساوي الذي أفقد الطيار بوشنل حياته هو "تعبير عن حالة الغضب المتنامي بين الشعب الأمريكي الرافض لسياسة بلاده التي تساهم في قتل وإبادة شعبنا، والرافض لتعدي حكومة بلاده على القيم الإنسانية العالمية عبر تقديم الغطاء لضمان إفلات الكيان وقادته النازيين من العقاب والمحاسبة".

وأمس الإثنين توجه بوشنل نحو السفارة الصهيونية في واشنطن، ولدى وصوله سكب بنزينا على رأسه وملابسه، وأضرم النار في نفسه وهو يصرخ "الحرية لفلسطين" مرارا وتكرارا حتى توقف عن التنفس، لتعلن شرطة واشنطن لاحقا مفارقته الحياة.

ووثق الطيار الأمريكي (25 عاما) -الذي أعلن عن وفاته أمس الاثنين- لحظة إحراق نفسه عبر بث مباشر على منصة "تويتش". ووضع علم فلسطين خلفية للفيديو، وكتب عليه "فلسطين حرة".

وقبيل إضرامه النار في نفسه، قال بوشنل أمام السفارة "سأنظم احتجاجا عنيفا للغاية الآن، لكن احتجاجي ليس كبيرا بالمقارنة مع ما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم".

ومنذ 7 أكتوبر 2023 يشن  الاحتلال الصهيوني حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية، مما أدى إلى مثول كيان الاحتلال  أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".